نساء إقليم شمال وشرق سوريا تؤكدن تضامنهن مع نساء السويداء
أكدت نساء إقليم شمال وشرق سوريا أن الفتن الطائفية والمجازر التي ارتكبت بحق الطوائف السورية مؤخراً ورائها أيادي خفية تسعى لتغيير مسار سوريا وجر البلاد إلى حرب طائفية.

نور الأحمد
الرقة ـ وصفت نساء إقليم شمال وشرق سوريا المجازر الأخيرة التي ترتكب بحق الطائفة الدرزية في مدينة السويداء السورية جنوب البلاد والتي راح ضحيتها نساء وأطفال بأنها لا تمت للإنسانية بصلة، معلنات تضامنهن ودعمهن الكامل للنساء الدرزيات.
أثارت الفتن الطائفية التي تحصل في مدينة السويداء موجة غضب عارمة لدى أهالي إقليم شمال وشرق سوريا، وصدرت العديد من البيانات المطالبة بوقف الانتهاكات بحق المكون الدرزي، ومنددة بالمجازر التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء الأبرياء.
وأكدت إدارية لجنة علاقات مجلس المرأة السورية براءة عارف أن المجلس حاضن لجميع نساء سوريا من كافة المكونات "لنا موقف ثابت من ضرورة حماية جميع مكونات الشعب السوري، وأصدرنا بيانات وقدمنا تصريحات تؤكد موقفنا الرافض لهذه الجرائم بحق النساء والأطفال والتي لا تمس للإنسانية بصلة، وطالبنا بالسلام ووقف الاقتتال وهذه المجازر الشنيعة وحقن الدماء بحق جميع مكونات الشعب السوري".
وعن الفتن الطائفية أوضحت "بعد سقوط النظام واستلام الحكومة الانتقالية للحكم تغير مجرى الأحداث والمسار فالفراغ السياسي وتعدد الفصائل التي تخدم أجندة مختلفة افسح المجال لفتح أبواب الفتنة وزعزعة الثقة لدى الشعب السوري، لتصبح سوريا ساحة لصراعات طائفية، وبدأت الفتن الطائفية تتفاقم يوماً بعد يوم، ولقد شاهدنا المجازر التي ارتكبت بحق المكون العلوي واليوم نرى السيناريو نفسه يعاد بحق الطائفة الدرزية".
ولفتت إلى أن "المرأة في مقدمة الضحايا وهي التي عانت على مدار أربعة عشر عاماً من الحروب وتداعياتها من تهجير قسري واغتصاب وقتل وقاومت لذا تعتبر المرأة شريكة في إنهاء الحروب والنزاعات وداعية للسلام ولها موقف شجاع في سبيل الدفاع عن أرضها".
وشددت على ضرورة التضامن ودرء الفتن ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات "علينا أن نتحد كشعب سوري واحد من مختلف المكونات كرد علويين وعرب ودروز، وأن نتمتع بالوعي المجتمعي وأن يسن قانون يحمي الجميع".
ومن جانبها استنكرت العضوة في مجلس تجمع نساء زنوبيا عتاب عمر المجازر التي ارتكبت بحق النساء والأطفال "نستنكر بشدة المجازر التي ارتكبت بحق الدروز في مدينة السويداء والتي راح ضحيتها كبار السن والنساء والأطفال الأبرياء بدون أي ذنب".
ونوهت إلى أنه "لطالما عرفت المرأة السورية بمدى قوتها وهذا ما أظهرته المرأة الدرزية، وما فعلته فوزة التي حملت سلاحها في وجه العدو في سبيل الدفاع عن أرضها وحماية أطفالها، وتعد رمز للمقاومة والقوة والعبرة لجميع النساء السوريات".
وأكدت أن نساء إقليم شمال وشرق سوريا تشعرن بألم نساء السويداء، مضيفةً "نوجه لهن رسالة وتحية لصمودهن في سبيل عدم الرضوخ و الاستسلام والتسمك بأرضهن، ونؤكد دعمنا وتضامنا معهن ونقول لهن نحن معكن قلباً وقالباً ويد واحدة".
وطالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالقيام بواجبها وبالتدخل السريع لوقف هذه المجازر التي تخترق القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
فيما بينت العضوة في مجلس تجمع نساء زنوبيا ثريا خليل أن الهدف من وراء هذه الفتن الطائفية وإشعال فتيلها لم يأتي من فراغ بل "هناك أجندة خارجية وايادي خفية وراء الكواليس لتحرك الورقة كيفما تخدم مصالحها والتي تسعى لتقسيم سوريا وتغيير المسار في قيادتها".
ودعت إلى التكاتف السوري "تعتبر هذه المرحلة مفصلية لذا على جميع شعوب المنطقة ومن كافة المكونات أن يكونوا أكثر وعي وإدراك بما يحاك من خطط ضدهم فالشعب السوري واحد وينمتي إلى هوية وطنية واحدة، ويجب أخذ موقف جاد حيال هذه المجازر والتدخل ووقف هذه الاقتتال والجرائم بحق الأبرياء وخاصة المرأة فهي المتضرر الأكبر في هذه النزعات وتبعاتها".