نازحات من الجنوب اللبناني تروين معاناتهن جراء الهجمات الإسرائيلية
أدت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على الحدود الجنوبية في لبنان إلى نزوح العديد من المواطنين نحو أماكن أكثر أمناً، تاركين خلفهم منازلهم وأرزاقهم.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ يستمر نزوح العائلات من الشريط الحدودي للبنان مع إسرائيل، لليوم 19 على التوالي، حيث تم تجهيز المدارس في مدينة صور اللبنانية لإيواء عدد منهم، بينما تبرع عدد من المستثمرون بوحدات ضمن مجمعات سكنية، واتجه عدد كبير منهم إلى مدن صيدا وبيروت وصولاً إلى مدينة عالية لاستئجار المنازل، إلى حين الانتهاء من هذه الهجمات التي يبدو أنها آخذة في التفاقم.
وفقاً لهيئة إدارة الكوارث بلغ العدد الإجمالي للنازحين 7301 شخصاً، بينهم 7173 لبنانياً، و131 سورياً، توزعوا على المدارس منها مهنية صور، تكميلية صور للبنات، تكميلية صور الثانية للبنات وغيرها، وبيوت إيواء في قرى قضاء صور مثل السماعية، برج رحال، برج الشمالي، المساكن، العباسية، طير دبا، معركة وغيرها، بينما استأجر عدد منهم منازل في مدينة صور، صيدا، العاصمة اللبنانية بيروت وصولاً إلى مدينة عاليه في جبل لبنان.
وفاء درويش نازحة من بلدة الضهيرة بقضاء صور في جنوب لبنان قالت "كنا نعيش بأمان في منازلنا، وفجأة بدأ القصف والهجمات علينا، ولا نعلم من أي جهة تنهال علينا القذائف، لذلك خرجنا من منازلنا خوفاً على أرواحنا".
وأكدت "نحن نحب السلام لا الحرب، ونريد العودة إلى منازلنا، فنحن لا نستطيع تحمل هذا الأمر، فأنا أعمل في قطاف الزيتون، وقد ضمنت كرماً للزيتون لأسدد ديوناً مترتبة علي، لنتفاجأ بحرب لم نتوقعها دمرت كل شيء".
من جهتها، قالت رسمية قاسم من بلدة بنت جبيل "بعد بدء القصف، نزحنا مع أولادنا إلى مهنية صور الفنية، وتم تأمين الخدمات والمساعدات لنا، لكنها لا تعادل لحظة بقاء في منزلنا وعلى أرضنا".
وقالت فاطمة محمد عبدالله من بلدة الناقورة "نزحنا أنا وابنتي من الناقورة، منذ أكثر من 16 يوماً بعد تعرض البلدة للقصف، فأنا لدي العديد من المشاكل المرضية حيث أعاني من ضيق بالتنفس، وربو، وانخفاض في مستوى الأوكسجين، وارتفاع ضغط الدم وزادنا النزوح معاناة أكثر، وأتمنى العودة إلى منزلي والعيش على أرضي".
ومن المتوقع أن يرتفع عدد النازحين من البلدات الحدودية مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، حيث تتغير أرقام النازحين يومياً وفقا لهيئة إدارة الكوارث، علماً أن هذه الأرقام هي المسجلة لدى الهيئة، بينما الأرقام المتداولة تصل إلى أكثر من 20 ألفا نازح.
والجدير بالذكر أن الهجمات الإسرائيلية طالت الشريط الحدودي الواصل مع لبنان، بعد تنفيذ حركة حماس عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وقد تسببت الغارات المكثفة بمقتل ما لا يقل عن 7326 شخصاً في قطاع غزة معظمهم نساء وأطفال، فيما أصيب ما لا يقل عن 18 ألف و484 شخصاً، بينما لا يزال الآلاف مفقودين تحت الأنقاض.