نساء كوباني: لا تزال الهجمات والتهديدات ضد مدينتنا مستمرة
بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لهجمات داعش على مدينة كوباني، شددت نساء المدينة على أن روح المقاومة والتعبئة الشعبية التي تجسدت في تلك المرحلة التاريخية قد حققت انتصاراً لا يُمحى من الذاكرة.

نورشان عبدي
كوباني ـ في عام 2004، تشكل داعش كفرع من تنظيم القاعدة، وسرعان ما بدأ في ترسيخ وجوده في المنطقة. وفي عام 2013، أعلن رسمياً عن قيام ما أسماه "دولة الخلافة" في العراق والشام، ثم في عام 2014، شرع في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق بهدف السيطرة على عدد من المدن في كل من العراق وسوريا.
في بداية تمددها، فرض داعش سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا، من بينها الموصل، دير الزور، الطبقة، الرقة، ومنبج، معلنة مدينة الرقة عاصمةً لما أسمته "دولة الخلافة"، وفي 15 أيلول/سبتمبر 2014، وبتوجيه من الدولة التركية، توجه داعش نحو مدينة كوباني الواقعة في إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أن كوباني لم تكن كسائر المدن، فقد واجهت داعش مقاومة شرسة وغير مسبوقة من قبل مقاتلي وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وبعد معارك استمرت 134 يوماً، تمكنت هذه القوات، من صد الهجوم وتكللت مقاومتهم بالنصر في 26 كانون الثاني/يناير 2015.
مرّ أحد عشر عاماً على ذكرى هجمات داعش على كوباني، ورغم الانتصار، لا تزال آثار هذه المقاومة ماثلة في كوباني ولا تزال أحداثها حاضرة في أذهان أهلها.
استعادت سلافا بوزو ذكريات الحرب، مشيرة إلى شدة الهجمات التي شنها داعش على مدينة كوباني "كانت الهجمات عنيفة للغاية، وكان لنزوح السكان من المدينة وقعٌ مؤلم علينا جميعاً"، ورغم قسوة الظروف وضراوة المعارك، أكدت أن مقاومة كوباني صمدت وانتصرَت، مضيفة "استطعنا أن نعيد بناء كوباني، مستندين إلى آمالنا وتطلعاتنا نحو مستقبل أفضل".
ولفتت إلى دور الدولة التركية في تنظيم داعش "لقد وجهت الدولة التركية داعش إلى كوباني. على الرغم من القضاء على داعش في كوباني، إلا أن الدولة التركية المسؤولة بالدرجة الأولى عن هجمات أيلول 2014 لا تزال تهدد كوباني وتهاجمها، ولهذا السبب نواجه منذ عام 2015 وحتى الآن محاولات الدولة التركية لاحتلال كوباني".
وأشارت إلى أن داعش نشر فكراً جهادياً خطيراً "يتبنى داعش فكراً جهادياً خطيراً، وقد ظهرت عواقبه جلية في شنكال ومناطق
عديدة من إقليم شمال وشرق سوريا. لقد مارسوا أفعالاً لا أخلاقية ضد النساء على وجه الخصوص، ونعلم ما فعلوه بالنساء الإيزيديات، وقد كانت هجمات الدولة التركية سبباً في استمرار نشاط داعش في سوريا حتى الآن".
"أصبحت كوباني نقطة تحول في مصير المنطقة"
من جانبها قالت نسرين يوسف إن الأعمال التي يرتكبها جهاديي هيئة تحرير الشام حالياً تُذكرهم بحرب كوباني "نحن الآن في عام ٢٠٢٥، وقد مرّت سنوات طويلة على هذه الحادثة، ولكن عندما نرى الأعمال التي ترتكبها خلايا داعش أو كيف أن العصابات تعيد تنظيم نفسها نتذكر سيناريو حرب كوباني مجدداً، وخاصةً الأحداث التي تجري حالياً في سوريا بنفس المنهجية والعقلية".
وأضافت "إن خطر داعش لا يزال قائماً في إقليم شمال وشرق سوريا، وخاصة الهجمات المستمرة من قبل الدولة التركية تزيد من هذا الخطر"، مؤكدة أنهم في حالة تأهب دائم لحماية كوباني ومكتسباتها.
"أصبحت مقاومة كوباني رداً على عشرات محاولات الاحتلال"
قالت شيرين شيخ خضر، في تقييمها لهجوم داعش، إن يوم 15 أيلول لا يُعد مجرد تاريخ لهجمات، بل يمثل نقطة تحول وبداية لانهيار التنظيم الإرهابي الذي شكّل تهديداً واسعاً في الشرق الأوسط والعالم، مضيفةً أن "مقاومة كوباني، التي استمرت 134 يوماً، كشفت عن مدى ارتباطنا العميق بأرضنا ووطننا، وأكدت استعدادنا للدفاع عنهما مهما كانت التحديات، كما حملت هذه المقاومة رسالة واضحة مفادها أن محاولات القضاء على ثورتنا واحتلال أرضنا لن تمر بسهولة".
وأشارت إلى بسالة المقاتلين في كوباني، مؤكدة أن "روحاً ونضالاً من نوع خاص برزا في تلك المدينة. هجوم داعش كان غير مسبوق، وشكّل تحدياً جديداً لسكان كوباني، إذ كانت تلك العصابات مدرّبة ومزودة بأسلحة ثقيلة ومتطورة. ورغم ذلك، فإن الروح القتالية التي تجلت هناك، والتضامن الشعبي الذي ظهر، والمقاومة التي بلغت ذروتها، قلبت جميع التوقعات. باتت قواتنا تمثل درعاً حقيقياً مستمداً من روح انتصار كوباني".