نساء مدينة الهول وقراها: ندعم عملية الأمن الدائم

دعمت نساء القرى المحيطة بمدينة الهول في إقليم شمال وشرق سوريا العملية الأمنية "الأمن الدائم" التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة.

سوركول شيخو

الحسكة ـ العملية الأمنية "الأمن الدائم" التي بدأت في 6 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، استهدفت بشكل ممنهج 200 قرية ضمن دائرة نصف قطرها 100 كيلومتر، جنوب وشمال مخيم ومدينة الهول بإقليم شمال وشرق سوريا، وصلت إلى نهاية القرى لكنها مستمرة في أجزاء أخرى من المخيم، وفي القرى التي تم تطهيرها، يستمر البحث عن خلايا داعش.

يسرى علي، من سكان قرية هيدجا أم لثلاثة أطفال، قالت عن العملية الأمنية أنها "مهمة وأهالي القرى راضون عنها فبذلك خلايا داعش لن تجرؤ على مهاجمة الأهالي والمقاتلين في كل مرة"، متسائلةً "لماذا يستشهد المقاتلون على أيدي الخلايا؟ داعش يشكل تهديداً لنا وللقوى التي تحمي هذه الأماكن".

وبينت أن تفتيش المنازل تم بكل احترام، مضيفةً "عندما يساعد الناس المقاتلين، فإن ذلك يخدمهم ويخدم أمن المنطقة".

وتخشى يسرى علي فقدان ما وصفته بـ "المعنى الذي أصبح لحياتنا بعد داعش"، مشيرةً إلى أنه "كان الخوف يلازمنا من ممارسات داعش وقتله المدنيين في أي لحظة خلال سيطرته على قريتنا. لقد عادت لنا الحياة بعد أن حررتنا قوات سوريا الديمقراطية، وأعادت الأمان للمنطقة، لقد اختبرنا مشاعر جديدة بالسلام، وعرفنا معنى جديد لحياتنا".

وأضافت "على الأقل يمكننا الآن المشي وقضاء حوائجنا فعندما سيطر داعش على القرية كان علينا أن نغطي وجوهنا، ونسير مع أحد رجال العائلة، وإذا لم نلتزم تقوم الحسبة بمعاقبتنا، ويتم اعتقال والدنا أو أخينا ويضعونهم في السجن، ولكن الآن أصبح الأمر مختلفاً تماماً، الآن أصبح الجميع مسؤولين عن أنفسهم، ولا أحد يراقب أحد، يمكنني القول إننا نعيش بحرية الآن، ولهذا أخشى جداً أن تعود أيام داعش، تلك الأيام التي حبست أنفاسنا. أتمنى نجاح العملية الأمنية".

وقالت يسرى علي إنهم يشعرون بمزيد من الهدوء أثناء إجراء العمليات الأمنية "في البحث بالمخيم وتفتيش المنازل، يعم السلام. لا يمكن تجربة مشاعر السلام في ظل وجود أي قوة أو منظمة. نشعر بالسلام في حضور المقاتلين، ولكننا نشعر بهذا السلام بشكل أعمق عندما نرى المقاتلات، صحيح أن العمل الذي تقمن به هو العمل الذي يقوم به الرجال أيضاً، لكنهن بهذا أظهرن للعالم كله أنهن مسؤولات أيضاً".

فيما بينت منى محمد من نفس القرية أنه أثناء تفتيش القرية وتنظيفها من قبل المقاتلين، كانت تجمع القطن مع طفلها البالغ من العمر 3 سنوات وابنتها الرضيعة، وترى أن تلك الصورة دليل كافي على السلام الحقيقي الذي يعيشه أهالي القرية، معتبرةً أنه من المهم إجراء عملية أمنية كل فترة.

وأكدت أن أهالي المنطقة يعيشون اليوم بلا خوف منذ التحرير، وأن معظم شبان القرية منضمون للقوات العسكرية في المنطقة، موضحةً أنه لا توجد خلايا نائمة في القرية لكن العملية مهمة من أجل التأكد من أمن الأهالي "نحن مع المقاتلين حتى النهاية ونأمل في سلام دائم".