نوران سزكين: مقاومة أهل مخمور ستستمر حتى النصر

أوضحت عضو منسقية جمعية عشتار في مخمور نوران سزكين أن أهالي مخمور كانوا ولا يزالون صامدون أمام قمع وانتهاكات الدولة التركية.

روجفين روبا

مخمور ـ يقع مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين "مخمور" في سفح جبل قرجوخ بإقليم كردستان، ويعيش في المخيم ما يقارب من 12 ألف مواطن من شمال كردستان أجبروا على الانتقال إلى إقليم كردستان عام 1994 بسبب قمع الدولة التركية.

في السابع عشر من تموز/يوليو 2019، فرضت إدارة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK حصاراً على مخيم مخمور، ولم تسمح لأي شخص من المخيم بالذهاب إلى هولير. وبسبب الحواجز، لا يستطيع عشرات المرضى المصابين بأمراض خطيرة الذهاب إلى هولير، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن يستمر الحظر والحصار الذي يفرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني على مخيم مخمور للاجئين.

ويحاول الجيش العراقي هذه المرة بناءً على طلب الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، تطويق المخيم بالأسلاك والخنادق والأسوار، منذ 20 أيار/مايو الفائت، ولاقى ذلك مقاومة كبيرة من قبل أهالي المخيم.

 

إضفاء الطابع الرسمي على مخيم مخمور

دخل سكان المخيم في إضراب عن الطعام في زاخو عام 1994 عندما هاجروا من شمال كردستان، وتم قبولهم من قبل الأمم المتحدة كلاجئين سياسيين، ونتيجة لهذه الرحلات الصعبة، استقر اللاجئون القادمون من شمال كردستان في سفوح جبل قرجوخ في مخمور عام 1998.

وفي السنوات الأولى، واجهوا صعوبات كبيرة للغاية وكان من الصعب تأمين مياه الشرب والصرف الصحي. لم تكن هناك جهة يلجؤون إليها أو يعتمدون عليها، وفقد عشرات الأشخاص حياتهم من لدغات العقارب. على الرغم من كل المصاعب، فقد بدأ المهاجرون هناك حياة جديدة، وتم بناء المنازل والمؤسسات الإدارية والبلديات والتعليم والصحة والحماية. في نفس العام (1998)، تم الاعتراف به رسمياً كمخيم للاجئين من قبل الأمم المتحدة.

وفي الثامن عشر من تموز/يوليو 2019، قصفت الطائرات الحربية التابعة للدولة التركية المخيم، مما أسفر عن إصابة اثنين من سكان المخيم، وأثناء الحصار الذي فرضه نظام الحزب الديمقراطي الكردستاني، فقدت 6 أمهات حوامل حياتهن قبل ذهابهن إلى المستشفى بسبب عرقلة الحزب الديمقراطي الكردستاني.

 

هجمات الدولة التركية على المخيم

وفي السادس من كانون الأول/ديسمبر 2017، قصفت الطائرات الحربية التابعة لتركيا مخيم مخمور واستشهد في الهجوم خمس عناصر من قوات الحماية الجوهرية، وفي الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر 2018، أسفر قصف الطائرات التركية على المخيم عن مقتل أربعة لاجئات.

كما قصفت الطائرات التركية المخيم مرة أخرى في الثامن عشر من تموز/يوليو 2019، مما أدى إلى إصابة اثنين من سكان المخيم، وفي الخامس عشر من نيسان/أبريل 2020، قصفت طائرة مسيرة بدون طيار تابعة للدولة التركية سكان المخيم، مما أدى إلى مقتل ثلاث شابات.

وفي 15 حزيران/يونيو 2020، قصفت الطائرات التركية محيط مخيم مخمور وجبل قرجوخ بعنف، كما هاجمتهم بالطائرات المسيرة في 5 أيار/مايو 2021، وبعد حوالي شهرين تم قصف مركز مخيم مخمور بطائرات مسيرة أصيبت على إثرها أم وطفل.

وفي الأول من شباط/فبراير 2022، قصفت الطائرات التركية مرة أخرى مخيم مخمور، واستهدف القصف قوات الحماية الجوهرية وأسفر عن استشهاد اثنين منهم وإصابة العشرات من المواطنين الذين سارعوا لنجدة أقاربهم.

وأدى قصف الطائرات المسيرة التركية لسيارة في مخيم مخمور، إلى مقتل راعي في 21 أيار/مايو 2022، كان ذاهباً إلى بستانه، وفي الخامس من تموز/يوليو من العام ذاته، خلال زيارة وفد القيادة العامة للجيش العراقي وقائد العمليات المشتركة وقائد القوات المشتركة والعديد من القادة في مختلف الرتب إلى مخمور، استهدفت الطائرات المسيرة التركية منزلاً ونتيجة لذلك أصيبت امرأة، وعانى الأشخاص المتضررون من القصف من صعوبة في التنفس.

ولإدانة اعتداءات الدولة التركية، نظم أهالي مخيم مخمور مسيرة حاشدة، وأدلوا ببيان وأدانت النساء المشاركات في المسيرة بشدة اعتداءات الدولة التركية على مخيم مخمور للاجئين.

ومنذ عام 2019 وحتى الآن تفرض حكومة إقليم كردستان حصاراً على المخيم، وهو ما تسبب بفقدان الآلاف وظائفهم، وتوفي الكثير من المرضى نتيجة صعوبة الوصول إلى المستشفيات، كما فقدت العديد من الأمهات الحوامل أجنتهن.

 

تطويق الجيش العراقي

وفي 27 كانون الأول/ديسمبر عام 2021، أرادت القوات العراقية فجأة دخول مخيم مخمور للاجئين في الصباح وتسييج وتطويق المخيم بأكمله، لكن أهالي مخمور وقفوا ضد ذلك ولم يسمحوا للحكومة العراقية بتسييج المنطقة المحيطة بالمخيم. ونصب سكان مخمور خيمة أمام الحاجز لمنع الحصار واستمروا في نشاطهم لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر.

ومنذ اليوم الذي أصبح فيه أهل مخمور لاجئين وحتى الآن يتعرضون للهجوم بشتى الطرق. سواء كان ذلك من خلال الضربات الجوية أو أشكال مختلفة من الحصار، فإن الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني يريدان إخلاء المخيم.

وعن هجمات الدولة التركية وحصار الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة العراقية لمخيم مخمور للاجئين، تقول عضو منسقية جمعية عشتار في مخمور نوران سزكين "منذ تموز عام 2019، وحتى الآن يستمر الحظر الذي يفرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني على مخيم مخمور للاجئين. في ظل هذا الحصار، لا يمكن للعديد من المرضى أن يذهبوا لتلقي العلاج. كنساء المخيم، ورغم كل المصاعب والمشقات نقف منذ 28 يوماً أمام حاجز الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل إنهاء هذا الحصار، ثم حولنا وقفتنا الاحتجاجية إلى أنشطة مختلفة. لكن هذا الحصار والحظر على مخيم مخمور مستمر حتى يومنا هذا".

وبينت أنه بسبب الحصار، اضطر العمال للسفر لمسافات طويلة للعمل، ووقعت حوادث على الطريق، مضيفةً "بعد الحصار اضطر الناس للذهاب إلى السليمانية وبغداد للعمل ولكن بسبب عدم معرفة الطرقات فقدنا الكثير من الأرواح. لقد عانينا كثيراً أثناء الحصار. هذا الشعب لم يستسلم لأي شكل من أشكال الضغط والقمع مهما كلف الثمن، والآن لن يستسلم وأنشطتنا الآن بقيادة النساء والأطفال والشباب وكبار السن. على الرغم من تعرضنا للإصابات، سنصمد ونقاوم وسنقف وندافع عن ذلك".

 

"الأمم المتحدة هي المسؤولة بشكل أساسي عن المخيم"

وذكرت نوران سزكين أن هذا الشعب مستمر في مقاومة كل الهجمات والضغوط ودعت إلى حماية مخمور "منذ عام 1994 وحتى الآن كانت الأمم المتحدة مسؤولة بشكل أساسي عن المخيم. في الوقت الحاضر، يمكن القول إن الأمم المتحدة تفقد شرعيتها تدريجياً، لماذا نسميه مخيماً وهو يُقصف من قبل الدولة التركية ويتعرض للحصار تحت صمت دولي. الآن تريد الحكومة العراقية تطويق المخيم".

وأشارت إلى أنه "في يومنا الرابع من الاحتجاج، جاءت الأمم المتحدة إلى المخيم لأول مرة بعد عدة سنوات. لا ينبغي للأمم المتحدة أن تتاجر بقضية المخيم. فهذا الشعب هو من يدير نفسه. الأمم المتحدة مسؤولة بشكل أساسي عن الأمن والإنسانية والتعليم والصحة والخدمات ومن جميع الجوانب، لكنها لم تفي بمسؤولياتها في كل من الحظر والحصار والحوادث والكوارث التي تعرضنا لها من قبل وحتى اليوم".

وناشدت نوران سزكين على وجه الخصوص "أولئك الذين يقولون إننا أصدقاءكم ونحمي حقوق الإنسان والمحامين والأكاديميين وأولئك الذين يقولون إننا نحمي حقوق اللاجئين للقيام بواجباتهم والاستماع إلى صوت أهالي مخمور ودعمهم".