نساء من مكونات مختلفة تؤكدنَّ على ضرورة ضمان حقوقهن في سوريا
أكدت المشاركات في الملتقى التشاوري الأول الذي عُقد في إقليم شمال وشرق سوريا، على ضرورة ضمان حقوق المرأة والمكونات الأخرى في صياغة الدستور السوري الجديد.
تسنيم الصاري
الحسكة ـ من خلال الملتقى التشاوري الأول الذي عُقد بمدينة الحسكة، أعربت النساء من جميع المكونات المتواجدة في إقليم شمال وشرق سوريا وسوريا المشاركات عبر تقنية الزووم، عن تطلعاتهنَّ لسوريا الجديدة، مطالبات بضمان حقوقهن نظراً للعملية الانتقالية السياسية التي تشهدها سوريا وذهنية إدارة هيئة تحرير الشام التي تعمل على تهميش المكونات وإقصاء المرأة.
للتأكيد على أهمية إشراك كافة المكونات بشكل عام والمرأة بشكل خاص في بناء سوريا جديدة، عقد مؤتمر ستار في مدينة الحسكة بالتعاون مع الحركات والتنظيمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا، الملتقى التشاوري الأول، أمس الثلاثاء السابع من كانون الثاني/يناير، تحت شعار "بتكاتف النساء سنبني سوريا ديمقراطية"، بمشاركة مئات النساء من مختلف المؤسسات والمدن السورية.
وخرج الملتقى بعدة توصيات منها العمل على إعداد العقد الاجتماعي للمرأة كخطوة لضمان نظام المرأة وحقوقها وحريتها، في مسعى لإضافة إنجاز جديد إلى هذه المكاسب، بالإضافة الى أهمية التنوع الثقافي والعرقي في سوريا وتطبيق ثقافة العيش المشترك، والتي لا يمكن إحيائها إلا من خلال نظام يعترف بجميع الاختلافات ويستند إلى المساواة والديمقراطية، حينها فقط يمكن لسوريا أن تصبح وطناً حقيقياً لجميع السوريين.
قالت الرئاسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي في الإدارة الذاتية سهام قريو، إن ما تعيشه سوريا من مرحلة جديدة بعد تولي إدارة "هيئة تحرير الشام" الحكم، قد يؤدي إلى خسارة العديد من المكتسبات والإنجازات التي حققتها المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا.
وأكدت أن "للمرأة دور مهم في الأزمة السورية التي استمرت لمدة 14 عاماً وبشكل خاص النساء في إقليم شمال وشرق سوريا حيث عملنًّ على تنظيم أنفسهنًّ ضمن تنظيمات وحركات نسائية من أجل توعية النساء في المجتمع في ظل الظروف التي كانت تمر بها سوريا خلال سنوات"، موضحة كيف تم تنظيم النساء الكرديات من قبل مؤتمر ستار، وعمل الاتحاد النساء السرياني على تنظيم المرأة السريانية، وكان تجمع نساء زنوبيا له دور بتنظيم المرأة العربية.
وأشارت إلى أن "تعاون هذه التنظيمات النسائية هو نتيجة إيمانهن بالعيش المشترك، وبجهود هذه التنظيمات وصلت جميع النساء من كافة المكونات في إقليم شمال وشرق سوريا إلى مكتسباتهنًّ وضمنت وجودهنًّ في جميع مجالات الحياة منها الدفاع حيث تم القضاء على داعش بجهود وحدات حماية المرأة، واستطاعت النساء أن تصلن إلى مناصب قيادية ومراكز صنع القرار في مؤسسات الإدارة الذاتية".
وأضافت "كنساء سريانيات كان لنا دور في الأزمة السورية على الصعيد العسكري والسياسي لذلك نؤكد على أن يكون دور للمرأة السريانية في سوريا الجديدة دون إقصاء أو تهميش"، مطالبة بأن يكون لجميع النساء دور في المؤتمر الوطني الذي سيعقد في الفترة القادمة.
بدورها قالت الناطقة الرسمية باسم اتحاد المرأة الإيزيدية هدية شمو، إن "الإيزيدية هي من أقدم الديانات السماوية، لكن أبناء الإيزيديين تعرضوا عبر التاريخ إلى العديد من المجازر ما يقارب 74 فرماناً كان آخرها فرمان شنكال في عام 2014، حيث اختطفت خمسة آلاف امرأة إيزيدية وقتل الآلاف من الإيزيديين على يد داعش بمساعدة من الدولة التركية، وهجرت آخرين قسراً".
وأضافت "نزح العديد من الإيزيديين إلى مناطق مختلفة من إقليم شمال وشرق سوريا لكن بعد احتلال مدينة عفرين وسري كانيه وكري سبي من قبل الدولة التركية، قامت أيضاً بارتكاب العديد من المجازر بحق شعبنا، لكننا لا زلنا نقاوم لنثبت مدة قوتنا المستمدة من خاتون فخران التي كانت تدير شؤون المرأة الإيزيدية آنذاك".
وذكرت هدية شمو الدور الهام الذي لعبته ميان خاتون وهي إحدى النساء الإيزيديات، في إدارة شؤون شعبها وكانت تقود مجتمعها وناضلت ضد الاحتلال العثماني، مؤكدة على أن المرأة الإيزيدية لا تزال مستمرة بنضالها حتى اليوم حيث أسست حركة حرية المرأة الإيزيدية في شنكال، واتحاد المرأة الإيزيدية في إقليم شمال وشرق سوريا، واستطاعت أن تبني لنفسها قوة تمثلت في وحدات المرأة في شنكال.
وبينت أنه خلال خمس عقود من حكم نظام الأسد لم يكن لهم أي دور نتيجة التهميش والإقصاء للمكونات الأخرى، كما أن إدارة هيئة تحرير الشام اليوم تتبع الممارسات ذاتها حيث لديها محاولات إقصاء لبعض المكونات بشكل عام والمرأة بشكل خاص، مشددة على ضرورة "الحفاظ على حقوقنا وأن يكون لنا دور فعال في صياغة الدستور السوري الجديد، وبناء سوريا ديمقراطية تضمن حقوق الجميع".
من جانبها أوضحت رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية سيلدا سيمون أنه "كنساء من جميع المكونات والحركات والتنظيمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا في هذا الملتقى التشاوري، نسعى إلى توحيد صوتنا من أجل الوصول لمطالبنا، فالعملية الانتقالية السياسية في سوريا وضعتنا أمام تحديات جديدة"، مؤكدة أن ذهنية الحكم الجديد لن تثنيهن عن نضالهن "لن نقبل إلا بضمان مطالبنا وحقوقنا في سوريا الجديدة".
وتتطلع نساء إقليم شمال وشرق سوريا في هذا الملتقى التشاوري، إلى أن تبنى سوريا جديدة تضمن حقوق جميع المكونات والنساء وأن يصل صوتهنَّ ومطالبهنَّ وأن تكون سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.