نساء السويداء تتحدين العزلة وتخرجن تضامناً مع الشعب الكردي في ساحة الكرامة

خرجت نساء مدينتي السويداء وشهبا بسوريا في وقفة تضامنية بساحة الكرامة دعماً للشعب الكردي في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب.

روشيل جونيور

السويداء ـ "نحن لا نطلب أكثر من أن نضمن حرية المعتقد" بهذه الكلمات أكدت المشاركات في الوقفة التضامنية على أن الحرية والكرامة حق إنساني لا يرتبط بالانتماء الديني أو العرقي، وأن التضامن مع الشعب الكردي في وجه الهجمات المتطرفة واجب أخلاقي وإنساني لا يحتمل التأجيل.

رغم العزلة المفروضة على مدينة السويداء في سوريا بسبب انقطاع خدمة الإنترنت منذ أيام، خرجت مجموعة في وقفة تضامنية بساحة الكرامة، اليوم الأربعاء الثامن من تشرين الأول/أكتوبر دعماً للشعب الكردي الذي يتعرض منذ فترة لهجمات متكررة من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام.

وعلى الرغم مما سببه قطع الاتصالات من صعوبة في الدعوة والحشد، إلا أن أصوات المشاركات كانت واضحة وقوية، مؤكدات أن الحرية والكرامة حق لكل إنسان مهما اختلف انتماؤه الديني أو العرقي، وأن التضامن اليوم هو واجب أخلاقي وإنساني لا يحتمل التأجيل.

 

"نريد أن نحيا بحرية في بلد يحترم المعتقد والإنسان"

وقالت الناشطة إلهام الدبيسي من قلب ساحة الكرامة، إن "حضوري جاء تعبيراً عن وقوف نساء السويداء إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية الذين يواجهون اليوم ما وصفته بأنه تكرار للمأساة التي عاشها أهالي السويداء من ظلم وقتل وتشريد وحرق للمنازل"، مضيفةً أن الوقفة ليست فقط للتضامن بل للمطالبة بنظام يضمن الحقوق لكل المكونات".

وطالبت بنظام فيدرالي "جربنا حكم المركزية وذقنا مرارة الظلم، كانت مشكلتنا الأولى مع النظام السابق، أما اليوم فأصبحت مشكلتنا مع من يفترض أنهم شركاؤنا في الوطن، مع إخوتنا الذين شارك بعضهم في تهجيرنا وقتلنا، نحن لا نطلب أكثر من أن نحافظ على مكوننا الدرزي ضمن إطار وطني حر وأن نضمن حرية المعتقد وأن يكون للمرأة دور حقيقي في صناعة القرار".

وأشارت إلى أنهم خرجوا إلى الساحات مرات كثيرة من قبل لإسقاط نظام ظالم، لكن ما حل بعده كان أكثر قسوة ووحشية "نحن اليوم كنساء سوريات نتطلع إلى التعاون والتكامل لإيصال صوتنا للعالم، نريد أن نعيش بحرية، في بلد يحترم كرامة الإنسان وحريته ومعتقده، دون تمييز أو قمع".

 

"قلبنا معكم لأننا ذقنا ذات الكأس من الظلم والقهر"

أما رهام فرحات فعبرت عن تضامنها العميق مع الكرد قائلة "نقف اليوم تضامنا مع إخوتنا الكرد، الذين هم اليوم يذوقون من ذات الكأس الذي ذقناه نحن من قبل على يد ذات القوى الظلامية التي لا تؤمن بالتعددية ولا تعترف بالآخر، إنهم أشخاص لا يعرفون معنى الإنسانية بل يعيشون على القتل والدمار والإلغاء".

وأضافت "نحن لا نملك القدرة التي تملكونها على دعمكم كما دعمتمونا، لكن قلوبنا معكم وأصواتنا عالية، ولن نصمت، نحن أصحاب هذه الأرض ومن يحاول انتزاعها منا لن يفلح، أرواحنا رخيصة في سبيل كرامتنا وأرضنا، وقضيتنا واحدة ومبادئنا واحدة، نحن وإياكم إخوة بكل معنى الكلمة، جمعتنا المأساة نفسها ووحدتنا المقاومة ذاتها ضد الظلم والتطرف".

وأكدت أن "وقفتكم معنا في السابق لا تنسى، ونحن اليوم نردها بالموقف ذاته، ونحن نؤمن أن من يقف في صف الحق لا يهزم، وأن إرادة الشعوب أقوى من كل آلة حرب".

 

"نحن في خندق واحد ضد الإرهاب"

وفي كلمتها من ساحة الكرامة قالت راقية الشاعر إن التضامن مع الكرد اليوم واجب وطني وإنساني في وجه الإرهاب الذي يستهدف الجميع دون تمييز "نزلنا اليوم إلى الشارع تضامنا مع أشقائنا الكرد نتيجة للهجمات التي تتعرض لها أحياؤهم في الأشرفية والشيخ مقصود بحلب، وللتهديدات المستمرة التي تواجهها مناطق شمال وشرق الفرات التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية".

وأضافت "رسالتنا من السويداء من دروزها ونسائها إلى إخوتنا الكرد، نحن معكم قلباً وقالباً في مواجهة هذا الإرهاب التكفيري الداعشي، صراعنا جميعا ليس صراع سلاح فحسب بل هو صراع فكر متحرر ومتعلم ضد فكر ظلامي متخلف لا يعرف سوى القتل والسبي والحرق والدمار".

وأكدت أن "هذا الإرهاب العابر للحدود لم يأت صدفة، بل يسير وفق خطة لإبادة مكونات الشعب السوري بالتتابع، من العلويين في الساحل في شهر آذار، إلى مجازر السويداء التي شهدتها في تموز، وها هو اليوم يستهدف إخوتنا الكرد في الأشرفية والشيخ مقصود وشرق الفرات، لكننا نؤمن أن النور سينتصر على الظلام، وأن الحق سينتصر مهما طال الليل".