ندوة رقمية تؤكد على ضرورة وجود حوار بين الأجيال المختلفة

شددت المشاركات في الندوة الرقمية على ضرورة الحوار بين الأجيال من خلال التراث الثقافي لتعزيز الفكر النقدي وحل المشكلات.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ أكدت الندوة الرقمية الأولى ضمن سلسلة من ثلاث ندوات نظمتها جمعية النساء العربيات في الأردن وآفاق مدنية، على ضرورة أن يكون هناك حوار ما بين الأجيال، لتنمية قدرات الفئة الشابة وخاصة الفتيات، وإشراكهم في مواقع صنع القرار.

ضمت ندوة رقمية عقدت أمس الاثنين 18 كانون الأول/ديسمبر، ناشطين/ات من الأردن ولبنان ومنظمات المجتمع المدني من مصر وتونس، تم خلالها تقديم دراسات عدة تتناول قضايا حوار الأجيال والمجتمع المدني، والتحديات التي تواجهها الفئة الشابة ولا سيما النساء في العالم العربي.

وتعد هذه الندوة الأولى ضمن سلسلة من ثلاثة لقاءات سيضم كل لقاء منها دولتين، من بين الأردن، لبنان، مصر، تونس، المغرب، ليبيا، العراق، بالتنسيق بين جمعية النساء العربيات في الأردن وآفاق مدنية "وهو تحالف إقليمي يضم مجموعة من المنظمات الوطنية والإقليمية من شمال إفريقيا والشرق الأوسط"، وسيتم في ختام اللقاءات الثلاث المشاركة في دراسات تتناول القضايا الملحة، وتتضمن قصص نجاح لنساء رياديات.

وأديرت الجلسة من قبل الباحثة والناشطة في مجال حقوق الإنسان هيفاء حيدر التي شددت على دور الإعلام في الإضاءة على قضايا وحقوق النساء.

وسلطت الدراسات التي قدمت من قبل جمعية النساء العربيات في الأردن، الضوء على كيفية المساهمة في تطوير الحركة النسوية التي تضم مدافعات عن حقوق النساء في الأردن، وقد اختارت التوجه نحو بناء علاقات مع الجمعيات التي تقودها نساء في المجتمعات المحلية لزيادة تأثيرهن ضمن التنوع، عبر تنفيذ برامج تطمح لزيادة أعداد الجمعيات بهدف الدفاع عن المساواة وتمكين النساء وتحسين قدراتهن ومهاراتهن القيادية.

وتضمن مشروع "حوار الأجيال" المقدم من جمعية النساء العربيات خلال الندوة، محاور ثلاث وهي التواصل ونقل المعرفة بين الأجيال، ونشر قصص نجاح وتجارب لرياديات وجمعيات قيادية عبر وسائل عدة من الوسائل البصرية والسمعية، وطريقة الوصول للمعلومات الصحيحة وبسهولة عبر منصات خاصة، وكتيبات تم توزيعها على الأجيال الجديدة لزيادة انخراطهم في هذه القضايا.

أما المحور الثاني فهو لخلق حوار ما بين القياديين/ات والقطاع العام والخاص والشباب للوصول لأهم القضايا والمشاكل وإيجاد الحلول الناجعة بالشراكة مع الجهات المعنية بما تتواءم مع احتياجات الجهات والفئات العمرية المختلفة وضمن الهدف 17 من أهداف التنمية المستدامة لجهة تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة.

وركز المحور الثالث على دمج القيادات الشبابية وسط تحديات التمويل في ظل الأزمة الاقتصادية والتركيز على عدم التمسك بالسلطة وتطوير الفكر الجمعي، وتحدي أولويات الشباب التي تتضمن عدم الاهتمام بهذه القضايا بسبب الأزمة الاقتصادية حيث تم توعيتهم للاهتمام بهذه القضايا، وإعطاء الفرص لقيادات شابة في المناطق المختلفة ولا سيما من النساء.

وتطرقت عضو مكتب التعاون الدولي من ليبيا إيناس الشنقير خلال مداخلتها إلى "مشروع حول حوار الأجيال والتحديات التي أعاقت الانتخابات في ليبيا، وتضمن زيارات لمختلف المناطق في ليبيا، وآخرها في كانون الأول/ديسمبر وفي تشرين الثاني/نوفمبر في بني وليد في الشرق الليبي، ولا زالت تقام هذه الحوارات التي تناولت هذه القضية، والحلول التي يمكن أن تنبثق ليتم تبنيها من قبل الجهات المعنية، ومن ضمنها المنصة المنبثقة عن هذه المبادرة وهي منصة "ليش"، والمخصصة لتحليل الواقع الليبي على الصعيد الاجتماعي والثقافي والقانوني والسياسي والتنمية المستدامة".

بينما عضو جمعية الجوهرة الأردنية نوف الجازي فأوضحت أن الجمعية تسلط الضوء على العنف الاقتصادي ضد النساء الحرفيات من خلال العديد من المشاريع، والعمل على توعية الأطفال والفئة الشابة وتثقيفهم، مشيرةً إلى أنهم قاموا بتأسيس فريق تطوعي ومن ضمنه فريق للشابات، لنقل التدريبات والتوعية في مناطق البادية الجنوبية للتعامل مع المشاكل التي تعترض الأجيال الجديدة وخصوصاً البطالة وإيجاد الحلول لها.

ولفتت الدكتورة هيفاء حيدر في مداخلتها إلى اتجاه السلطات الأردنية لإلزامية تمثيل وإشراك نسب من الفئة الشابة ضمن كوتا معينة خلال انتخابات العام القادم في الأردن، وسينتج هذا الحوار نتائج هامة على صعيد المشاركة السياسية ومواقع صنع القرار وريادة الأعمال، وتنمية قدرات هذه الفئة لجهة التمثيل للفئات المختلفة وتناول القضايا الهامة للمجتمع ولا سيما قضايا النساء والفئات المهمشة.

وشددت الباحثة التونسية في الجندر من المعهد العربي لحقوق الإنسان جيهان عباس على "أهمية التمثيل وإعطاء صوت لكل الفئات والشمولية في الدراسات وأهمية إدماج "تقاطعات" بين الجمعيات والمنظمات العربية في الحوارات النسوية التي تعمل على قضايا مماثلة".

وحثت الناشطة النسوية وعضو جمعية أبعاد هلا جميل على ضرورة التعاون بين مختلف المنظمات والجمعيات لإشراك الفئة الشابة في مواقع صنع القرارات والسياسات ولا سيما النساء منهن.