نساء السويداء تواصلن الاحتجاج وتطالبن بتحقيق دولي

أكدت نساء السويداء المشاركات في الاحتجاجات، على أن وجود لجنة أممية يمكن أن يساهم في توثيق الانتهاكات وكشف الحقيقة أمام المجتمع الدولي، تمهيداً لوضع حد لمعاناة المدنيين المتواصلة منذ شهور.

روشيل جونيور

السويداء ـ للأسبوع الثاني عشر على التوالي، جددت نساء مدينة السويداء وقفتهن الاحتجاجية في ساحة الكرامة، مؤكدات استمرارهن في النضال من أجل عودة المخطوفين والمخطوفات، وفتح ممر إنساني، واستعادة القرى لأصحابها، في ظل الحصار المفروض على المحافظة وتدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية.

شهدت ساحة الكرامة اليوم السبت الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، حضوراً نسائياً واسعاً إضافة إلى الأهالي، الذين جددوا تمسكهم بحقوقهم المدنية والإنسانية، مطالبين بتدخل دولي عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المحافظة، التي تعيش واحدة من أصعب مراحلها الإنسانية منذ سنوات.

وأكدت المحتجات على أن دخول لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة إلى السويداء يحمل دلالات سياسية وإنسانية مهمة، في ظل ما وصفنه بـ "الانتهاكات" التي طالت الأهالي خلال الأشهر الماضية.

وقالت ريما خليفة من مبادرة أهل الخير "نحن متواجدون اليوم في ساحة الكرامة لنعبّر عن تضامننا الكامل مع أهلنا، ولنرفع صوتنا عالياً أمام العالم أجمع، ولنطالب بعودة المختطفين فوراً، وبفتح ممر إنساني دولي يضمن وصول المساعدات"، مؤكدةً أنه هذه هو حقهم المشروع في الاستقلال والحرية.

وشددت على أن المطلب الوحيد الذي تحقق حتى الآن هو دخول اللجنة الدولية إلى السويداء، معربة عن أملها في أن يصل صوت النساء إلى العالم أجمع "على جميع أبناء المدينة المشاركة في الوقفات وعدم الخوف من كلمة الحق".


         


        

حصار خانق ومعاناة إنسانية

من جانبها، وصفت دلع أبو الفضل الوضع الإنساني في السويداء بأنه "كارثي"، قائلة "تخضع المنطقة منذ أكثر من شهرين لحصار خانق تفرضه الحكومة السورية المؤقتة، ما أدى إلى انقطاع المواد الغذائية الأساسية بما فيها الطحين، إضافة إلى منع وصول قوافل الإغاثة التي تتعرض لإطلاق نار أو يتم إجبارها على العودة، كما توقفت إمدادات الأدوية بما فيها أدوية السرطان ما فاقم من معاناة السكان".

وشددت على أنهم أبناء كرامة وسلام، لا يعتدون على أحد ولا يقبلون أن يُعتدى عليهم ورغم الجوع والمعاناة فإنهم يتمسكون بكرامتهم، مؤكدين أن الموت جوعاً أهون عليهم من فقدانها وأن أهالي السويداء مستعدون لتحمل الجوع لكنهم لن يتنازلوا عن الكرامة.


         


        

الحرية والاستقلال مطلب دائم

بدورها قالت مها أبو رسلان إن الوقفات الاحتجاجية تمثل استمراراً لمطالب الحرية والاستقلال، مشيرة إلى أن "السويداء لم تعرف الاستقرار منذ أشهر بسبب القمع والحصار، مؤكدة أنهم "سبق أن خرجوا في مظاهرات استمرت لعامين ضد النظام السوري السابق ويأملون اليوم بالخلاص من القوى التي يرون أنها ساهمت في تدمير البلاد، وعلى رأسها جهاديي هيئة تحرير الشام التي تمثل الحكومة السورية المؤقتة بقيادة أحمد الشرع (الجولاني)".

وأوضحت أن مطلبهم هو الكشف عن مصير المختطفين وضمان عودة طلاب الجامعات إلى ذويهم، في ظل الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة التي تمر بها المنطقة، مشيدةً بوصول لجنة لتوثيق الحقائق إلى المنطقة، معربةً عن أملهم بأن تسفر أعمالها عن نتائج ملموسة تساهم في كشف الانتهاكات "سنواصل النزول إلى الشارع كل يوم سبت حتى تتحقق مطالبنا كاملة"، داعية المجتمع الدولي إلى الاهتمام بما يجري في السويداء وإيصال صوت المحتجين إلى العالم.

أما سارة عزام فطالبت بفتح المعبر الإنساني وعودة المختطفات "السويداء بلا طحين، بلا خبز، بلا مواد غذائية إننا نطالب بحقنا في العودة إلى المدارس والجامعات ونعيش في أمان، نحنا مستمرين بالتظاهر لنوصل صوتنا ونحقق مطالبنا".

وأوضحت أن عدداً من الطلاب حرموا من الالتحاق بجامعاتهم بسبب انقطاع الطرق وصعوبة التنقل، مشيرة إلى أن استمرار الحصار يهدد مستقبل جيل كامل من أبناء المدينة.