نساء العشائر العربية: هدف القائد أوجلان تعزيز العيش المشترك

أكدت نساء العشائر العربية في مخيم واشوكاني بمدينة الحسكة على دعمهن لرسالة القائد أوجلان التي تدعو إلى تعزيز التعايش السلمي بين مكونات الشعب السوري، معتبرات أنها جاءت في توقيت حساس يشهد فيه المجتمع السوري محاولات لإثارة الفتنة الطائفية.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ تشهد مدينة الحسكة، كسائر مناطق سوريا مرحلة دقيقة تتسم بالتوترات المتصاعدة، إذ تُبذل جهود حثيثة لإثارة فتنة طائفية بين مكونات المجتمع المحلي، مما يثير مخاوف جدية من احتمال اندلاع صراع داخلي.

في خطوة تهدف إلى درء الخطر عن مناطق سوريا وتعزيز السلم الأهلي، وجّه القائد عبد الله أوجلان نداءً إلى العشائر العربية في سوريا، داعياً إياهم إلى التكاتف ونبذ الفتنة من أجل الحفاظ على وحدة المجتمع واستقراره، وأكد في رسالته على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الكردي والعربي  وجاء في نص الرسالة "في أعماق التاريخ ثمة علاقات بين الشعبين الكردي والعربي، ولطالما كانت الصداقة والأخوة بين الشعبين في المقدمة، فحتى خلال ظهور الإسلام، سهلت هذه الصداقة اعتناق غالبية الكرد لدين الإسلام، والسبب الأساسي لذلك هو العلاقات المتينة بين الشعبين الكردي والعربي، وقد استمرت هذه العلاقات الأخوية بين الشعبين وتطورت لعدة قرون بعد الإسلام، هذه الوحدة التي تقودونها اليوم تاريخية من جهة، واجتماعية من جهة أخرى، ولها أساس سياسي أيضاً، لذا فإن لهذا الموقف وهذه الوحدة في سوريا أهمية بالغة ومعنى عظيم، أدعم أخوة ووحدة الشعبين الكردي والعربي لما لها من أساس تاريخي، لقد بنينا وطورنا أنفسنا على هذا الأساس وشكلنا رؤى قائمة على الأخوة والأمة الديمقراطية، يجب أن تكون جميع الشعوب متساوية وحرة وتعيش معاً وتحكم نفسها، يجب بناء المساواة والعدالة على هذا الأساس، يجب أن يعيش الكرد والعرب معاً، وهذا يعتمد أيضاً على دعمكم لقوات سوريا الديمقراطية، دعمكم لقوات سوريا الديمقراطية بالغ الأهمية والدلالة، أصدقائي الأعزاء بإمكانكم لعب دور مهم وتاريخي في بناء سوريا ديمقراطية وآمنة وموحدة وعادلة، من المهم أن يتحد العرب والكرد والسريان ـ الآشوريون وجميع سكان هذه الأرض المقدسة وأن يعملوا من أجل هذه الأخوة التاريخية".

وعبّرت نساء العشائر العربية  القاطنات في مخيم واشوكاني عن موقفهن من رسالة عبد الله أوجلان، مؤكدات أنها لاقت ترحيباً واسعاً بينهن، وأنهن يعتبرنها خطوة إيجابية وأنهن ستناضلن من أجل ترسيخ التضامن بين أبناء الشعب السوري بمختلف مكوناته.

 

دعوة للسلام والتضامن

 

 

زكية خضر إحدى ممثلات العشائر العربية، شددت على أهمية رسالة القائد عبد الله أوجلان قائلة "رسالة القائد أوجلان تهدف إلى تعزيز التعايش والسلم الاجتماعي، قبل ثورة روج آفا حاول نظام البعث إشعال حرب بين الكرد والعرب لكنه لم ينجح، لأننا كمكونات سورية نعيش معاً في سلام وأخوة، وحتى الآن نشهد على مواقع التواصل الافتراضي محاولات جديدة لإشعال حرب طائفية، ودعا القائد أوجلان في رسالته إلى التضامن والتعايش، نرحب بهذه الدعوة بصدر رحب ونطالب بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان".

وأشارت إلى أنه في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان هناك دعوة إلى المساواة والعدالة واحترام الأديان والمذاهب، واليوم يحيي القائد عبد الله أوجلان هذه الدعوة ويريد منع الحرب وإراقة الدماء.

 

 

أما بشيرة سليمان وهي ممثلة أخرى للعشائر العربية، أوضحت بدورها أن مطلبهم الرئيسي هو لقاء القائد عبد الله أوجلان "سوريا وطن جميع الشعوب كرد وعرب وسريان وأرمن وجميع الأديان والمذاهب، كفى معاناةً وتهجيراً واحتلالاً وإبادة، استجابة لدعوة القائد أوجلان سنناضل من أجل سوريا أفضل وأغنى سوريا حيث الجميع يحبون ويحمون بعضهم البعض ويتحدون، جاءت هذه الرسالة في الوقت المناسب".

وأكدت أن وجود النازحين في المخيمات ومقاومتهم هو دعم قوي لقوات سوريا الديمقراطية لأنها القوة الوحيدة التي تحمي جميع مكونات سوريا من الإبادة الجماعية.

 

دعم مشروع الأمة الديمقراطية         

 

 

من جانبها قالت ملك صالح ممثلة أخرى من العشائر، إن هناك حرباً خاصة تُشن ضد مشروع الأمة الديمقراطية "الوضع في سوريا لاسيما في إقليم شمال وشرق سوريا حساس للغاية، نشهد تهديدات بحروب وصراعات داخلية على وسائل التواصل الافتراضي، لكن في مناطقنا نحن نتحد وننتظم حول مشروع الأمة الديمقراطية الذي يحمي جميع المكونات من الإبادة والقتل والظلم والقمع والحرب الخاصة والتي تهدف إلى تدمير هذا المشروع، لكننا نرى أنه سينجح".

وحول أهمية رسالة القائد عبد الله أوجلان بالنسبة أكدت أن "لرسالة القائد أوجلان تأثير كبير علينا، سننظم أنفسنا حول مشروع الأمة الديمقراطية وندعم قوات سوريا الديمقراطية".