نشاطات مهمة ضمن الـ 16 يوماً... الأمم المتحدة تطلق حملتها في لبنان
إطلاق حملة الستة عشر يوماً من النشاطات المهمة لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في لبنان لمواجهة تزايد العنف في خضم الأزمة الحالية المتعددة الأوجه.
بيروت ـ اجتمعت منظومة الأمم المتحدة في لبنان بالشراكة مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية لإطلاق حملة الستة عشر يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، بغية حشد الجهود من أجل منع آفة العنف ضد النساء والفتيات وإنهائهاً.
من خلال بيان أطلقت الأمم المتحدة أمس السبت 25 تشرين الثاني/نوفمبر حملتها العالمية تحت شعار "اتحدوا! استثمروا لمنع العنف ضد النساء والفتيات".
وجاء في نص البيان "لا يزال العنف ضد النساء والفتيات واحداً من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً في العالم. على الصعيد العالمي، تعرّض ما يقدر بنحو 736 مليون امرأة أي واحدة من بين كل ثلاث نساء تقريباً للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل الشريك الحميم، أو العنف الجنسي من غير الشريك، أو كليهما مرة واحدة على الأقل في حياتهن".
وأشار البيان إلى أن "هناك أشكال عدة ومختلفة للعنف ضد المرأة الجسدي والجنسي والنفساني والاقتصادي. إن للعنف ضد المرأة عواقب بعيدة الأمد على النساء وأطفالهن والمجتمع ككل. تعاني النساء اللواتي تتعرّضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي مجموعة من المشاكل الصحية، وتتضاءل قدرتهن على كسب لقمة العيش والمشاركة في الحياة العامّة. ويكون أطفالهن أكثر عرضة لخطر التعرّض للمشاكل الصحيّة وضعف الأداء المدرسي والاضطرابات السلوكية".
وأكد البيان أنه في لبنان، تواجه النساء والفتيات بشكل متزايد العنف في المنزل وفي العمل وفي المجال العام "في عام 2020، أفاد 43 في المئة من النساء و30 في المئة من الرجال أنهم شهدوا عنفاً أو يعرفون امرأة تعرّضت للعنف".
وأوضح البيان أن منع العنف ضد النساء والفتيات يتطلّب "جهوداً متضافرة طويلة الأمد ونهجاً متعدد التخصصات يشمل زيادة الوعي بالعواقب السلبيّة للعنف ضد النساء؛ ومعالجة الأسباب الجذريّة للمشكلة عن طريق تغيير الأعراف الاجتماعية التمييزية والقوالب النمطيّة القائمة على النوع الاجتماعي ومن خلال مشاركة المجتمع بأكمله؛ وتمكين النساء والفتيات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتعزيز مواردهنّ ومهاراتهنّ وتعزيز وصول النساء والفتيات الناجيات من العنف إلى العدالة وإنهاء إفلات مرتكبي العنف ضد النساء والفتيات، من العقاب".
وأكدت الأمم المتحدة أنها تعمل بالشراكة مع مجموعة العمل الجندري وفريق العمل المعني بالعنف القائم على النوع الاجتماعي والهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية على دفع الحملة الدوليّة قدماً من خلال دعوة وطنية للعمل على معالجة المخاطر المتزايدة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك في أوقات الأزمات.
وتنطلق الحملة المحليّة في لبنان من موضوع الحملة الدَولي "اتحدوا! استثمروا لمنع العنف ضد النساء والفتيات" وتركّز على أهمية استراتيجيات التمويل لوقف حدوث العنف في المقام الأول.
وستعمل الحملة على رفع مستوى الوعي بنضالات النساء والفتيات في هذه الأوقات الصعبة وعلى لفت الانتباه إلى الطريقة التي تستطيع من خلالها الحكومة اللبنانية والجهات المانحة ضمان أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يحظى بالأولويّة في التخطيط والتمويل السنوي والمتعدد السنوات.
وقالت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون "نحن ملتزمون بالعمل بلا كلل على جميع المستويات لضمان حصول كل امرأة وفتاة على فرصة عيش حياة خالية من الخوف وعدم الاستسلام أبداً في معركتنا ضد العنف".
فيما بينت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا أن "العنف القائم على النوع الاجتماعي لا يُشكّل انتهاكاً لحقوق الإنسان فحسب، بل إنه يُلحق الضرر أيضاً بالمجتمع ككل. بينما يواجه لبنان أزمات متعددة، كان آخرها خطر النزاع، يحقّ للنساء والفتيات الشعور بالأمان والحماية. وينبغي أيضاً تمكين المرأة لاستخدام إمكاناتها الكاملة ولعب أدوار قيادية تسهم في رفاهية بلادها والسلام والأمن والتنمية المستدامة".
وتتضمّن الحملة التي تنسّقها هيئة الأمم المتحدة للمرأة، رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار 16 يوماً، تستخدم وسمَي #NoExcuse و #وقفة_لوقف_العنف، وتهدف الحملة إلى لفت الانتباه إلى احتياجات النساء والفتيات بكل تنوّعهن.
وستتضمن الحملة شريط فيديو بمشاركة الفنانة اللبنانية العالميّة عبير نعمة والإعلامي والأستاذ الجامعي يزبك وهبة فضلاً عن منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدعو المؤسسات الوطنيّة والشركاء في المجال الإنساني وصانعي السياسات إلى إعطاء الأولويّة للنوع الاجتماعي واستراتيجيات التخفيف من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في التخطيط الحالي لحالات الطوارئ والتأهّب لها، وتطلب الحملة أيضاً دعم قادة المجتمع وجميع النساء والرجال والفتيات في الدعوة إلى حماية النساء والفتيات من العنف، في جميع الأوقات، بما في ذلك في أوقات النزاع والأزمات.
يذكر أن حملة 16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي الدولية أطلقت في افتتاحية معهد القيادة العالمية للمرأة في عام 1991 كوسيلة لرفع مستوى الوعي وزيادة الزخم لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات والقضاء عليه في جميع أنحاء العالم.