ناشطة سياسية تؤكد معارضتها لأي نوع من الإعدام تحت أي ذريعة كانت

أكدت الناشطة السياسية هيلين نصرت أن الأهالي في إيران يناضلون ضد الحكومة، لكن يتم قمعهم وإعدامهم.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ أثار إعدام ثلاثة محتجين متهمين في قضية "بيت أصفهان"، ردود فعل دولية واحتجاجات واسعة، وشهدت مدينة كولونيا بألمانيا أمس السبت 20 أيار/مايو، تظاهرة للإيرانيين المقيمين في ألمانيا ضد الحكومة الإيرانية وتنفيذ حكم الإعدام.

على هامش التظاهرة، تحدثت وكالتنا مع الناشطة السياسية هيلين نصرت، حول كل ما يحدث في إيران، بما في ذلك الإعدامات الواسعة النطاق، والتغييرات التي حدثت في العلاقات الخارجية الإيرانية، مشيرةً إلى أنه "يُعتقد أنها تستند إلى تنازلات إيران، لذلك يلتزم المجتمع الدولي الصمت في مواجهة عمليات الإعدام الواسعة النطاق، وكذلك عودة المحتجين إلى الشوارع وبداية الاحتجاجات الليلية".

وأكدت على أهمية نضالات الأهالي داخل إيران، معتبرة التجمعات الاحتجاجية خارج إيران هي السبيل الوحيد لرفع صوت الشعوب "الدول الأخرى تدعم الشعب الإيراني عندما تعلم أن هناك عدداً كبيراً من الناس في الداخل يناضلون ويساندون بعضهم البعض، والدور الوحيد الذي نلعبه خارج إيران هو نقل أصواتهم بشكل أوضح لشعوب أوروبا وأمريكا حتى يعرفوا أن الناس في إيران يقاتلون ضد الحكومة، لكن يتم قمعهم وإعدامهم".

وأضافت "لكن ليس من المستبعد أن تقيم الحكومة علاقات مع رؤساء الدول المختلفة لمصالحهم الخاصة، ولن يلتفتوا إلى احتجاجات الشعب خارج إيران ولن يهتموا بالجرائم المرتكبة في إيران".

 

أهمية نضالات الناس داخل إيران

واعتبرت هيلين نصرت نضالات الشعب داخل إيران فاعلة للغاية في تحديد حركة "Jin jiyan azadî" وإسقاط الحكومة الإيرانية، مشيرة إلى أن الحكومة حاولت تنمية جماعات الضغط في أوروبا منذ 40 عاماً وفي جميع الأطراف "ما يمكننا القيام به هو قطع أيديهم عن أوروبا والتواصل لسماع صوت الناس في إيران، لكن في الواقع أن كل هذا تحدده نضالات الشعب داخل إيران، ولا يسعنا إلا أن ندعمه".

ولفتت إلى أنه "لا نتوقع أن تتمكن الحكومات الأخرى من تغيير الجمهورية الإسلامية، لأنهم عندما يدركون أن الشعب لا يقبل بالجمهورية الإسلامية وأن معارضة أخرى قد تشكلت داخل إيران، ويمكنهم الدخول في مفاوضات معها، فإنه ستتدهور العلاقات، وسينفصلون عن الجمهورية الإسلامية. رغم التخوف من تجاهلهم لجرائم الحكومة الإيرانية لمصالحهم الخاصة، إلا أننا نحاول منع حدوث ذلك".

 

رفع صوت الحركة النسائية داخل إيران

وفي إشارة إلى تنظيم مسيرات احتجاجية خارج إيران، أكدت على أهمية مرافقة مختلف الأطراف الأجنبية " من الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة خارج إيران أنها تحدثت مع نفسها، لكننا منذ فترة نحاول الاتصال بأطراف مختلفة هنا. على سبيل المثال، ليس لدينا اليوم متحدث إيراني، لقد منحنا المنصة لشابين لتنفيذ البرنامج، لكن إحدى المحاضرات التي دعوناها، ديانا زيبرت، هي إحدى رؤساء بلديات مدينة كولونيا، وهي واحدة من العلمانيين الذين ناضلوا من أجل السياسة العلمانية لسنوات، ومن المهم بالنسبة لها أن تسود حكومة علمانية في إيران أيضاً. ولاله آکیون وهي كاتبة تناضل من أجل السياسة العلمانية في أوروبا، وكانت معنا منذ بداية الانتفاضة حتى اليوم".

وأضافت "هناك امرأة أخرى کلاویا والتر وهي واحدة من أولئك الذين يدعمون الشعب الإيراني منذ بداية الحركة النسائية. المتحدث الآخر، توماس زالتیلانغ وهو عضو نشط في حزب اليسار هنا، عمل معنا منذ بداية الحركة وحاول جعل صوت هذه الحركة أكثر وضوحاً في حزبه".

 

"هذا النظام يجب أن يفشل أيديولوجياً"

وأعلنت هيلين نصرت أن وحدة وتضامن الشعب الإيراني عامل مهم في الحد من قتل المتظاهرين مقارنة بشهر تشرين الثاني/نوفمبر 2019، "لا يسعني إلا أن أقول إن النضالات التي يخوضها الناس في الداخل، سأجعلها أعلى، وفي رأيي من الأفضل أن تكون هناك صراعات سلمية أكثر ويجب هزيمة هذا النظام أيديولوجياً لأنه بعد الهزيمة سيسقط وأنصاره سيسقطون أيضاً. النظام السوفييتي السابق لم يذهب بالمدافع والدبابات وسقطوا بمفردهم، وهذه الحملات الثقافية والمعلومات والإفصاح يمكن أن تكون فعالة".

وأشارت إلى زيادة عمليات القتل الحكومية في إيران "إن الحكومة الإيرانية تقتل العديد من الأشخاص منذ 40 عاماً ويتم تنفيذ عمليات إعدام يومياً في إيران بتهمة المخدرات. وحتى قبل أيام، أعلنت وسائل إعلام أوروبية أن إيران قتلت عدداً من الناس أكثر من السعودية".

وشددت على معارضتها لأي نوع من الإعدام تحت أي ذريعة "نحن هنا ضد أي نوع من الإعدام. حركتنا ضد أي إعدام ولا يهم إذا كان الإعدام بسبب المخدرات أو الإعدام السياسي، لكن من الطبيعي أنه عندما يتم إعدام أشخاص بسبب الترويج لهذه الحركة، فإننا نعكس أصواتهم أكثر في أوروبا حتى يتم إسقاط هذا النظام عاجلاً، ويفقد علاقاته الخارجية لأن أحد مطالبنا هو عدم إقامة علاقات تجارية وسياسية مع إيران".

وأكدت على دعم نضالات الشعوب ووحدتها في إيران "كل من يناضل في إيران، أنا أؤيده سواء كنت أتفق مع وجهة نظره أم لا، لكن عندما أشعر أنه شمولي، يمين أو حتى يسار، لا أوافقه لأنه في رأيي إيران بلد ملون ويجب الحديث عنه ويجب مراعاة هذا التلون أي الكرد والبلوش والفرس وكلنا كإيرانيين، تبلورت الثقافة التي ورثناها من كل هذه الثقافات، وثراء الثقافة الإيرانية يكمن في هذا، ونحاول الحفاظ على هذا المجتمع".