نساء إيران تعزفن عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية

على عكس الصور التي يعرضها التلفزيون الرسمي الإيراني في إعلاناته، خارج مواقع الانتخابات المختلفة في طهران، لا تختلف انتخابات الجولة الثانية عن الأولى، التي أجريت بنسبة عدم مشاركة 80% استناداً إلى إحصائيات غير رسمية.

جيكا لطفي

طهران ـ تظهر الملاحظات الميدانية في العاصمة طهران أن الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية شهدت مقاطعة شعبية خاصة من قبل النساء.

على عكس الصور التي يعرضها التلفزيون الحكومي الإيراني في إعلاناته، فخارجها وفي نقاط انتخابية مختلفة في العاصمة طهران، جرت الانتخابات اليوم الجمعة 5 تموز/يوليو، حيث لم تشهد الجولة الأولى التي أجريت في 28 حزيران/يونيو الماضي بنسبة 60% من الأصوات المشاركة بحسب الإحصائيات الرسمية للحكومة، ونسبة عدم المشاركة بلغت 80% بناء على إحصائيات أخرى، ولا يختلف الأمر كثيراً.

وعلى الرغم من أن المرشحين الرئاسيين بذلوا الأسبوع الماضي قصارى جهدهم لجذب مشاركة الشعب وإقناعه وكسب أصواته لصالحهم، المرشحون الذين لم يخجلوا من الوعود غير المعقولة وفي مقاطع مختلفة على الشبكات الافتراضية، كان هناك نساء في الخيام الانتخابية المقامة في الشوارع وحتى أزقة طهران وفي الأماكن الدينية مثل شاه عبد العظيم وإمام زاده صالح وعلى طريق المارة، محاولين إقناع الناس ليس فقط بالمشاركة في الانتخابات، بل بالتصويت لمرشحهم المنشود، والذين أُطلق عليهم على شبكات التواصل الاجتماعي لقب "المتسولين".

لكن أحد أهم أسباب عدم المشاركة الكبيرة للنساء سواء في الجولة الأولى أو اليوم مقارنة بالانتخابات الماضية هو عواقب ثورة Jin Jiyan Azadî"" التي بدأت عام 2022 وضاعفت مستوى الثقافة السياسية، ووعي وشجاعة المرأة.

 

اختر بين السيء والأسوأ!

وأمام مدخل حسينة إرشاد، كالعادة في أيام الانتخابات، تم وضع كاميرا تلفزيونية وحضرها عدد من الصحفيين/ات، وأجاب أحد الأشخاص عند سؤاله هل صوتت أيضاً؟ بالقول "لا... أنا أنتظر صديقي"، ثم أكد "هل من الممكن أن ننسى الشباب الذين فقدناهم في العام أو العامين الماضيين! برأيي التصويت يعني نسيان ما حدث لنا".

كما أجاب عن سؤال وكالتنا هل هناك أي من أصدقائك وعائلتك قد يصوت أو يفكر مثلك؟ بالقول "أنا طالب وزملائي في الفصل يبدو أن معظمهم غير مبالين بالانتخابات ويبدو أن بعضهم ليس لديه أي أخبار عن الانتخابات، لكن والديّ، على عكس يوم الجمعة الماضي، قررا المشاركة في اختيار السيء والأسوأ".

وهناك من يعتبر أن المشاركة في الانتخابات واجباً وطنياً ودينياً، ويحفظ عبارات لا يرددها إلا أمام الكاميرا.

 

"عندما يغادر الشباب البلاد، لماذا يجب أن نصوت؟"

امرأتان في منتصف العمر تجلسان على مقعد وتتحدثان، سألتهما وكالتنا عن مشاركتهما في الانتخابات فقالت إحداهما "لقد قبضوا على كل هؤلاء الشباب وقتلوهم وتحرشوا بفتياتنا، كيف نصوت، ابنتي هاجرت من البلاد بسبب هذا الوضع، وكل الشباب والنخبة يغادرون الواحد تلو الآخر فلماذا نصوت؟".

وبينت امرأة أخرى تجلس في الحديقة "ما زلت مترددة في المشاركة، لكن ربما سأختار مرشحاً أصولياً لأننا لم نرى خيراً وبركة من الإصلاحيين إلا أنهم منحونا أملاً كاذباً منذ سنوات"، وبسؤالها إذا ما كان الأصوليون أيضاً أعطوا أملاً كاذباً؟ قالت "عندما يكون رئيس الحكومة مسيطراً والرئيس عديم الفائدة فالأفضل أن يكون الرئيس واحداً منهم، أو سيقودون البلاد إلى الانهيار، أو سيتحسن الوضع، فلقد سئمنا هذا الوضع".

ورغم أن السلطات حاولت استقطاب المزيد من الناس من خلال الموافقة على أحد ما يسمى بالمرشحين الإصلاحيين من بين المرشحين الستة لانتخابات الولاية الرابعة عشرة للرئاسة، ومن خلال تمديد الانتخابات إلى الجولة الثانية، إلا أن الحقيقة هي أن الشعب وخاصة النساء، لا يهتمون بالانتخابات، فقد وصل الشعب في العقود السابقة إلى قدر أكبر من الوعي، ومن ناحية أخرى، فإن الوضع الاقتصادي الفوضوي ويأس الناس من تنظيم هذا الوضع هو أكثر ما أثر على القضية، وفوق كل ذلك، تأثير ثورة Jin Jiyan Azadî إذ وضعت شرعية الحكومة موضع تساؤل أكثر يوماً بعد يوم.

 

https://www.youtube.com/watch?v=lm4XSgCj2XY