نساء حلب: المرأة ركيزة لا غنى عنها في كتابة الدساتير
المرأة السورية دائماً في قلب الحدث تقاوم الظلم والاستبداد والاضطهاد، وهي ليست بنداً يُضاف إلى الوثيقة الدستورية بل هي جوهر الدستور.
					سيرين محمد
حلب ـ بعد تولي جهاديي هيئة تحرير الشام زمام الحكم من بعد حكومة البعث في سوريا لايزال دور المرأة مقصي إلى اليوم، بل وازداد الأمر سوءً حيث لم تحصل النساء إلا على 3 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب.
في ظل تهميش كامل لدور المرأة ومشاركتها في كافة المجالات على زمن نظام البعث البائد، تسير الحكومة المؤقتة على ذات النهج في إقصاء المرأة من العمل السياسي الذي سارت عليه حكومة البعث، فالمرأة السورية كانت دائماً في قلب الحدث تقاوم الظلم والاستبداد والاضطهاد، وهي ليست بنداً يُضاف إلى الوثيقة الدستورية بل هي جوهر الدستور.
وعلى ذلك أكدت النساء اللواتي شاركن في الندوة المنظمة من قبل العلاقات الدبلوماسية لمؤتمر ستار في مدينة حلب تحت شعار "عدالة المرأة ضمان لدستور سوري ديمقراطي"، على ضرورة مشاركة المرأة بنسبة 50 بالمئة، والاقتياد بثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا.
"تجربة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا خير دليل على الديمقراطية والعدالة"
وأكدت الرئيسة المشتركة لمجلس حلب لحزب سوريا المستقبل، خاليدة عبدو لوكالتنا على دور المرأة في الأزمة السورية، وأنه لايزال لديها دورٌ مهمٌ ومحوري في جميع الساحات والمجالات، "المرأة السورية عانت وقاومت كثيراً ووقع على عاتقها أن تقوم بدور الرجل والمرأة في آنٍ واحد نتيجة ظروف الحرب".
وبحسب خاليدة عبدو اثبتت المرأة قوتها في كافة المجالات، وكانت تجربة نساء إقليم شمال شرق سوريا خير دليل على ذلك، فللمرأة هناك دور في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي وحتى العسكري، ومن هذا المنطلق على الحكومة السورية المؤقتة تعديل الدستور ليكون "دستور ديمقراطي يضمن حقوق جميع السوريات، وأن تكون المرأة على نفس السوية مع الرجل في المشاركة وأن تشارك في صنع القرار، حتى نستطيع أن نحقق العدالة ونبني سوريا جديدة لكل السوريين، فالاستمرار في إقصاء المرأة لا يضمن بناء سوريا ديمقراطية حرة تعددية".
"لا تبنى الأوطان دون النساء"
ومن جهة أخرى عَبّرتْ عضوة العلاقات الدبلوماسية في مؤتمر ستار بحلب ازنيف بارتيكيان عن مكانة المرأة في المجتمع بوصفها "نبض الحياة، وبدونها لا تُبنى الأوطان، فتزرع في قلوب الأجيال بذور حب الوطن والدفاع عنه".
واستنكرت تقييد أدوار ومشاركة المرأة في كافة المجالات، معتبرةً أن هذا انتهاك لحقوقها وحريتها وإرادتها، مشددةً على أهمية إعادة النظر في تفعيل دور المرأة الحقيقي والمحوري، والاعتراف بكافة حقوقها وحرياتها في الدستور السوري الجديد.
فيما ترى غصون مامش إحدى الحاضرات في الندوة التي نظمت أمس السبت 1 تشرين الثاني/نوفمبر بمدينة حلب أن هناك دور محوري في تغيير المجتمع والمساهمة في تطوره وتقدمه، مؤكدةً على ضرورة أن يكون للنساء دور في الدستور وفي اتخاذ القرارات وحضور المجالس والمؤتمرات وكافة الأنشطة والأعمال، "لنبني سوريا حرة ديمقراطية".