نازحة هُجرت مرتين: سنكون دائماً في خضم النضال

قالت إحدى مهجرات عفرين المحتلة بإقليم شمال وشرق سوريا والتي عانت من التهجير القسري لأكثر من مرة بسبب هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته "سنكون دائماً في ميادين النضال".

زينب عيسى

الرقة ـ لم يكتفي الاحتلال التركي ومرتزقته من تهجير أهالي عفرين إلى الشهباء ليتم تهجيريهم مرة ثانية في ظروف مناخية ومعيشية مزرية وصمت دولي خانق تجاه الانتهاكات بحق أهالي المنطقة.

هاجمت مرتزقة الاحتلال التركي مدينة حلب ومقاطعة الشهباء في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، التي يقطنها الآلاف من مهجري عفرين الذين اجبروا على النزوح مرة أخرى نتيجة لتلك الهجمات، بعد أن تعرض الكثير منهم للعنف والقتل، وتوجهوا إلى إقليم شمال وشرق سوريا بحثاً عن الأمان والاستقرار.

شيرين أحمد نازحة من مدينة عفرين المحتلة، اضطرت للنزوح إلى مقاطعة الشهباء بسبب احتلال مدينتها، ولم تكن هذه المرة الأولى والأخيرة التي ستهجر فيها، فعندما هاجمت المرتزقة مقاطعة الشهباء، اضطرت شيرين أحمد للنزوح مع الآلاف أهالي إلى إقليم شمال وشرق سوريا.

 

"عندما كنا في الشهباء كنا نتمنى دائماً العودة إلى عفرين"

روت شيرين أحمد قصة تهجيرها من عفرين إلى الشهباء "كنا نعيش في مدينة عفرين حياة طبيعية، وكان الناس دائماً يتداولون أنه ستكون هناك هجمات على المدينة، لكننا لم نكن نصدق ذلك، إلا بعد أن رأينا ما حدث في عام 2018 حيث بدأ الاحتلال التركي بشن هجمات مكثفة على عفرين ومن شدة العنف والانتهاكات هجرنا من منازلنا وتوجهنا إلى الشهباء".

وأضافت "كأهالي عفرين واجهنا الكثير من الصعوبات والمشاق في رحلة النزوح فمعظمنا بقيت عائلاتهم ولم يغادروا أرضهم كما تفرق العديد من الأطفال عن أمهاتهم، وحتى بعد أن وصولنا إلى الشهباء كان لدينا دائماً أمل بالعودة إلى عفرين، كأهالي عفرين لم نفقد الأمل أبداً".

 

"كنازحين في الشهباء لم نسلمهم المدينة بسهولة"

أما عن تهجيرها من الشهباء إلى مدينة الطبقة قالت شيرين أحمد "بعد 7 سنوات من التهجير واصلنا حياتنا في مدينة الشهباء، لكن عندما هاجم الاحتلال التركي ومرتزقته مدن حلب وتل رفعت والشهباء في 27 تشرين الثاني، حاولوا تهجيرنا مرة أخرى، لكننا كأهالي ونازحي الشهباء لم نسلم مدينتنا لهم بسهولة، بل صمدنا حتى أجبرنا على مغادرة المدينة عنوةً عنا، لقد توجهنا إلى إقليم شمال شرق سوريا حيث الأمان والاستقرار، ووصلنا إلى مدينة الطبقة، لقد عانينا الكثير من البرد والمشقة في الطريق".

 

"الإدارة الذاتية جهزت لنا أماكن آمنة"

وذكرت شيرين أحمد أن الإدارة الذاتية هيأت لهم كافة مقومات الحياة ووفرت لهم الأماكن الآمنة "عندما هجرنا من الشهباء وتوجهنا إلى الطبقة، لم يكن معنا سوى القليل من الأمتعة، وعندما وصلنا إلى الطبقة حاولت الإدارة الذاتية تقديم كل ما تستطيع لنا حيث جهزت لنا أماكن آمنة للمبيت بالإضافة للملبس لتقي أطفالنا البرد القارس، كان هناك نساء طاعنات في السن وأغلبهن مرضى، كما أحضروا لهن وللأطفال الأطباء لعلاجهم".