نساء السويداء تصرخن في وجه الطائفية والحرب

انتقدت نساء مدينة السويداء، الحكومة المؤقتة لعدم قدرتها على احتواء الأزمات في ظل ما يحدث من حرب طائفية لا تقل خطورة عن أزمة الأربعة عشر عاماً التي عاشها السوريين.

روشيل جونيور

السويداء ـ استنكرت نساء مدينة السويداء الحرب الطائفية التي امتدت في أنحاء البلاد في ظل تصاعد الأحداث التي تشهدها الساحة السورية وتحديداً في الجنوب أمام ما وصفنه بـ "الحرب الطائفية الممنهجة" التي بدأت في الساحل السوري باستهداف الطائفة العلوية، مروراً بصحنايا وجرمانا حيث طالت الاعتداءات أبناء الطائفة الدرزية، وصولاً إلى السويداء التي أصبحت مسرحاً جديداً لإراقة الدم والتهميش.

لم تعد النساء السوريات في السويداء قادرات على الوقوف متفرجات، فهن اليوم يطرحن سؤالاً وجودياً: أين هي الحكومة مما يجري؟ وهل يستحق السوريون كل هذا النزيف؟ ألم تكفهم أربعة عشر عاماً من الحرب، والقتل، والدمار، والتهجير؟

إنصاف عبد الباقي ناشطة حقوقية، تحدثت عما يجري في الجنوب السوري مستنكرة ما وصفته بـ "صمت وتقصير الحكومة" في حماية مواطنيها، وعدم قدرتها على احتواء الأزمات أو التصدي لمسببيها، وتقول "نستبعد تماماً أن تكون هذه الفوضى من فعل الصدفة هذه الحكومة مسؤولة عن الشعب السوري كافة لا عن طائفة دون أخرى من المفترض أنها تمثلنا جميعاً لكننا لا نلمس ذلك في الواقع".

وأضافت "لا نرى أي اهتمام بالشعب ولا حماية للمدنيين، بل هناك توجه واضح نحو المناطق الطائفية بشكل ممنهج ومدمر من الساحل إلى صحنايا إلى السويداء. ما يحدث من تدمير ممنهج يشبه "حريقاً في خصاب" يحرق الأخضر واليابس، ولا يميز بين طائفة وأخرى"، متسائلة "ما الذنب الذي اقترفناه نحن السوريين؟".

ولفتت إنصاف عبد الباقي إلى أنه "لقد نشأنا على أننا أبناء وطن واحد، لم نكن نعرف الطائفية كنا نعرف أنفسنا فقط كسوريين، فما الذي جرى حتى تتحول سوريا إلى دويلات طائفية تغرق في القتل والدمار؟".

من جانبها انتقدت إلهام النبواني ناشطة في الحراك السلمي في السويداء، بشكل صريح ما وصفته "النظام الحالي" الذي لا يقل قسوة عن النظام السابق، بل تجاوزه بممارساته الهمجية قائلة "لقد كنا نطالب بإسقاط نظام الأسد وخرجنا إلى الشوارع نردد شعارات الحرية والكرامة، لكن ما نعيشه اليوم هو أسوأ من أي وقت مضى. الحكومة الحالية بقيادة الجولاني فرضت علينا واقعاً مريراً، ومجازر الساحل وجرمانا وصحنايا ليست بعيدة عن الذاكرة، ومجزرة السويداء التي رافقت دخول داعش لن تنسى أبداً".

وتابعت "السويداء لم تتخل عن وطنها، ولم تفكر يوماً بالخروج عن الدولة، لكنها اليوم تشعر بالخذلان. كل ما يجري هو جزء من لعبة قذرة، تدار بأيادِ خفية تسعى لتمزيق الوطن نحن نرفض ذلك. نرفض الطائفية، نرفض التجييش، نرفض تحويلنا إلى أدوات في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل".

وتوجهت بدعوة لكل السوريين "علينا جميعاً أن نتحد، أن نوحد الكلمة، أن نعود إلى فكرة الوطن الواحد. إذا لم نتدارك ما يجري، فإن العواقب ستكون كارثية. نحن نريد دولة تسودها الحرية والعدالة ودولة القانون. نرفض القتل، ونرفض العبث بمصير البلاد، وإذا كانت هناك نية لبناء دولة حديثة من قبل الجولاني فيجب أن تبنى على أسس المواطنة، وفصل الدين عن الدولة، وطرد كل الوحوش البشرية التي جاءت معه لتدمير الوطن، لا لبنائه".

وختمت إلهام النبواني حديثها قائلة "أطفال السويداء جائعون. الموظفون بلا رواتب المؤسسات بلا امدادات، البلاد التي كانت مدمرة، دمرت أكثر هذا الوطن يستحق حياة أفضل، ونحن لن نصمت حيال ما يجري".