نساء شنكال: لا يمكنهم هزيمة إرادتنا بهذه الهجمات

ردت النساء الإيزيديات اللواتي قاومن هجمات داعش في 2014 وانتقمن من كل المجازر التي تعرضن لها، على هجمات الدولة التركية على شنكال، وقلن "فليعلموا، لا يمكنهم هزيمة إرادتنا".

أميرة زوزان

شنكال ـ في الثالث من آب/أغسطس 2014، هاجمت داعش مدينة شنكال بإقليم كردستان وقتلت آلاف الأشخاص من الإيزيديين واختطفت ما يقارب سبعة آلاف امرأة، وبعد هذه الإبادة الجماعية والتي يشار إليها باسم الفرمان 74، وتحديداً في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وبمقاومة مقاتلي قوات الدفاع الشعبي ووحدات حماية شنكال ووحدات حماية المرأة، تم تحرير المدينة من داعش.

خلال نضال المجتمع الإيزيدي، قامت شنكال ببناء نظامها الخاص تدريجياً على أساس الإدارة الذاتية الديمقراطية لشنكال، وانتقمت النساء الإيزيديات من جميع الفرمانات والمجازر التي تعرضن لها عبر التاريخ من خلال بناء نظام حكم ذاتي خاص بهن تحت مظلة حركة حرية المرأة الإيزيدية.

ومع تضحيات النساء الإيزيديات ونضالهن ضد داعش، يبدو أن الدولة التركية تنتقم من هزيمة داعش وتهاجم شنكال منذ عام 2017، فقد تم استهداف العديد من قادة المجتمع، ومؤخراً في 16 أيار/مايو هاجمت منزلاً في بلدة خانصور التابعة لشنكال بطائراتها المسيرة المسلحة. لم تقع إصابات في الهجوم، لكن المنزل الذي تم استهدافه والمنازل التي حوله تعرضت لأضرار جسيمة. وعبرت الإيزيديات عن موقفهن المناهض للهجمات، مشيرات إلى أن الدولة التركية تريد منع عودة المواطنين إلى شنكال بهذه الهجمات.

 

"الرد على هذه الهجمات هو العودة إلى شنكال"

أشارت عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية أميرة خلف إلى أن اتفاقية 9 تشرين الأول بين الدولة التركية والعراق وحزب الديمقراطي الكردستاني تم توقيعها ضد إرادة وحرية المجتمع الإيزيدي، مشيرةً إلى أن الهجمات على شنكال مرتبطة بهذه الاتفاقية "هذه الهجمات هي نتيجة هذا الاتفاق. بغض النظر عما يفعلونه، فلن نترك شنكال. بصفتنا نساء شنكال فإننا لن نتخلى أبداً عن نضالنا. نحن لا نخضع لهم".

ولفتت إلى الاجتماعات واللقاءات بين رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني وتحسين سعيد بك والوفد الذي معه حيث وقع هذا الهجوم بعد إلغاء ذهابهم إلى شنكال، مضيفةً "شنت الدولة التركية هجماتها على شنكال خلال اجتماعين لتحسين بك ومحمد شياع السوداني، وهذه الهجمات تبين ما تمت مناقشته في الاجتماعات، فإذا لم تمنح الحكومة العراقية الإذن، فلا يمكن للدولة التركية أن تقصف الأراضي العراقية. لهذا السبب أعين أعدائنا تتجه إلى شنكال، والجميع يريد أن يأخذ شنكال لأنفسهم. لكن شنكال هي لأهاليها، ونحن لا نترك أرضنا لأي شخص. يريدون إخافتنا لكنهم لا يستطيعون. صحيح أنه كان في المنزل الذي تعرض للقصف أطفال وعائلات، لكن هذه ليست المرة الأولى. ولم ولن نوقف نضالنا حتى آخر رمق".

وأوضحت أميرة خلف أن هذا الهجوم يهدف إلى تخويف المجتمع الإيزيدي، وأن الرد الصحيح على هذه الهجمات هو العودة إلى شنكال، ووجهت دعوة إلى المجتمع الإيزيدي "كلما زادت العودة إلى شنكال، تهاجم الدولة التركية المدينة لكي لا يعود الناس. ندعو مجتمعنا الإيزيدي للعودة إلى أرضهم. لأنه مع عودتهم، ستصعد شنكال نضالها أكثر".

 

"العراق مسؤول عن الهجمات"

بدورها قالت عضوة حركة حرية المرأة الإيزيدية وضحة رشو أن الحكومة العراقية مسؤولة بشكل مباشر عن هذه الهجمات، وذكّرت الأخيرة بواجباتها ومسؤولياتها "واجب الحكومة العراقية هو حماية الشعب، لكنها لم تقم بهذا الواجب قط، بل على العكس سمحت للدولة التركية بمهاجمة شنكال، واليوم تركيا تهاجم بدون خوف مجالس الشعب والمنازل وأطفالنا وأمهاتنا وكبارنا وشيوخنا"، وأدانت هذه الهجمات والخطط، داعيةً الشعب الإيزيدي إلى الرد على تلك الهجمات والعودة إلى شنكال.