نساء تحوّلن الملابس المستعملة إلى سجاد وتساهمن في حماية البيئة

أقامت جمعيات نسائية ومجتمعية دورة تدريبية لإعادة تدوير الألبسة المستعملة لصناعة منتجات يمكنهن استخدامها في المنزل مثل السجاد وغيره، حيث تساهمن بإنقاذ البيئة من هذا النوع من النفايات بإعادة تدويرها.

سوزان أبو سعيد
بيروت ـ
تعتبر صناعة الملابس من الصناعات الملوثة للبيئة، حيث تساهم بما نسبته 10 بالمئة من الانبعاثات، وتستخدم كميات كبيرة من المياه، ولا يقتصر تلويثها في المرحلة التصنيعية بل يتعداها إلى ما بعد التصنيع حيث تلوث بقايا الملابس مجاري الأنهار والمسطحات المائية، فما يقدر بـ 85 بالمئة من الملابس تنتهي في المطامر والمكبات.
كجزء من نشاط نسوي بيئي مجتمعي، نظمت جمعية "سيدات قبيع" الخيرية بالتنسيق مع جمعية "ميسورة" دورة تدريبية لتعليم تقنيات لحياكة السجاد بمشاركة أكثر من 20 امرأة، بهدف تحويل بقايا الملابس المهملة والمستعملة إلى قطع مفيدة يمكن استخدامها داخل المنزل، فضلاً عن توفير ثمن هذه المستلزمات المنزلية وتأمين مصدر دخل لهن.
وفي هذا المجال، قالت رئيسة جمعية "ميسورة" تمارا الديب لوكالتنا "نتجه في جمعية ميسورة إلى المشاريع البيئية وبالجمع مع الناحية الاقتصادية والاجتماعية حيث تتجمع الفتيات والنساء في القرى على طاولة واحدة، ومن الناحية الاقتصادية بحيث نعمل على تطوير مهاراتهن وتحويلها إلى عمل اقتصادي منتج".
وأضافت "لدينا اليوم في بلدة قبيع ما لا يقل عن 20 فتاة تتدربن مع المدربة زبيدة حسيكي على مبادئ إعادة تدوير القماش، وذلك باستخدام من 2-3 تقنيات عبر قص القماش وحياكة السجاد الصغير، وهذا المشروع تم تنفيذه في أكثر من 20 قرية، على أمل الوصول إلى جميع البلدات في لبنان".

 


وقالت فاديا العنداري إحدى المشاركات في الدورة "أشارك في هذه الدورة لإعادة تدوير بقايا الأقمشة والثياب المستعملة، أحببت اكتساب معرفة جديدة لأنه بمجال عملي لدي الكثير من بقايا الأقمشة، وبهذا نستفيد منها وإفادة غيرنا حيث يمكن استخدامها داخل المنزل أو كهدايا".

 


وقالت المشاركة أميرة خداج "أشارك بهذه الدورة، للاستفادة من الملابس المهملة وتحويلها إلى سجاد، أو إلى منتجات تفيدنا مثل حقائب وكذلك شيالات للمطبخ".

 


ومن جهتها، قالت لطيفة مطر أنه "نواجه مشكلة خلال تنظيف المنزل بعد فترة الشتاء والصيف بالتخلص من بقايا الملابس، وهي فرصة لإعادة تدويرها وتحويلها إلى شيالات للمطبخ، وسجاد صغير، فهناك الكثير من المجالات يمكننا إعادة استخدامها والاستفادة منها وتطويرها والابتكار، وحتى تحويلها لمشروع كعمل منتج اقتصادياً، هناك الكثير من الأفكار".

 


وقالت المدربة وعضوة جمعية "ميسورة" زبيدة حسيكي "هذه الدورة هدفها بيئي بالدرجة الأولى، بالحفاظ على البيئة وعدم رمي مخلفات الملابس وتلويثها، وبإعادة استعمالها وتحويلها إلى قطع فنية مبتكرة واقتصادية".
وأوضحت أن "هذا العمل بصنع السجاد من بقايا الأقمشة له تقنيات متعددة، ونحاول الاستفادة من التقنيات المستخدمة قدر المستطاع بالوقت المتوفر لدينا، وهذه التقنيات تعتبر صديقة للبيئة حيث القطع الفنية الناتجة مستدامة وتعمّر لفترة طويلة، ويمكن غسلها، وقد بدأنا بتقنية الكروشيه باستخدام صنارة كبيرة، ونقص القماش على شكل خيطان سميكة، ويرجع الأمر للمشاركة بتحديد الألوان والأشكال المستخدمة سواء دائرية أو بيضوية أو مستطيلة".
وأضافت "أما الطريقة الثانية فهي يدوية ودون استخدام الصنارة عبر تجديل القماش للحصول على نتائج رائعة، حيث تعمل النساء وتتعاون للحصول على سجادة، وتختلف عن الطريقة الأولى بعملية التجديل ووصل القماش مع بعضه البعض، وتمكن هذه الدورة النساء من الاستفادة من وقتهن والحصول على نتيجة مادية، وحتى لو لم يتمكن من بيع القطع فيمكن أن تستخدمنها في منازلهن، بدلاً من شراء سجادة بأسعار كبيرة، وتساهم بالتخفيف على البيئة".
وأشارت زبيدة حسيكي إلى أن "هذه المرحلة أولية، حيث تبدأن بالقطع ثم يكملنها في منازلهن، ويتابعهن عبر مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "واتساب"، لتوجيههن ومشاهدة النتيجة النهائية، بينما الطريقة الثانية فسننفذها في الدورة، حيث سنشكل 3 مجموعات تتحدى بعضها البعض للحصول على سجادة ويقررن ما سيفعلن بها".

 


وقالت إحدى المشاركات راغدة عبد الصمد من قرية بمَرْيم القريبة من بلدة قبيع "أحببت المشاركة في هذه الدورة، لتعبئة وقت الفراغ خلال الشتاء بأمر مفيد، حيث في فصل الصيف لدي الكثير من العمل بتحضير المؤونة بجميع أنواعها، بينما فصل الشتاء نعاني من عدم قيامنا بأي عمل".

 


وقالت رئيسة جمعية "سيدات قبيع" نوال زيتوني إنه لديهم الكثير من النشاطات الخيرية التي يعود ريعها للمستوصف، خصوصاً وأنه يخدم المواطنين بتوفير الأدوية والفحوصات الطبية في ظل الوضع الاقتصادي المتردي هذه الأيام، ومن ضمنها هذه الدورة لتمكين المرأة وفتح الأفق أمامها، ولتقوم بعمل بناء لأسرتها ومجتمعها، وخصوصاً النساء اللواتي ليس لديهن مصدر إنتاج وتبقين في منازلهن، ويستطعن بالتالي مساعدة عائلاتهن بتطوير مهاراتهن نحو عمل منتج ودائم.