نرجس محمدي تحذر من سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط
أعربت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، عن شكوك جدية في نوايا طهران النووية، محذّرة من تصاعد الإغراء العالمي لامتلاك الأسلحة النووية، بعد مرور 80 عاماً على إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما.

مركز الأخبار ـ يُقوّض السلاح النووي جهود السلام العالمي، إذ يخلق توازنات رعب ويزيد من احتمالات التصعيد العسكري، وامتلاكه يعزز منطق القوة ويضعف الحوار والدبلوماسية بين الدول.
اجتمعت خلال مؤتمر نظمته لجنة نوبل في العاصمة النرويجية أوسلو اليوم الأربعاء السادس من آب/أغسطس، نحو 100 دولة في هيروشيما باليابان، ملتزمة دقيقة صمت في الوقت نفسه الذي ألقيت فيه القنبلة الذرية على المدينة قبل 80 عاماً، ما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص.
وفي كلمة ألقتها عبر الفيديو من داخل إيران، وصفت الناشطة نرجس محمدي ما يُروّج له من "ادعاءات سلمية" في السياسة النووية الإيرانية بأنها مجرد شعارات سياسية لا تعكس الواقع.
وأبدت أسفها لأن البرنامج النووي لم يُسهم في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، مشيرةً إلى أن البلاد تعاني من نقص حاد في الكهرباء والمياه، حيث تعيش مناطق كاملة في حالة شلل لساعات، وأحياناً لأيام، دون أي خدمات أساسية.
وأضافت نرجس محمدي المفرج عنها في كانون الأول/ديسمبر الماضي لأسباب طبية، أن النظام الإيراني يمتلك حالياً 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مضطر لإخفائه، ما يزيد من تعقيد المشهد النووي في البلاد.
وأشارت إلى أن البعض يرى أن مستوى النزاع والتوتر في المنطقة بلغ درجة يصعب معها منع سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط.
ومع ذلك، شددت نرجس محمدي على أن الحل الحقيقي للأزمة يتطلب إجماعاً عالمياً وإرادة جماعية لمعالجة جذور التوترات والعمل على الحد منها.
وأكدت أن العالم يشهد اليوم توجهاً متزايداً نحو امتلاك الأسلحة النووية، خاصة في ظل سعي الحكومات التسلطية لضمان بقائها، وتكرار حالات غزو الدول لبعضها، وتراجع تأثير المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، مما يعزز رغبة الدول في امتلاك هذه الأسلحة بشكل متسارع.
نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، كرّست حياتها لمناهضة قمع النساء في إيران، خاصة ضد الحجاب الإلزامي وعقوبة الإعدام، وقد تعرضت للسجن مراراً على مدى 25 عاماً، وأمضت سنوات طويلة في سجن إيفين بطهران، تسلّم أبناؤها الجائزة نيابة عنها أثناء احتجازها، تكريماً لنضالها من أجل حقوق الإنسان والحرية.