نضال المرأة السورية في مواجهة عقلية القمع والقتل

أكدت فيان آدار، القيادية في وحدات حماية المرأة "YPJ"، إن ما يجري في سوريا يكشف عن عقلية قائمة على القتل "نحن نرفع شعار Jin Jiyan Azadî""، بينما هم يروجون لفكر يرى أن المرأة لا تستحق الحياة بل الموت".

رونيدا حاجي

الحسكة ـ في العديد من المدن السورية الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام الجهادية التي تولت إدارة ما يعرف بالحكومة السورية المؤقتة، تتعرض هوية المرأة لانتهاكات ممنهجة، وتكشف أعمال العنف ضد النساء والمجتمع في الساحل السوري ومدينة السويداء عن الوجه الحقيقي لهذه الحكومة.

في ظل الصراعات المستمرة التي تعصف بسوريا، تبرز قضية المرأة كواحدة من أكثر القضايا تأثراً بالعنف والانتهاكات، فقد تحولت النساء إلى ضحايا لسياسات سلطوية وقوى متطرفة تمارس بحقهن أشكالاً متعددة من القمع، والخطف والاغتصاب إلى القتل والتهميش، وفي هذا السياق، تتعالى أصوات نسوية تطالب بالتحرر والتنظيم والدفاع الذاتي، رافضةً الخضوع لواقع يكرس الذكورية ويُقصي المرأة من دورها الفاعل في المجتمع.

تقول القيادية في وحدات حماية المرأة "YPJ" فيان آدار، أن عقلية الحكومة السورية المؤقتة بقيادة جهاديي هيئة تحرير الشام، تسعى لفرض هيمنتها على سوريا من خلال التهديد والإبادة الجماعية "الوضع الراهن والتطورات في سوريا مأساوية للغاية، خصوصاً ما يتعلق بالأفعال التي تستهدف المجتمع عبر النساء، من خطف وقتل واغتصاب، تُفتح الأبواب أمام جميع أشكال السلوكيات غير الأخلاقية، الاغتصاب مستمر في العديد من المدن السورية، وقد يكون واضحاً في الساحل السوري والسويداء، لكنه يُمارس بشكل خفي في دمشق وحلب وإدلب، حيث يسعى المسؤولون دائماً إلى التستر على جرائمهم".

وأكدت على أن قتل النساء يُعد بمثابة قتل للحياة، مشيرةً إلى أن "عقلية نظام البعث كانت تقوم على اللون الواحد، واللغة الواحدة، والعلم الواحد، والأمة الواحدة، وهي ذات العقلية التي تفرضها هيئة تحرير الشام من خلال سلطتها في الوقتال الحالي، هذا يعني أنها نفس العقلية التي تُمارس القمع والإقصاء، ونحن في وحدات حماية المرأة ندين بشدة هذه الأعمال والممارسات التي تُنفذ بحق النساء والمجتمع، ونرفضها".

وأضافت "جميع السوريات يعانين اليوم من نفس الظروف التي تعيشها النساء في السويداء والساحل السوري، والنساء الكرديات، الآشوريات، السريانيات، الأرمنيات، الإيزيديات، الدرزيات، العلويات، والعربيات جميعهن في دائرة الخطر"، لافتةً إلى أن "ما يحدث في سوريا يكشف أن العقلية السائدة ليست عقلية تنشأ الحياة، بل عقلية قتل وإقصاء، نحن نرفع شعار Jin Jiyan Azadî""، بينما جهاديي هيئة تحرير الشام يروجون لفكرة أن المرأة لا تستحق الحياة بل الموت، هذا يتناقض تماماً مع فلسفتنا ونضالنا".

وتابعت فيان آدار حديثها مؤكدةً على أهمية يقظة النساء في كل مكان "سنعزز نضالنا بالتعاون مع جميع مؤسسات الإدارة الذاتية، وكوحدات حماية المرأة سنقف إلى جانب جميع النساء السوريات، فالعقلية التي تسعى إلى تدميرنا ليست محصورة في سوريا فقط، بل تُمارس الأفعال نفسها ضد النساء في دول أخرى أيضاً، وإن كانت غالباً بشكل أكثر سرية وتحت ستار حرية الرأسمالية المُضللة".

وأضافت "لهذا السبب، ندعو جميع نساء العالم إلى اليقظة والحذر، ونداءنا موجه بشكل خاص إلى نساء السويداء وفلسطين، لأنهن يتعرضن حالياً لأبشع أشكال الانتهاك، وإذا لم تبنِ النساء وحدتهن، ولم يشكلن قواتهن الجوهرية بقيادة نسائية، ولم نُرسخ تضامننا كنساء سوريات، فلن نتمكن من تغيير هذه العقلية القائمة على القتل والاغتصاب".

وسلطت فيان آدار الضوء على قوة وعزيمة فوزية فخرالدين في نضالها من أجل الحرية، داعيةً إلى مواصلة هذا الطريق "سلاحنا الدفاعي الأقوى هو الوحدة والتنظيم، ومن خلالهما فقط نستطيع حماية وضمان وجود المرأة السورية، لم يفت الأوان بعد، لكن إذا استمرينا في الانتظار، فقد يصبح الوقت متأخراً جداً، لذلك، يجب على النساء في كل منطقة في سوريا أن يبدأن بتنظيم أنفسهن والدفاع عن أنفسهن، وعلى جميع نساء سوريا أن يتخذن من الشهيدة فوزية فخرالدين مثالاً يُحتذى به، وأن يتأملن كيف واجهت الانتهاكات بشجاعة رغم تقدمها في السن، واستشهدت وهي تقاوم، على نساء السويداء أن يحافظن على ذكرى تلك المرأة القوية والعازمة، أم الحرية، من خلال التنظيم والتثقيف والدفاع الذاتي".

واختتمت القيادية في وحدات حماية المرأة "YPJ" فيان آدار حديثها بالتأكيد على أن المؤسسات التي تأسست بعقلية سلطوية لا تضمن حقوق المجتمع خاصة المرأة "نحن لا نطلب الحرية من أحد، ولا يمكننا أن نطلبها من أولئك الذين أسسوا الفكر السلطوي القائم على الشوفينية الذكورية والتمييز الجنسي والعنصرية، وهو فكر متجذر في التاريخ منذ عهد السومريين ولا يزال مستمراً حتى اليوم، نحن نصنع الحرية، لذلك، يجب أن نثق بأنفسنا، ونحميها بقوتنا الجوهرية، ونرسم طريق الحل والحماية بأيدينا".