"نضالنا وآمالنا" ندوة رقمية لتسليط الضوء على حقوق النساء والتحديات التي تواجههن
بمشاركة ناشطات من مختلف الدول، نظمت أكاديمية جنولوجي ندوة رقمية عبر الزوم تحت عنوان "نضالنا وآمالنا" موجهة لنساء الشرق الأوسط.

سوزان أبو سعيد
بيروت ـ أكدت المشاركات في الندوة الرقمية على أهمية تكاتف النساء لتتمكن النساء من نيل حريتهن وتحقيق العدالة والتخلص من العنصرية ومواجهة التحديات.
نظمت أكاديمية جنولوجي ندوة رقمية عبر تطبيق الزوم تحت عنوان "نضالنا وآمالنا" موجهة لنساء الشرق الأوسط، بمشاركة 50 ناشطة من لبنان وسوريا ومصر.
وقالت الدكتورة كريمة نحفاوي من مصر "أثرت النزاعات على المرأة لأن هناك نظرة تمييزية بناء على النوع، على الرغم من قيام الأمم المتحدة باتفاقيات عدة تنص على نبذ التمييز منها في عام 1970، إضافة إلى المادة 136 في منهاج بيجين الذي صدر عام 1995، والتي تنص على حماية المرأة في مناطق النزاع، حيث تشكل النساء والأطفال قرابة 80 في المائة من ملايين اللاجئين وغيرهم من النازحين في العالم بمن فيهم النازحين داخلياً المحرومون من كافة حقوقهم ومهددون بالعنف وانعدام الآمان، كما جرى في غزة حيث بلغ عدد الضحايا 50 ألف قتيل 70 % منهم من النساء والأطفال".
وأوضحت أنه "في الآونة الأخيرة شهدنا استخدام سلاح الاغتصاب ضد النساء سواءً في السودان أو في فلسطين وغزة، ولا ننسى ما تتعرض له النساء في سوريا ولا سيما الكرديات من قمع وقتل وتشريد، وهو ما تنتهجه تركيا بصورة متواصلة خصوصاً ضد النساء، في محاولة لاقتطاع المزيد من الأراضي".
وأشارت إلى أن هناك الكثير من الدول لا تلتزم بالاتفاقيات الدولية منها الاتفاقية 190الصادرة عن منظمة العمل الدولية وهي متعلقة بمناهضة العنف في أماكن العمل والتي لم يصادق عليها أي بلد عربي ففي مصر تناضل النساء لأجل التصديق على هذه الاتفاقية"، موضحةً أنه في السودان هناك تطهير عرقي حيث تتبع قوات الدعم السريع أسلوب نهب الممتلكات والتهديد والقتل كما أنها اغتصبت النساء، ووفقاً للإحصاءات هناك المئات من حالات القتل والاغتصاب وتعرض الأطفال للعنف فضلاً المجاعة بسبب نهب المساعدات الإنسانية، أما بالنسبة للنساء في فلسطين فالقوات الإسرائيلية لا تزال مصممة على التطهير العرقي وعلى التهجير القسري في غزة والضفة الغربية لتقيم دولتها".
وأوضحت كريمة نحفاوي "في ليبيا يزداد العنف الأسري وهناك احصائيات تؤكد زيادة هذه الحالات فضلاً عن نسب الزواج المبكر، وهو مرتبط بالتعنيف وآثاره الخطيرة، ووفقاً لمنظمات حقوقية فإنه بجانب الزواج المبكر تعرضت النساء للإخفاء القسري والاغتيال بحق المهاجرات واللاجئات، بل تم اعتبارهن أهدافاً عسكرية في شرق وغرب ليبيا بسبب الانقسام السياسي، وهناك جهات سياسية تمنع المرأة من ممارسة حقوقها السياسية، كما أنها تمنع من الإرث في حال زواجها من أجنبي وأمثلة كثيرة أخرى".
وأضافت "لا ننسى داعش والقاعدة التي استخدمت النساء تحت ما يسمى بجهاد النكاح، حيث تم القبض على ناشطات بينهن الناشطة حنان البر التي تم قتلها في تشرين الثاني 2020، وفريحة الملكاوي من درنة وغيرهن، وفي اليمن تعاني النساء من سوء التغذية والأوبئة والمخاطر نتيجة الصراع وتدهور الوضع الاقتصادي وقلة فرص العمل وزيادة الفقر".
ومن كردستان قالت الناشطة إيلاها سدر "أنها تناولت في محاضرتها الانتفاضة الشعبية في إيران وشرق كردستان، وكيف يكون نضال المرأة وكيف تصل إلى أهدافها وما هي البدائل في الوضع الحالي، وكيف أثرت رسالة القائد أوجلان على الوضع العام من منطلق السلام وتأثيرها على النسوية العالمية، إضافة إلى نضال المرأة على الجغرافية السياسية لإيران ضد العنف بأنواعه والفقر والزواج المبكر والخوف من ممارسات السلطة التي تقمع حراك النساء كونه يشكل خطراً على المنظومة الموجودة، وكيف يمكنني مقاربة ما حصل في إيران لجهة انتفاضة النساء لنيل حقوقهن والتي أصبحت نضال عالمي لانطلاقة المرأة".
وأكدت أنه "يجب أن يكون هناك حراكاً قوياً خاصاً بالنساء ليكون لديهن القدرة على إحداث التغيير ودوراً أساسياً وقدرة للتعبير عما تردنه على كافة المستويات والمجالات والقدرة على إحداث التغيير بالدعم من الحركات النسوية العالمية التي تدعو لنبذ العنصرية بأوجهها المختلفة وهو ما شهدناه من تكاتف، ولكن بالمقابل وبسبب عدم تكاتف النساء في إيران فإن تطور هذه الحراك كان دون المستوى المطلوب بسبب سياسات القمع التي تتبعها السلطات الإيرانية".
ودعت إلى تكاتف النساء لتتمكن النساء من الحصول على الحرية والعدالة والتخلص من العنصرية ومواجهة التحديات، وأن تتحد النساء في مواجهة كافة الاختلافات والتخلص من الذكورية والعنف، ومن المهم أن تنشأ مجالس للنساء تدعو للقيم العالية من عدالة ومساواة وحرية "يهمني الإشارة إلى رسالة القائد أوجلان الموجهة للنساء، كما أن كلمات Jin Jiyan Azadî كانت أكثر من مجرد كلمات بل شيء تم تطبيقه في جميع مجالات الحياة".
من جانبها أوضحت الناشطة أمينة عمر أن هناك حركة للنساء ونضال مستمر ومنظم من كافة الإثنيات من سريان وعرب في إقليم شمال شرق سوريا ومنذ عام 2012، قمن بتغييرات في المجتمع وكانت تجربة النساء في إقليم شمال وشرق سوريا مختلفة على الرغم من أنهن تعرضن للقمع والعنف لكنهن ناضلن من أجل إحداث تغيير جذري في المجتمعات، وتمكن من مواجهة قمع النظام السوري بالتكاتف فيما بينهن.
وأكدت أن تنظيم النساء في كافة المجالات هو جزء من حماية المكتسبات التي نلنها بسبب نضالهن معاً من كافة المكونات، ولا يمكننا أن ننسى من ناضلنا من أجل الوصول إلى مراكز صنع القرار على الرغم من أنهن لا تزالنا تتعرضن للعنف من قبل الاحتلال التركي.
وأوضحت "كنساء عملن لسنوات من أجل تحرير النساء والحصول على حقوقهن، وقد عقدنا لقاء بإجماع 600 امرأة أكدنا خلاله على الدور الأساسي للمرأة في سوريا الجديدة والنظام الانتقالي، من خلال التحضير لمؤتمر نسائي وبناء علاقات مع النساء في السويداء والداخل السوري وفي كافة المناطق لنستطيع العمل بشكل مشترك ومساعدة النساء وتنظيمهن للحصول على حقوقهن المشروعة".
وأضافت أن "رسالة القائد أوجلان في الثامن من آذار أعطتنا أملاً كنا بحاجة إليه ودعماً معنوياً ومساندة للنساء في نضالهن حيث أكد على دور النساء الأساسي في المجتمع وبأنه إن لم تتحرر المرأة فلن يتحرر المجتمع، فالمرأة هي الكون والتي تربي المجتمعات، وعلينا أن نرفع وتيرة نضالنا للحصول على الحقوق والسلام في كل أنحاء العالم عبر التركيز على كلمة الديمقراطية والنظام الديمقراطي في خطابه وهو القادر على مواجهة التحديات والخلافات" مؤكدةً أنه "يجب التكاتف والتنظيم بين النساء فما حققناه لا يتجاوز10 % مما علينا تحقيقه، لذا علينا تجاوز الخلافات وجمع قوانا في كافة المناطق من العالم لمواجهة المجتمعات الأبوية والذكورية المهيمنة".
بدورها قالت عضوة هيئة النشر في مجلة جنولوجي روجدا يلدز من شمال كردستان "نعمل في مجلة جنولوجي على توثيق نضال المرأة عبر التاريخ وحتى يومنا الحالي، والبحث بقضايا المرأة بصورة عميقة ونتابع ما يقوم به حزب العدالة والتنمية من خلق للأزمات، والهجمات التركية التي تتعرض لها النساء"، مشيرةً إلى أن الظروف التي تعيشها كثير من النساء ليس لها أسس علمية أو منطقية، فالعديد يرون المرأة ضمن العائلة ولا يؤمنون بالمساواة، خصوصاً وأن هناك مستوى كبير من العنف ضد النساء في المنطقة، وهناك 370 امرأة تم قتلهن مؤخراً، وهناك حالات مختلفة يشك بأنها تعرضت للعنف ولا يتم الكشف عن الفاعلين، مع ارتفاع وتيرة العنف في المنطقة خصوصاً في السنوات العشر الأخيرة".
وأكدت أن تحقيق المساواة في المجتمع يتم باتباع سياسات متطورة تكافح التمييز ضد المرأة "يتم تصوير حالات العنف ضد المرأة على أنها حالات انتحار، فهناك سياسة متبعة لتعميق العنف ضد المرأة تطال الأطفال أيضاً، كما قامت الدولة التركية بتغيير رؤساء البلديات للمرة الثانية في المناطق التي تسيطر عليها بهدف وقف نشاط النساء".
وقالت "نسعى لرفع وتيرة النضال وعقد اتفاقات مع النساء في المنطقة والنقاش حول السلام من أجل توحيد الرؤى والأعمال وتنظيم الكثير من ورش العمل والندوات حول جنولوجي لمواجهة العنف".
ولفتت إلى أن "النداء الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان ليس موجهاً للنساء فحسب، بل لكافة فئات المجتمع وكان بمثابة أمل وطريق جديد للمجتمعات، وكان بالنسبة لنا حافزاً ونهضة كبيرة للنساء في المرحلة الجديدة والقادمة والمرتبطة بصورة أو بأخرى بهويتنا كنساء كرديات، وكانت هذه الرسالة ترسم طريق لنا كنساء وكيفية توحيد جهودنا لاستمرار نضالنا وبث المزيد من الآمال لدى كافة فئات المجتمع".