نساء الرقة تستنكرن استهداف ثلاث ناشطات من منبج
استنكرت نساء مقاطعة الرقة استهداف ثلاث عضوات من مجلس تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا خلال استهداف الاحتلال التركي للمقاطعة.
مركز الأخبار ـ خلال بيانين منفصلين أدلى بهما كل من هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة ومجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي، استنكرا استهداف عضوات تجمع نساء زنوبيا قمر السود الإبراهيم وعائشة عبد القادر وإيمان أحمد في مقاطعة منبج خلال هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على المقاطعة.
ناشدت كلاً من هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة ومجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في بيانين، اليوم الأربعاء 11 كانون الأول/ديسمبر، المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم المتكررة، ومحاسبة تركيا على اعتداءاتها السافرة التي تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية.
حيث قالت هيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا في بيانها أنه "بقلوب مفعمة بالحزن والغضب، ننعى استشهاد ثلاث من رفيقاتنا المناضلات قمر السود وعائشة عبد القادر وإيمان أحمد، العاملات في تجمع نساء زنوبيا، نتيجة قصف وحشي شنه الاحتلال التركي الفاشي على مدينة منبج في إقليم شمال وشرق سوريا، هذه الجريمة البشعة ليست مجرد هجوم عسكري، بل هي اعتداء مباشر على إرادة المرأة الحرة، ورسالة عنف موجهة لكل مناضلة تسعى لتحقيق العدالة والمساواة".
وأوضح البيان أن "المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ليست مجرد ضحية للصراعات، بل هي قوة ريادية تقود عملية بناء مجتمع ديمقراطي قائم على الحرية والكرامة الإنسانية. وعلى الرغم من دورها البارز، فإنها تواجه حرباً شرسة وممنهجة من قبل القوى المعادية التي تسعى لتدمير مكتسبات المرأة في المنطقة. إن استهداف النساء كما حدث مع رفيقاتنا الشهيدات البارحة، يُعد استمراراً لسلسلة طويلة من الجرائم، بدءاً من اغتيال الشهيدة هفرين خلف، التي قتلت بوحشية عام 2019، وحتى هذه اللحظة. المرأة في في إقليم شمال وشرق سوريا تعاني من تحديات كبيرة، حيث تواجه إلى جانب المعاناة الناتجة عن الحرب والنزوح، ضغوطاً اجتماعية وثقافية تعيق تحقيق المساواة. ورغم ذلك أثبتت المرأة قدرتها على الصمود والقيادة في مختلف المجالات".
وأشار البيان إلى أنه "في السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من المبادرات النسوية التي تسعى إلى تمكين المرأة والدفاع عن حقوقها، فإن هذه المبادرات تواجه مخاطر كبيرة، حيث تتعرض الناشطات للاستهداف والاضطهاد، والهجمات المتكررة، على ذلك المرأة ليست سوى انعكاس لسياسات عدوة تستهدف تمكين المرأة وتطلعاتها نحو الحرية، المرأة التي مثلت رمزاً للنضال والمقاومة، تتعرض للاعتداء العسكري والتهديد السياسي والهجمات الإعلامية وحتى العنف النفسي والاجتماعي، كل ذلك بهدف كسر إرادتها وتقويض نضالها التحرري".
وأكد البيان على أنه "في هذه اللحظة العصيبة، نؤكد أن دماء الشهيدات لن تذهب هدراً، بل ستكون وقوداً لنضالنا المستمر من أجل تحقيق أهدافنا في الحرية والمساواة، ونرفض الاستسلام أمام هذه الجرائم ونؤكد عزمنا على محاسبة المعتدين، والوقوف إلى جانب كل النساء اللواتي تدافعن عن حقوقهن في وجه الظلم والطغيان".
وختمت الهيئة بيانها بالقول "نناشد المجتمع الدولي وجميع المنظمات الحقوقية والإنسانية بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الجرائم المتكررة، ومحاسبة تركيا على اعتداءاتها السافرة التي تنتهك كل القوانين والمواثيق الدولية، الصمت على هذه الجرائم يُعد مشاركة فيها، وهو خيانة للقيم الإنسانية التي تنادي بالعدالة والسلام، نعاهد شهيداتنا أننا نواصل النضال على خطاهن، وأن تضحياتهن ستبقى نبراساً ينير طريقنا نحو الحرية".
كما أن مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي أدان واستنكر استهداف عضوات تجمع نساء زنوبيا في مقاطعة منبج، وجاء في بيانه "نستنكر وبأشد العبارات هذه الهجمات العدوانية التي يقوم بها الاحتلال التركي ومرتزقته على أهالينا في منبج وكافة مناطق شمال وشرق سوريا والمناطق المحتلة والتي ترقى إلى الجرائم".
وأكد البيان على أن "الهجمات التي يقوم بها الاحتلال التركي ضد شعوب المنطقة تؤكد على إفلاس سياسته التي يترجمها بشكل وحشي ضد شعوب المنطقة منتهكاً كافة القوانين والأعراف الدولية التي تعد جرائم حرب".
وأشار البيان إلى أن "لهذه اللحظة لم يظهر أي موقف للقوى الضامنة التي تدعي أنها تحارب الإرهاب تجاه هذه الاستهدافات التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها وهذا ما يؤكد على مدى الازدواجية التي يتم التعامل بها مع شعوب المنطقة"، لافتاً إلى أن الهدف من كل هذا ضرب مشروع الإدارة الذاتية الذي يهدف إلى نشر الديمقراطية بين الشعوب وأطياف المنطقة التي عاشت تحت سقف أخوة الشعوب.
وأكد البيان أن ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا تكللت بالنجاح وضلوع المرأة في المجال السياسي والعسكري والاجتماعي، ولهذا تقوم بمجازر عبر القصف العشوائي والمسيرات، ورغم ذلك أهالينا أظهروا شجاعة وصمود وقاوموا كافة أشكال الضغوطات والصعوبات بقدراتهم الذاتية وكل ذلك من أجل حريتهم التي كانت مسلوبة. واليوم يقومون بحماية إدارتهم الذاتية الديمقراطية لأهميتها في بناء مجتمع أخلاقي ديمقراطي حر ومتعدد الثقافات بإقليم شمال وشرق سوريا وكافة المكتسبات التي قامت بفضل دماء أبناء وبنات هذه الثورة".
وعاهد مجلس المرأة في ختام بيانه "نعاهد شهدائنا وشهيداتنا بأننا على دربهم سائرون وندعو على ضرورة الوحدة والتكاتف للتصدي للتحديات التي تواجه المنطقة وكافة القوى السياسية والشعبية والوقوف صفاً واحداً حول مشروع الأمة الديمقراطية".