قامشلو تحتفي بالتنوع الثقافي في مهرجان الدبكات الفلكلورية
وسط أجواء احتفالية حماسية، انطلقت فعاليات مهرجان الدبكات الشعبية، والذي سيستمر لمدة ثلاثة ايام، بمشاركة 23 فرقة تمثل فسيفساء مكونات إقليم شمال وشرق سوريا وأجزاء من كردستان.

شيرين محمد
قامشلو ـ عكس المهرجان المنظم تحت شعار "كل رقصة حكاية، وكل حكاية تاريخ"، في مدينة قامشلو روح التنوع الثقافي والتمسك بالهوية الفلكلورية، حيث حملت الفرق المشاركة رسائل امل ووحدة، ورسمت لوحة فنية لمكونات إقليم شمال وشرق سوريا.
تحت شعار "كل رقصة حكاية، وكل حكاية تاريخ" انطلق أمس الأثنين 15 ايلول/سبتمبر في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا مهرجان الدبكات الشعبية السابع الذي حمل اسم الشهيدة روناهي باور، بمشاركة 23 فرقة تمثل تنوع المجتمعات الكردية والعربية والسريانية، الآشورية والأرمنية والشركسية الإيزيدية، من مناطق عدة من إقليم شمال وشرق سوريا وأجزاء كردستان، في احتفال يعكس الغنى الثقافي والتنوع الشعبي في المنطقة.
ونُظم المهرجان من قبل حركة الثقافة والفن الديمقراطية لميزوبوتاميا، بالتعاون مع حركة الهلال الذهبي، ووسط أجواء احتفالية حماسية.
"حرمنا من ثقافتنا واليوم نمارسها بحرية"
"الثقافة هي الوجود" بهذه الكلمات بدأت العضوة في فرقة الأمهات التي انضمت من ناحية عامودا، منور خالد، حديثها قائلة "منذ الأزل وحتى الآن تعرف المجتمعات بثقافتها ونحن كمكون كردي خصوصاً كنساء، لنا دور كبير في الحفاظ على هذه الثقافة، لأنها ثقافتنا الأم"، مضيفةً أن هذا المهرجان يعد فرصة لجميع المكونات للتعبير عن ثقافاتهم وعن دبكاتهم الفلكلورية وعن هويتهم بكل حرية.
وأكدت أنه "قبل ثورة روج آفا، كانت هويتنا وثقافتنا ككرد مهمشة، ولم يكن يسمح لنا بممارستها بحرية، كنا نمارس ثقافتنا في الخفاء خوفاً من اندثارها ولم نحرم أولادنا منها أيضاً، واجهنا الكثير من الصعوبات لممارسة ثقافتنا وحتى الأغاني الكردية كنا نغنيها بكل حذر وخوف، لكن اليوم تغير كل شيء تمكنا من ممارسة ثقافتنا بحرية تامة وأصبحنا نتحدث بلغتنا دون خوف، وليس نحن الكرد فقط بل كل المكونات الأخرى لها الحق الكامل والحرية في التعبير عن ثقافتها، ولغتها وفلكلورها".
ولفتت إلى أنهن كأمهات قدن هذه الثورة الثقافية جنباً إلى جنب مع قيادة ثورة روج آفا، فالأمهات هن القدوة في كل شيء ويقع على عاتقهن الاستمرار في الحفاظ على هذه الثقافة العريقة، حتى تصل إلى جميع الأجيال القادمة، داعية جميع النساء للمشاركة في كافة المجالات وأن تقدن ثورتهن الخاصة بأنفسهن.
"وجودنا في المهرجان دليل على الاصرار"
ومن جانبها قالت دلفين محمد العضوة في مركز باقي خدو الثقافي "رغم جميع الهجمات التي تعرضت لها مدينة كوباني لم نستسلم كان إصرارنا على الحفاظ على ثقافتنا مستمراً، لأنها أساس تطور المجتمعات، فوجودنا اليوم هنا دليل صارم على أن الإصرار على المضي قدماً هو أساس البقاء"، مؤكدةً أنه "بثقافتنا وفلكلورنا ودبكاتنا، نوصل اليوم رسالة إلى العالم أجمع، رسالة شعب بأكمله شعب لم يستسلم لأي شيء وبقي صامداً في وجه كل الصعوبات، لذا يجب أن نكون يداً واحدة وصوتاً واحداً، وأن نحافظ على دبكاتنا وفلكلورنا لنبني وطننا معاً، كرداً وعرباً وسرياناً وآشوريين وكل المكونات الأخرى".
"المهرجان رسم لوحة فنية مميزة"
وبدورها أكدت عضوة فرقة "هكار" الأشورية من تل تمر اشورينا سولاكا "اليوم رسمت جميع المكونات المتواجدة في هذا المهرجان لوحة فنية فريدة من نوعها تكشف عن التنوع الغني لمكونات المنطقة، يملأ المهرجان أجواء من الفرح والسرور لذلك نأمل من أعماق قلبنا أن يعم السلام في بلادنا وأن يسودها الأمن والاستقرار".
وقالت إن "مشاركتهم في هذا المهرجان ليس مجرد حضور، بل تأكيد على عزيمتنا وإصرارنا للحفاظ على ثقافتنا العريقة وفلكلورنا الذي يعبر عن هويتنا، منحنا هذا التجمع فرصة ثمينة للتعرف على ثقافات بعضنا البعض بشكل أعمق، سواء من خلال اللباس التقليدي أو العادات والتقاليد، وهو ما يزيد من أواصر المحبة والتآخي بين كافة مكونات المجتمع"، مؤكدة، أن "وحدتنا في التنوع هي مفتاح قوتنا وأن الاحتفال بثقافاتنا معاً يعزز روح الانتماء ويقوي روابط الأخوة بين الجميع".