نوروز في مواجهة التهميش... رفض واسع لقرارات الحكومة السورية المؤقتة

انتقدت الرئيسات المشتركات للأحزاب في إقليم شمال وشرق سوريا، قرارات الحكومة السورية المؤقتة، معتبرات أنها تكرّس قمع وتُهمّيش رموز الشعوب مثل عيد نوروز، وأكدن أن نوروز سيبقى شعلة مقاومة وهوية، وأن النضال مستمر لبناء مجتمع ديمقراطي.

نغم جاجان

قامشلو ـ عبّرت نساء إقليم شمال وشرق سوريا عن رفضهن لقرارات الحكومة السورية المؤقتة، معتبرات أن تهميش ثقافة الشعب ومهرجاناته يُعد إنكاراً لوجوده وتجاهلاً لحقوقه الأساسية، مؤكدات أن المهرجانات لا تقتصر على الطقوس والصور الاحتفالية، بل تمثل رموزاً عميقة للانتماء والهوية، وتجسّد حضور الإنسان في مجتمعه وتاريخه.

قرار الحكومة السورية المؤقتة بشأن عيد نوروز أثار موجة رفض واسعة، إذ اعتبرته المكونات المجتمعية محاولة لتهميش رمزية تاريخية وثقافية عميقة، فنوروز ليس مجرد مناسبة، بل هو تعبير عن هوية الشعوب وذاكرتها النضالية، وتجاهل هذا اليوم يُعد استفزازاً لمشاعر جماعية، وردود الفعل جاءت حاسمة في الدفاع عن حق الاحتفال به.

 

"الحكومة السورية المؤقتة تُعيد إنتاج القمع وتعمّق معاناة السوريين"

قالت الرئيسة المشتركة للمكتب التنظيمي في حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM) شيخة خليل، إنه "بعد سقوط النظام السوري السابق تأمل الشعب عيش حياة يسودها السلام والتعايش بين جميع المكونات، لكن للأسف مع وصول جهاديي هيئة تحرير الشام إلى السلطة، تفاقمت الأزمات وأصبح الوضع في سوريا أكثر سوءاً، والحكومة التي أطلقوها لا تقل خطورة عن نظام البعث السابق، بل تفوقه في ممارساتها القمعية، وتكشف عن وجهها الحقيقي من خلال الانتهاكات والفظائع التي ترتكبها بحق الشعب السوري".

وأشارت إلى أن "الدولة التركية إلى جانب عدد من الأنظمة السلطوية والمهيمنة، تقدم الدعم والتدريب للحكومة السورية المؤقتة، التي تمارس سياسات ممنهجة أدت إلى ارتكاب مجازر مروعة في عدة مناطق من سوريا، ما يعكس طبيعتها الاستبدادية ويعمّق معاناة السوريين".

وأكدت أن عيد نوروز يمثل يوماً تاريخياً ومقدساً لكل مكونات المجتمع "حددت الحكومة السورية المؤقتة مؤخراً قراراً يحدد الأعياد والمناسبات الدينية وفقاً لمصالحها الخاصة، متجاهلة رمزية نوروز كعيد للنور والتحرر من العبودية، هذا اليوم ليس مجرد مناسبة احتفالية بل هو جزء أصيل من ذاكرتنا وتاريخنا وهويتنا، لا تستطيع أي حكومة، سواء كانت الحالية أو من سبقتها أو من ستأتي بعدها، أن تمحو نوروز من وجداننا أو من صفحات التاريخ".

وشددت على رفضها القاطع لهذه القرارات، مؤكدةً أنها لا تمثل إرادة الشعب "منذ قرون يحتفل شعبنا بعيد نوروز بإشعال الشموع والمشاعل والقناديل، في طقسٍ رمزي يجسد النور والتحرر، من كاوا الحداد، إلى مظلوم دوغان وزكية ألكان على أبراج ديار بكر، ومن بيريفان وروناهي في ألمانيا، توهّجت شعلة نوروز كرمز للمقاومة والكرامة".

وأضافت "بإرادتنا الحرة وبإيماننا العميق وفلسفتنا التحررية، سنُشعل شعلة نوروز عاماً بعد عام، وسنواصل درب شهدائنا الذين رسموا لنا طريق النضال، سنمضي في مقاومتنا استجابةً لدعوة القائد أوجلان من أجل السلام وبناء مجتمع ديمقراطي، فالنصر حليف من يتمسك بالحق والحرية".

 

 "لا تغيير حقيقي في سوريا تحت سلطة الحكومة المؤقتة"

بدورها، أكدت الرئيسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) لمقاطعة الفرات، بيريفان إسماعيل، أن الحكومة السورية المؤقتة لم تُحدث أي تحول إيجابي يُذكر في سوريا حتى الآن "بعد سقوط النظام السوري السابق كان الأمل معقوداً على بناء سوريا جديدة، تشارك فيها جميع الأطياف والأديان والقوميات في إطار من التعايش والسلام، لكن للأسف لم يتحقق أي تغيير ملموس بل استمرت المجازر تُرتكب بحق الشعب السوري بشكل يومي".

وأضافت "الحكومة السورية المؤقتة تسعى إلى طمس القرارات التاريخية التي تحفظ خصوصية كل مكون في سوريا، متجاهلة أن لكل شعب تاريخه وهويته الخاصة، نرفض هذه السياسات ونعارض قراراتها بشدة، لأنها لا تمثل تطلعات السوريين ولا تخدم مستقبلهم".

وأشارت بيريفان إسماعيل أن عيد نوروز يُعد مناسبة جامعة تحتفل بها جميع المكونات التي تعيش في هذه المنطقة، مؤكدةً أن "تجاهل هذه الحقيقة يُعد خطوة خطيرة لا تهدد فقط مشروع الأمة الديمقراطية، بل تمس أيضاً وحدة شعوب سوريا بأكملها، لذلك، في الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي، نرفض القرار الذي اتخذته الحكومة السورية المؤقتة بشأن نوروز، فهو لا يمثلنا ولا يعكس إرادة الشعوب".

وقالت في ختام حديثها أنه "منذ كاوا الحداد وحتى يومنا هذا، تنظر جميع المكونات إلى نوروز باعتباره يوماً للنصر والكرامة، لأنه يجسّد وجود الشعوب وهويتها، نحن النساء الكرديات سنُشعل شعلة نوروز في 21 آذار من كل عام، وسينضم إلينا الجميع، كلٌ بثقافته ولونه الخاص، لأننا نؤمن بأن هذه الشعلة تحمل آمالاً عظيمة، وسنرقص معاً رقصة النصر في ذلك اليوم، احتفاءً بالحياة والحرية".