نساء كوباني يتصدرن مشهد التضامن مع أهالي حلب

أكدت نساء كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا أن مقاومة أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية تمثل امتداداً لنضال الشعب الكردي من أجل الكرامة والحرية، وأن المرأة الكردية كانت ولا تزال في طليعة المواجهة، ولن تنحني أمام أي قوة مهما كانت.

برجم جودي

كوباني ـ شهدت مدينة حلب تصعيداً خطيراً خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قام جهاديي هيئة تحرير الشام، بمحاصرة حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية، وشنّوا هجمات عنيفة باستخدام أسلحة ثقيلة ومتنوعة.

أسفرت الاعتداءات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وسط غياب أي رد فعّال من الجهات المعنية، وفي مواجهة هذا التصعيد، خرجت نساء من سكان الحيين إلى الشوارع احتجاجاً، في مشهد يعكس حجم الغضب الشعبي.

نساء من مدينة كوباني التابعة لمقاطعة الفرات في إقليم شمال وشرق سوريا، عبّرن عن تضامنهن مع الأهالي، وأطلقن مواقف حازمة تندد بالهجمات وتدعو إلى حماية المدنيين ووقف الاعتداءات.

 

"لن ننحني أمام أي قوة والمقاومة مستمرة"

وقالت خانم علي، زوجة أحد شهداء مقاومة كوباني، أن "المرأة الكردية أثبتت عبر التاريخ أنها لا تنحني أمام أي قوة متطرفة أو جهادية، وأن الشعب الكردي أصبح أكثر وعياً وصلابة في الدفاع عن أرضه وكرامته".

وبينت بأنه لا ينبغي لأي جهة أن تتوهم بقدرتها على احتلال مناطقهم، موضحة "خاصة بعد أن قدّم أهلها أرواحهم من أجل أن نحيا حياة كريمة وآمنة، من غير المقبول أن نتراجع عن مقاومتنا، فالنضال من أجل الحرية والكرامة مستمرة، ولن نتخلى عنه".

واضافت "نعتقد أن هذه الهجمات تُنفذ من قبل أتباع أردوغان، ومن لم يجرؤ على مواجهة الدولة التركية، لا يمكنه أن يواجه ميليشياتها".

وأكدت خانم علي استعدادها الكامل للدفاع عن الأحياء المستهدفة، مشيرةً إلى أن أهالي الحيين أثبتوا صمودهم في وجه الهجمات المتكررة، وشاركوا سابقاً في مقاومة كوباني، وقدموا تضحيات كبيرة من أجل حماية أرضهم  "نحن أبناء كوباني، جاهزون بكل إرادة وعزم للوقوف إلى جانب أهلنا في حلب، والمشاركة في الدفاع عنهم، لأن هذه المعركة هي امتداد لنضالنا من أجل الكرامة والحرية".

 

"مقاومة الحيين تمثل صوت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا"

بدورها، أكدت كليمة محمد أن المقاومة الشعبية في حلب خرجت إلى العلن، معبرةً عن موقف موحد لشعوب إقليم شمال وشرق سوريا تجاه أي هجمات تستهدف مكتسبات المنطقة "نحيي صمود شعبنا ونبارك موقفه الثابت، لقد استطاعوا من خلال إرادتهم أن يُعبّروا عن صوتنا جميعاً في مواجهة المتطرفين، وأصبح أهالي الأشرفية والشيخ مقصود اليوم صورة تمثلنا جميعاً، من هنا، نحن أبناء كوباني نقول لهم أنتم لستم وحدكم، فقلوبنا معكم".

وبينت أن اللحظة التي تُهدد فيها كرامة ووجود الشعب هي اللحظة التي تخرج فيها المقاومة الحقيقية إلى الميدان، مشيرةً إلى أن الدفاع عن الكرامة والوجود هو امتداد لمقاومة سد تشرين، التي شكّلت محطة نضالية بارزة "مستعدون، بنفس الروح، أن نواصل المقاومة، قافلةً بعد قافلة، ونتوجه إلى حلب للوقوف إلى جانب شعبنا هناك، دفاعاً عن الحياة والكرامة والحرية".

وردّت كليمة محمد على التصريحات والاتهامات الموجهة ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مؤكدةً أن هذه القوات تمثل إرادة الشعب في إقليم شمال وشرق سوريا "لا ينبغي لأي جهة أن تختبر قوتها في مواجهة قسد وشعبنا، فكل ما يمس قسد يمسنا، وهي بالنسبة لنا خط أحمر لا يمكن تجاوزه".

وأضافت "من يجرؤ على تجاوز هذا الخط سيواجه ردوداً حاسمة لا رجعة فيها، المسؤولون في الحكومة السورية المؤقتة يدّعون أن قسد تمثل فقط 5% من الكرد في سوريا، فليجربوا بأنفسهم، وسنُريهم حجم الدعم الشعبي الحقيقي الذي تحظى به قسد".

وختمت حديثها بالقول "أنا على يقين بأنهم تلقّوا الرد بالفعل، سواء في حلب أو في دير حافر، حيث أثبت شعبنا أنه لا يتراجع عن الدفاع عن كرامته ووجوده".

 

"مقاومة الشيخ مقصود والأشرفية كسرت الهجمات"

من جانبها، أكدت الشابة ميسون كيوار أن جهاديي هيئة تحرير الشام فشلوا في تحقيق أي تقدم داخل حيي الشيخ مقصود والأشرفية، رغم استخدامهم للأسلحة الثقيلة وتحقيق أضراراً مادية وبشرية "لم يستطيعوا أن يخطو خطوة واحدة داخل أحيائنا، ولن تكون هذه المناطق لقمة سائغة لهم".

وأضافت أن أهالي الحيين، من الأطفال حتى كبار السن، واجهوا الهجمات بصمود وتلاحم، وكسروا كل محاولات الالتفاف والاختراق، مشيرةً إلى أن هذا الصمود يعكس إرادة شعبية راسخة.

وشددت على أن ريادة النساء، خاصة الشابات، كانت حاسمة في هذه المواجهة "نؤمن بأن قوة شعبنا في حلب ستكون الرد على كل الهجمات، ونحيي مقاومة النساء، لأن المقاومة التي تقودها المرأة لا شك أنها ستصنع النصر".