نساء مخيم مخمور تؤكدن أنهن لن تستسلمن
أدانت نساء مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين بإقليم كردستان اللواتي أكدن على أن مقاومتهن ستستمر؛ الهجوم على شنكال وشمال وشرق سوريا، معربات عن دعمهن لهم.
برجين كارا
مخمور ـ سعى الجيش العراقي في العشرين من أيار/مايو الماضي لتطويق مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين في مخمور بإقليم كردستان، بالأسلاك والخنادق، إلا أنه قوبل بمقاومة كبيرة من أهالي المخيم الذين اتخذوا موقفاً حاسماً.
وقف سكان مخيم الشهيد رستم جودي للاجئين من النساء والأمهات والشباب إلى كبار السن والأطفال، بلا خوف وبقوة وإرادة ضد الجيش العراقي والأسلحة والعربات المدرعة، تارة بشعاراتهم، وتارة أخرى بأغانيهم وهتافاتهم وحجارتهم. وقد وضعت نساء المخيم بصمتهن على هذه المقاومة، وبأيديهن التي تظهر عليها آثار العمل الشاق والمقاومة على مدى 30 عاماً، ردمت الخنادق التي حفرتها الحكومة العراقية. أصبحت هذه المقاومة نموذجاً للعالم أجمع، وأدت إلى انسحاب الحكومة العراقية. مرة أخرى كتب مخيم مخمور اسمه في صفحات التاريخ بمقاومته.
"يجب علينا حماية حقوقنا حتى النهاية"
تقول كريمان كنات أن الدولة التركية تنفذ أبشع الهجمات على الشعب الكردي بهدف تدميره وإبادته "يقولون إنه لا ينبغي أن يكون هناك كردي، إلا أن الشعب الكردي يبدي مقاومة كبيرة ويدافع عن حقوقه بوجوده وتنظيمه، فهو يقول إن مثله مثل كل شعوب الشرق الأوسط، لذا يجب أن نحمي حقوقنا وهويتنا وأرضنا وشعبنا. الدولة التركية تهاجمنا نحن الكرد بشكل متواصل منذ عدة سنوات في كل من روج آفا وإقليم كردستان، وفي السليمانية وشنكال. ورغم كل ذلك لن ننحني ولن نستسلم أحد".
"كانت مقاومة فخر وحماس"
وعن مقاومة الـ 16 يوماً من الحصار تقول "لقد قاومنا في مخيم مخمور، لقد كانت مقاومة فخر وحماس ضد دبابات ومدفعية الحكومة العراقية. لن نقبل تطويق ومحاصرة أرضنا بأي شكل من الأشكال. لا ينبغي أن يصبح العراق لعبة بيد أردوغان والدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني. نحن نعيش سوياً منذ ثلاثين عاماً دون أن نؤذي بعضنا البعض، ونريد أن نستمر على هذا النحو. ونأمل أن ينهض العراق بواجباته ويفي بمسؤولياته. وألا يشركنا في ألعاب أردوغان والحزب الديمقراطي الكردستاني".
وأكدت على أنهم لن يقبلوا حرمانهم من حقوقهم "إن مخيمنا للاجئين السياسيين، لسنا مثل المخيمات الأخرى في البلدان المختلفة، قد يكون هناك المئات من المخيمات لكن مخيمنا سياسي منظم. لن نقبل أن يكون مخيمنا مغلقاً مثل السجون. لقد قاومنا في هذا المخيم، ووضعنا سواتر التراب في طريقهم، أردنا إغلاق طريقهم، وسنصعد هذه المقاومة أكثر. سننتصر بهذه المقاومة وسنزيد من نضالنا بقدر المستطاع. سواء كانت العراق أو تركيا أو الحزب الديمقراطي الكردستاني أو أياً كان سنقاوم ولن ننحني أو نستسلم. لو قبلنا الظلم، لما كنا أتينا إلى هنا".
"يجب التوقف عن إراقة الدماء"
وفي ختام حديثها دعت كريمان كنات الشعب الكردي للوقوف على أقدامهم ومواصلة النضال "في هذه المقاومة وقف الشعب الكردي كله على قدميه وليس فقط مخمور. من شنكال إلى روج آفا وشمال كردستان والسليمانية، لقد كان ذلك أكبر مقاومة بالنسبة لنا. لم نكن نشعر ما إذا كان الجو حاراً أم مشمساً، ولم نفكر في الأمر، لقد قلنا إننا لن نسمح لهم بمهاجمتنا وحفر الخنادق ووضع الأسوار حولنا. لقد انتصرنا في مقاومتنا. أدعوا الشعب الكردي للوقوف ضد الهجمات. كل يوم تتعرض روج آفا لقذائف الدبابات وقصف المدفعية. هناك هجوم وحشي على المنطقة. ندعو كل الشعب الكردي للوقوف ضد هذه المذبحة. يجب أن يتوقفوا عن إراقة دماء بناتنا وشبابنا".
من جانبها قالت كولة أوزيك أنه على الرغم من أن الحكومة العراقية كانت تعلم أن مخمور كان مخيم للاجئين إلا أنها هاجمتهم "لم نقاتل الحكومة العراقية حتى الآن، لكنهم يريدون مهاجمتنا لأنهم تابعون للدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني. إنه لمعيب ألا تستطيع دولة أن تدافع عن نفسها، فلتتوقف العراق عن هذه السياسات، فالدولة التركية تقول إن على العراق مهاجمة المخيم، وللحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً يد في ذلك. إن الحكومة العراقية تدرك أننا كباراً ونساءً وأطفالاً نملك القوة للمواجهة، نحن نحمي أنفسنا فقط، ونقول إن على كل الدول أن تحكم ضميرها".
"بأيدينا ردمنا الخنادق وملأناها بالتراب"
وحول مقاومة الـ 16 يوماً وكيف ملأوا الخنادق بالتراب بأيديهم تقول "في ذلك اليوم عندما داهمتنا الحكومة العراقية وجاؤوا لحفر الخنادق، وقفنا كباراً وأطفالاً ونساءً معاً في وجههم دون حمل أي أسلحة في أيدينا، نصبنا خيامنا وسط الغبار والأوساخ. تركنا منازلنا وذهبنا للجلوس تحت تلك الخيام. ألم يروا أننا كنا أطفال وكهول وأمهات؟ لقد ألقينا التراب في الخنادق بأيدينا".
"يجب أن تتخذ الحكومة العراقية موقفاً"
وعن واجبات ومسؤوليات الأمم المتحدة تجاههم تقول "في اليوم الذي ضغط فيه العراق علينا، جاءت الأمم المتحدة إلى المخيم وغادروه بنفس الطريقة. لم يقولوا ماذا حدث لكم، أو لماذا يفعلون هذا بكم. لم يقولوا للحكومة العراقية لماذا تفعلون هذا، فهؤلاء لاجئون. الأمم المتحدة أيضاً لا تفعل أي شيء من أجلنا. إذا كانوا يقولون إننا نحمي حقوق الإنسان، فيجب حمايتها بالفعل. نحن نوجه هذا النداء إلى الدول ونقول إن على العراق أيضاً أن يتخذ موقفاً".
وقالت في ختام حديثها "في تلك الخيام قاومنا وصمدنا بالرغم من كل الصعوبات. لقد منحنا القائد عبد الله أوجلان ومقاتلينا قوة المقاومة وسنواصل مقاومتنا بهذه القوة. أبناؤنا وبناتنا في الجبال يواصلون مقاومتهم وجهاً لوجه ضد الدولة التركية كل يوم. إنهم يقاومون المدافع والطائرات والأسلحة الكيماوية، نحن نستمد القوة منهم ومن فلسفة القائد أوجلان".