"نسيج نسوي" وخطوة نحو عمل تشاركي للمبادرات الشابة

يعد العمل الجماعي النسوي أحد أهم الأهداف التي تعمل من أجلها المؤسسات النسوية لخلق مساحة تشاركية بين المجموعات المتنوعة مما يجعلها قادرة على إحداث التغيير والتأثير في أرض الواقع.

أسماء فتحي

القاهرة ـ أكدت عضوات المبادرات النسوية المصرية، على "نسيج نسوي" الذي يضم عشرات المبادرات، أفرز نواة قوية يمكن البناء عليها وإحداث فارق في الحركة النسوية.

اختتمت مؤسسة تدوين لدراسات النوع الاجتماعي أمس الأربعاء 15 كانون الثاني/يناير، مشروع "نسيج نسوي" الذي شارك فيه نحو 14 مبادرة شابة من مختلفة المحافظات والمستهدف منه تعزيز قدرتهم على العمل وتمكينهم من التخطيط والعمل التشاركي والبناء وسط قواعدهم المختلفة.

وجاء المؤتمر الختامي على عدة جلسات تم استهلالها بعرض تقديمي ومشاركات حول طبيعة عمل النسيج وما وصل له من نجاحات على أرض الواقع وتلي ذلك نقاش حول رحلة مبادرات "بانوراما بارش"ا، و"جندريست"، "ياء الملكية" و"يلا نوعيها"، و"آمنة"، خلال العامين الماضيين، ثم عرض فيديوهات قصيرة لمبادرة "حقي" و"بانوراما برشا".

وجاءت الجلسة الأخيرة تحت عنوان "المأسسة مقابل الحركة" والتي ناقشت خلالها مبادرات "بر أمان"، و"مؤنث سالم"، و"سند للدعم القانوني"، واقع الحركة وتحديات المأسسة وأديرت الكثير من النقاشات داخل القاعة حول التحديات التي تواجه المبادرات الشابة ومعوقات عمل المؤسسات وفكرة التنظيم وقدرته على التنظيم وغيرها، واختتم المؤتمر بعرض فني لمبادرة "بانوراما برشا".

 

نسيج نسوي خطوة على المسار

وأوضحت المديرة التنفيذية لمؤسسة تدوين لدراسات النوع الاجتماعي أمل فهمي، أن "نسيج نسوي" مبادرة تستهدف خلالها المؤسسة زيادة قدرة الحركات النسوية ودعمها بدون أي هيمنة أو فرض وصاية ساعية لبناء القدرات والتراكم المعرفي، مشيرةً إلى أن النسيج أصبح يضم نحو 14 مبادرة منهم 6 لم يكن لهم وجود قبل إطلاق النسيج، وتمكنوا من بناء علاقات قوية فيما بينهم لتبادل الخبرات وإنتاج معارف ليكون له تأثير على الحركة النسوية.

ولفتت إلى أن أهم الانجازات التي تحققت هو التأكيد على قدرة المجموعات على العمل الجماعي رغم صعوبته، وتم خلاله بناء قدرات المجموعات المشاركة وتعاون مشترك خارج النسيج وداخله وبناء ثقة فيما بين المجموعات والمؤسسات الأخرى فضلاً عن الإنتاج المعرفي والخطط الواضحة التي يمكنهم البناء عليها.

ومن أكبر التحديات التي واجهت المجموعات المشاركة، تتمثل في الاستدامة والنضوج والقيام بمساهمات حقيقية في المجتمع النسوي المصري كما أوضحت أمل فهمي، مشيرةً إلى أنهم سيعقدون عدد من الجلسات والنقاشات اللاحقة لاستكمال ما بدأ في جلسات المؤتمر، معتبرة أن "نسيج نسوي" بدأ المسار وهناك مؤسسات أخرى بدأت في العمل من أجل تعميم التجربة.

 

 

النسيج فكرة تحتاجها الحركة النسوية للعمل التشاركي

وقالت الدكتورة نائلة رفعت الاستشاري الحر مع تدوين لدراسات النوع الاجتماعي، والتي عملت لنحو 40 عام في مجال التنمية، إن "نسيج نسوي" يعد دليل على تجديد الطاقة والأمل في القادم، موضحة أنه خير دليل على إمكانية العمل الجماعي بعد فترة من فقدان الشغف وهو الأمر الذي كان مجدداً للفكر، معتبرةً أن تنفيذ الأنشطة كان اختبار هام ومختلف من نوعه، إلا أن الأمر يحتاج لمزيد من العمل على المستوى الرأسي في تدريبات أعمق وأفكار أكثر تعقيداً حول مبادئ النسوية والخطاب وغير ذلك.

ونوهت إلى أن "نسيج نسوي" قد يثمر مستقبلاً ويكون قادراً على إنتاج مجموعة من المعارف المختلفة، لافتة إلى أن الواقع الراهن يؤكد على احتياج الحركة النسوية المصرية لوجود نسيج يمكنهن من العمل معاً لإحداث التغيير الحقيقي على أرض الواقع، مؤكدةً أن النسيج أفرز نواة قوية يمكن البناء عليها وإحداث فارق في الحركة النسوية المصرية.

 

 

المبادرات في "نسيج نسوي" يجمعهم الأمل وحلم التغيير

وقد تمكنت المبادرات المشاركة في مشروع نسيج نسوي من اكتساب الكثير من المهارات وبناء قاعدة تشاركية فيما بينهم وتحقيق الكثير من الأهداف في مسارهم، حيث أكدت مؤسسة مبادرة أنثى في محافظة البحيرة ولاء حمدي، على أن النسيج النسوي كان زهرة الأمل لأن المبادرة قبله توقفت عن العمل لفترة، معتبرةً إياه مساحة مهمة مكنتهم من التعرف على مبادرات من محافظات مختلفة.

وعلى حد قولها فقد حمل النسيج الكثير من مساحات الدعم والتضامن بين أعضاءه وهو أمر تحتاجه جميع المجموعات التي تعمل من أجل حقوق المرأة حتى يتثنى لهم التأثير والتغيير، مشيرةً إلى أن الأمل الذي ينشده جميع أعضاء النسيج هو المساحة الآمنة للنساء الخالية من الأزمات والقضايا والانتهاكات وهذا الحلم كان له تأثير في عملهم التشاركي.

 

 

من جانبها قالت المديرة التنفيذية لمبادرة "صوت" لدعم حقوق المرأة نهى سيد، أنهم دخلوا النسيج بداية لبحث سبل التشبيك مع المبادرات داخل وخارج القاهرة، إلا أن الأمر كان مختلف فقد تمكنوا من الخروج بخطة استراتيجية خلال الفترة التي تواجدوا بها في النسيج النسوي.

ولفتت إلى أنهم على مدار عامين استفادوا من التواجد مع مجموعات أخرى والتعاون فيما بينهم وكذلك باتوا قادرين على عمل خطة بشكل عام ونفذوا تدريبين بالتعاون مع مؤسسة تدوين لدراسات النوع الاجتماعي ودخلوا حملة تشاركية مع مجموعة النسيج وكذلك نفذوا فيديو توثيقي حول اتفاقية 190 والمساحة الآمنة في عالم العمل، معتبرًة أن فكرة النسيج مهمة ولابد من وجودها بين النسويات.

 

 

من جانبها قالت المحامية وعضوة مبادرة سند للدعم القانوني سارة جمال أنهم قدموا عدد كبير من الفعاليات خلال فترة وجودهم بنسيج نسوي حيث تمكنوا من تنفيذ العديد من الأنشطة على أرض الواقع، مشيرة إلى أنهم يعملون على دعم النساء قانونياً في قضايا العنف كالتحرش والاغتصاب وهتك العرض وأنهم يقدمون عدد من الورش التوعوية والعمل من أجل خلق شبكة محامين ومحاميات في نطاق جميع المحافظات لدعم النساء، فضلاً عن حملات المناصرة التي يقمن بها، معتبرة أن فكرة النسيج ستضيف للجميع إمكانية خلق مساحة تشاركية.

 

 

وأكدت عضوة مبادرة حقي في محافظة الاسكندرية نانسي محمد، أنهم تمكنوا خلال فترة وجودهم بنسيج نسوي من تحديد أهدافهم وتطوير خططهم المرحلية والاستراتيجية، مشددةً على أهمية فكرة العمل الجماعي لما له من دور مهم وحيوي في تقريب مساحات العمل والقدرة على إحداث الأثر على أرض الواقع، لافتة إلى أن أهم المكتسبات تتمثل في العمل التشاركي الذي يتم بالتعاون مع المبادرات المختلفة، وأنهم يقدمون الدعم القانوني للنساء وعقدوا سلسلة من الورش ومنها العلاج بالفن الخاص بالابتزاز الإلكتروني، فضلاً عن التوعية القانونية للنساء.

 

 

التشاركية في العمل النسوي حلم بات ممكن

وقالت الناشطة النسوية ندى وليد، أن النسيج النسوي فكرة ملهمة يمكنها أن تكون نموذجاً لمساحة تتشارك فيها النساء أفكارهن ومهاراتهن وخبراتهن، لافتة إلى أنه هناك نواة حقيقية يمكنها أن تضيف للحركة النسوية كونهم عملوا فعلاً بشكل تشاركي ومختلف جمعتهم السياقات المتنوعة ليصبحوا معاً في قالب واحد مع حفاظ كل منهم على هويته وهو عمل مختلف يمكن البناء عليه، معتبرةً أن المبادرات المتواجدة في النسيج يمكنهم أن يغيروا فعلياً بتنويعاتهم فهناك تكامل واضح يجعلهم قادرين على العطاء والتغيير على أرض الواقع، وأن العمل من أجل تشبيك المؤسسات والمبادرات يمكنه أن يخلق مساحة تعاونية تنال فيها النساء حقوقهن وقدرتهن على المشاركة والتأثير.