"نريدهم وإن كانوا أعضاءً" أمهات المهاجرين تطالبن بمعرفة حقيقة اختفاء أبنائهم

عبّرت الأمهات اللواتي شاركن في وقفة احتجاجية عن استياءهن من التعامل مع ملف أبنائهن المفقودين، وطالبن الحكومة بالكشف عن الحقيقة وإن كانت مؤلمة.

زهور المشرقي

تونس ـ لم تأتي ظاهرة هجرة الشباب التونسي إلى خارج البلاد عبر البحر والذي يعد أخطر طرق الهجرة من فراغ أنما جاءت نتيجة تراكمات اقتصادية واجتماعية وسياسية تعاني منها البلاد.

تزامناً مع اليوم العالمي للمهاجر، نظّم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وقفةً احتجاجية بالعاصمة تونس، تنديداً باستمرار إهمال ملف المهاجرين غير النظاميين التونسيين، مؤكداً أن عائلات الأهالي لا يعرفون أي خبر عن أبنائهم إن كانوا على قيد الحياة أو غرقوا في البحر الأبيض المتوسط.

وشارك في الوقفة أمهات المهاجرين، وطالبن الدولة التونسية بالكشف عن مصير ابنائهن وتأكيداً للرواية التي تقول إن هؤلاء كانوا ضحايا الاتجار بالبشر في إيطاليا.

وحول ذلك قالت فوزية ثابت، وهي أم لطفل قاصر يبلغ من العمر 14عاماً هاجر بشكل غير نظامي، إنها لا تعرف شيئاً عن ابنها الذي غادر منذ عامين عبر منطقة قريبة من ولاية نابل بالوطن القبلي، لافتةً إلى أنها مصممة على معرفة حقيقة ما حصل له، مؤكدةً أن أبنائهن كانوا ضحايا للفقر والحاجة التي دفعتهم للهجرة والإلقاء بأنفسهم في البحر.

 

 

أما منيرة حاجي، وهي أم لشاب يبلغ من العمر 22عاماً أكدت، أن ابنها أيضاً هاجر تاركاً في قلبها لوعة وحُرقة، حيث أقدم على ذلك بعد فقدانه الأمل في بناء مستقبل أفضل ببلاده، ومشاركته في مناظرات وطنية منها السجون والإصلاح وقوبل ملفه بالرفض، معتبرةً أن الخطوة كانت نتيجة ليأس كبير دفعه للهجرة وفقدان الاتصال به.

ولفتت إلى أن ابنها هاجر مع 38 شخص آخر تم فقدان الاتصال بهم جميعاً منذ عامين "السلطات هي من دفعت بأبنائنا إلى الهجرة، ندعو رئيس الدولة للتدخل والتنسيق مع روما لمعرفة ما عاشه أبنائنا وهل وصلوا إيطاليا وتم قتلهم أم غرقوا؟" مناشدة السلطات للتواصل مع السلطات في إيطاليا وكشف حقيقة ما حصل.

 

 

أما حسنة الشتيوي، وهي أم لشابين أكبرهما يبلغ من العمر18عاماً، تحدثت عن مأساة فقدانهما منذ تشرين الأول/اكتوبر الماضي قائلة، إن هناك معطيات تقول إن أبنائهم تم تسليمهن لحرس الحدود الإيطالي وانقطعت أخبارهم إلى اليوم"، مطالبة الدولة بمساعدة الأهالي الذين اكتووا بنار الهجرة غير النظامية ولم يعرفوا إلى اليوم حقيقة ما حدث.

ودعا المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية المنظمات الأفريقية والدولية إلى التضامن للدفاع عن حقوق المهاجرين وحمايتها وتكثيف الجهود لمواجهة أنظمة الهيمنة الدولية التي تُنكلُ بالمهاجر وتحرمه من حقه في التنقل الآمن دون قيود إضافية على الحدود.

ويدعو المنتدى إلى تضامن قاري لمساندة المهاجرين والتكاتف ضد السياسات الإمبريالية التي تستغل المهاجرين وتتاجر بهم.

وعرفت تونس خلال السنوات الأخيرة تدفقاً للمهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء هرباً من الحروب والصراعات، على أمل العبور إلى أوروبا، وكانت مدينة صفاقس مركزاً لذلك ونقطة استقطاب أساسية لهؤلاء ومكان لمهاجرة قوارب الهجرة غير النظامية.

ووفق منظمات حقوقية بلغ عدد التونسيين المفقودين في أعقاب هجرة غير نظامية منذ2011 أكثر من خمسة آلاف مهاجر لازال مصيرهم مجهولاً.