نسويات: التشبيك النسوي مهم للنهوض بواقعنا المشترك

أكدت نسويات أن كل اللقاءات والمؤتمرات بينت أن القضايا النسوية مشتركة وتعالج بنفس الأساليب ومن منطلق ذلك يجب مشاركة التجارب بين مختلف دول المنطقة.

زهور المشرقي

تونس ـ اتفقت المشاركات في المؤتمر النسوي الإقليمي "تجارب الحركات النسائية في الخروج من أزمات المنطقة"، على ضرورة تشكيل تحالف إقليمي نسوي يعالج القضايا التي توضع كحواجز أمام النساء حتى تمنعهن من تحقيق الحرية والمساواة.

أكدت الناشطات والحقوقيات اللواتي شاركن في المؤتمر النسوي الذي عقد على مدى يومي 18 ـ 19 آب/أغسطس الجاري في العاصمة اللبنانية بيروت، تحت عنوان "على هدى: Jin jiyan azadî"، وضم مشاركات من 12 دولة، على الحاجة الملحة للتنسيق المستمر لتسليط الضوء على كل ما يشغل نساء المنطقة ويعرقلهن، وأن رؤية القائد عبد الله أوجلان من شأنها أن تغير الواقع النسوي المتقلب والمحاصر بالنظرة الذكورية والأنظمة الرأسمالية البطريركية.

وفي لقاء مع وكالتنا أوضحت ممثلة حزب الاتحاد الديمقراطي في لبنان ميادة عرابو، أن المؤتمر سلط الضوء على تجارب الحركات النسوية المتنوعة التي تشترك في مطالب التحرر والحرية والمساواة التي طالما دعا لها القائد عبد الله أوجلان، مشيرةً إلى أن المؤتمر تطرق للمشاكل التي تعاني منها النساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعرى الظلم الذي تعيشه في مجتمعاتها وحاول وضع حلول لتلك الاشكاليات بالدعوة إلى تشكيل تحالف إقليمي، مشددةً على أهمية هذا التناسق النسوي في الأفكار والإيمان بأهمية إنصافها.

ونوهت إلى أهمية مطالبة النساء بحرية القائد أوجلان الجسدية، حيث يمكن أن يكون لذلك تأثير كبير على مناصرة قضايا المرأة الذي وضع علم الجنولوجيا "علم المرأة"، معتبرةً أن ما يتعرض له من تنكيل وعنف من قبل السلطات التركية، والاحتجاز، تجاوزت القوانين الدولية التي تخدم المصالح السياسية وبعيدة كل البعد عن الإنسانية "نتمنى أن تطبق هذه القرارات التي خلقتها النساء على أرض واقع المجتمعات الذكورية للوصول إلى الحرية".

 

 

من جانبها قالت الناشطة النسوية اليمنية وعضو تحالف "ندى" أنجيلا المعماري، أن أهمية عقد هكذا مؤتمر تكمن في إبراز مختلف التجارب التي عاشتها الحركات النسائية في المنطقة وشمال أفريقيا حتى تتمكن النساء من تبادلها وتعديل المسار وتصحيحه إن كانت البوصلة لا تسير في اتجاهها الصحيح، مشيرةً إلى أن النساء تعشن أوضاعاً مأساوية.

واعتبرت أن الاطلاع على تجربة ثورة روج آفا النسوية الفريدة من نوعها وتجربة شمال وشرق سوريا تحديداً التي تبرز مدى التشارك والمساواة بين الجنسين الفعلية، سيكون دافعاً لبداية الثورة النسوية القاطعة مع الذهنية الذكورية، مؤكدةً على أنهن كنساء ستسعين إلى تطوير أسس الشراكة مع الكرديات ومختلف القوميات والهويات بشكل فعلي.

وفيما يتعلق بالقرارات الأممية التي تعنى بمنح النساء حقوقهن وحمايتهن في ظل النزاعات، تقول أنه في ظل الصراع المستمر في اليمن، فالنساء بحاجة ماسة إلى تطبيق القرار الأممي 1325 الذي ينص أحد محاوره على الحماية، وإشراكهن في المفاوضات مشاركة حقيقية وفاعلة من خلال إيجاد وحدات نسوية تعنى بحماية النساء والدفاع عن أنفسهن في ظل النزاع والانتهاكات التي يتسبب بها.

وحول كيفية استفادة المرأة اليمنية من تجارب نساء شمال وشرق سوريا وغيرها من التجارب النسوية الناجحة تقول "في الحقيقة كانت اليمنيات متصدرات المشهد منذ السبعينات لكن منذ سنوات وهن تعشن أصعب التجارب التي أفقدتهن حقوقهن وجعلتهن مجرد أدوات بيد السلطة، فهن تشهدن تراجعاً في المشاركة بكافة المجالات"، مشيرةً إلى أنه لابد من استفادة اليمنيات في الوقت الراهن من تجربة الكرديات في الدفاع عن  أنفسهن وحقوقهن والسعي جاهداً في الوصول إلى حريتهن في مواجهة الأطراف المتنازعة في البلاد التي أنهكتها الحرب التي لا تزال مستمرة منذ حوالي عشر سنوات.

وشددت على ضرورة التشبيك النسوي والتنسيق المستمر بين النساء للنهوض بواقعهن، لافتةً إلى أهمية الشراكة بين التنظيمات النسوية من أجل فهم الواقع ومعالجة الإشكاليات وتحقيق الحرية التي تفتقدها نساء المنطقة.