ندوة توعوية حول تأثير التغيرات المناخية على النساء في اليمن

قدمت ندوة نظمها مركز البحوث ودراسات المرأة بجامعة تعز، ثلاث أوراق علمية متخصصة حول مناهضة العنف ضد المرأة وتمكينها لمواجهة الاحتباس الحراري وتغيراته المناخية وعلاقتها بالعنف الاقتصادي والزواج المبكر.

رانيا عبد الله

اليمن ـ نظم مركز البحوث ودراسات المرأة بجامعة تعز جنوب غرب اليمن، ندوة بعنوان "الاحتباس الحراري وتأثيراته المناخية يضاعف العنف ضد النساء"، وذلك ضمن فعاليات حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.

حضر الندوة التي نظمها مركز البحوث ودراسات المرأة بجامعة تعز أمس الأحد الموافق 8 كانون الأول/ديسمبر، عدد من الأكاديميين والأكاديميات وطلبة جامعيين من مختلف الأقسام، حيث قدمت الندوة ثلاث أوراق علمية متخصصة، تناولت الأولى "مناهضة العنف ضد المرأة وتمكينها لمواجهة الاحتباس الحراري وتغيراته المناخية"، والتي قدمتها الدكتورة إشراق هائل مديرة مركز البحوث ودراسات المرأة، وكانت حول تمكين المرأة من التصدي لتأثيرات التغيرات المناخية مع التركيز على العلاقة بين الاحتباس الحراري وازدياد العنف ضد النساء في المجتمعات المعرضة للتغيرات المناخية.

كما ناقشت الورقة أهمية زيادة الوعي المجتمعي والسياسات الحكومية التي تدعم حقوق المرأة في مواجهة التحديات البيئية مع تسليط الضوء على ضرورة تعزيز المشاركة النسائية في اتخاذ القرارات المناخية".

أما الورقة الثانية فكانت بعنوان "العنف الاقتصادي ضد المرأة الريفية وعلاقته بالتغيرات المناخية"، والتي قدمتها الدكتورة عائدة العكادي، تناولت خلالها تأثير التغيرات المناخية على الوضع الاقتصادي للنساء الريفيات والمشاكل الناتجة عن التغيرات المناخية التي تواجهها المرأة الريفية مثل الجفاف، وما تتعرض لها من عنف كالعنف الثقافي.

وأكدت الورقة على أهمية تطبيق سياسات متكاملة تدعم المرأة الريفية من خلال توفير أدنى حد من القروض والتدريب المهني وتحسين الوصول إلى الأسواق.

أما الورقة الثالثة التي قدمتها الدكتورة أفراح سلطان ناجي فكانت بعنوان "أثر التغيرات المناخية على الزواج المبكر"، تطرقت فيها إلى العلاقة بين الظروف الاقتصادية الصعبة الناجمة عن التغيرات المناخية وزيادة معدلات الزواج المبكر في بعض المناطق اليمنية.

وقد أوضحت الورقة أن الأسر الفقيرة تلجأ إلى تزويج الفتيات في سن مبكرة للتخفيف من الأعباء المعيشية حيث يكون الزواج المبكر في نظر هذه الأسر حلاً لتقليل من التكاليف الاقتصادية، وذلك يؤدي إلى تعريض الفتيات لمشاكل صحية ونفسية.

ودعت أفراح سلطان ناجي في ورقتها إلى ضرورة تبني سياسات اجتماعية تعليمية تهدف إلى توعية الأسر حول مخاطر الزواج المبكر وتعزيز فرص التعليم للفتيات كأداة لتمكينهن، وتوفير الدعم القانوني والاجتماعي لحمايتهن من أشكال العنف المختلفة وتفعيل السياسات الحكومية للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على النساء.

حيث قالت الدكتورة مديرة مركز بحوث ودراسات تنمية المرأة إشراق هائل، بأن "الندوة تعتبر فعالية توعوية، حرصنا على تنظيمها للتركيز على قضية العنف ضد النساء، حيث تزايد أشكال العنف ضد المرأة وخصوصاً مع التغيرات المناخية واستمرار النزاعات".

وأضافت "غالباً تعاني المرأة اليمنية من العنف بشكل خاص في ظل الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية، لذا رأينا في المركز اختيار موضوع التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، حيث أن القليل في المجتمع اليمني من يعرف عن هذه القضية أو المشكلة والتي تنعكس على المرأة بشكل سلبي، وهدفنا من هذه الندوة التوعوية التركيز على معاناة النساء ومضاعفة العنف ضدهن".

وقد أثريت الندوة بمداخلات من الحاضرين، كانت أبرزها دعوة لتكثيف الجهود البحثية والتوعوية لمواجهة التحديات التي تطرأ على حقوق المرأة نتيجة التغيرات المناخية، وتعزيز الجهود الأكاديمية والمجتمعية لمكافحة العنف ضد المرأة.