ناشطة نسوية تؤكد على ضرورة التضامن الدولي مع غزة

أكدت الناشطة النسوية خالدية بكرية، أن صمت الدول تجاه ما يجري في فلسطين من مجازر وانتهاكات لحقوق الإنسان، ماهي إلا لخدمة مصالحها كونها تعتبر إسرائيل كيان قامت بزرعها داخل المجتمعات العربية وحامية لحقوقها في منطقة الشرق الأوسط.

رفيف اسليم

غزة ـ لاتزال اسرائيل مستمرة بهجماتها على قطاع غزة لليوم التاسع على التوالي، بالتزامن مع بدء الحملات التضامنية في العديد من دول العالم ليتمكنوا من خلالها من إيصال الصوت الفلسطيني إلى جميع أنحاء العالم وإنقاذ غزة من الكارثة الإنسانية المقبلة عليها.

وحول الأحداث التي تجري في قطاع غزة تقول الناشطة النسوية خالدية بكرية أن "التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية مهم جداً كون الشعوب هي من تنقذ بعضها البعض، فالتضامن قد ازداد خلال شن إسرائيل هجماتها على قطاع غزة عبر المظاهرات الاحتجاجية والتي تضم المئات وربما الآلاف"، لافتةً إلى أنه "خلال هذه المظاهرات يتم استغلال ميزات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الظهور عبر الفيديوهات أو الحملات الرقمية المنظمة لمناهضة الخطاب الإسرائيلي ونقل الحقائق أكثر".

وأشارت إلى أن "الدول الغربية تدعم إسرائيل لأنها تعتبرها كيان قامت بزرعها داخل المجتمعات العربية وحامية حقوقها في منطقة الشرق الأوسط، كونها أحد دول الاتحاد الأوروبي، لذلك يحاول المتضامنين الأمميين والحقوقيين مع فلسطين إيصال ما يجري داخل القطاع طوال العام وإظهار المجازر التي تقوم إسرائيل بارتكابها كل يوم بحق المدنيين العزل، في محاولة للتأثير على الحكومات لتوضيح فكرة أن لفلسطين الحق في الدفاع عن نفسه".

وأوضحت أن "غالبية الضحايا في غزة هم من النساء والأطفال لذلك يجب أن يتم تكثيف حملات التضامن معهم حول العالم كونهم مدنيين لا ذنب لهم بالحرب التي تدور الآن"، لافتةً إلى أن "الكيان الإسرائيلي يستهدفهم دوماً لموازنة المعادلة الديموغرافية فعدد الشباب في دولته مهما حاول استقطاب مستوطنين لا يتوازى مع أطفال غزة الذين سيصبحون في الغد الشباب المدافعين عن أرضهم".

وقالت "يتم استهداف النساء كونهن عماد الأسرة وغيابهن يحدث فجوة كبيرة في كافة النواحي خاصةً التربوية والتي تتجسد في تعريف أطفالهم بقضيتهم والدفاع عنها لذلك يتم قتل أكبر عدد منهن في كل هجوم لها على القطاع، ناهيك عن الدور الذي تقوم به خارج منزلها فهي تناضل الاحتلال كما الرجل وتؤدي دورها في خدمة مجتمعها سواء العمل المؤسسي أو التطوعي".

ولفتت إلى أن "الحصار المفروض على قطاع غزة ليس وليد اللحظة، فهو مستمر منذ 17عاماً على الرغم من التظاهرات الشعبية التي قام بها أبنائها للخروج من السجن الكبير الذي وضعوا داخلها دون وجود من أي أفق للخروج منه"، مشيرةً إلى أن "الحصار اليوم بلغ ذروته في ظل وجود كارثة إنسانية ستقضي على غالبية سكانه، كما وباتت الجهود الدولية لا تجني ثمارها في التخفيف من حدة الوضع الذي بات ضحيته الآن المدنيين العزل".

وعن الاحداث الجارية في فلسطين، أكدت أنه "يجب التركيز على المعلومات الحقيقة والدقيقة التي توثق ما يجري في فلسطين منذ 75 عام، من خلال استغلال مميزات الإعلام البديل عبر تسخير كافة اللغات لنشر الأخبار بكل دقيقة، خاصةً أن الكيان الإسرائيلي يسخر كافة إمكانياته المادية للتمكن من إيصال رسالته وإقناع العالم بها عن طريق قلب الحقائق والتغني بالإنسانية لتضحى بذلك المقاومة إرهاب وما تفعله هي مجرد دفاع عن النفس لا أكثر".

وأضافت أن "العالم يحتاج إلى خطاب قوي يثبت نضال المجتمع الفلسطيني مستحضرين نضالات الشعوب الأخرى كالنضال الجزائري الذي قاوم الاحتلال الفرنسي مئة عام، ولم يستسلم حتى نال النصر"، مشيرةً أنه "علينا الابتعاد عن دور الضحية وإعادة صياغة الرواية بما يتناسب بأن فلسطين تقع تحت استعمار يتكالب عليها الصهيونية العالمية وداعميها وما جعلنا نصمد ونقاوم حتى الآن هي الدفاع عن أنفسنا وأرضنا".

وفي ختام حديثها قالت خالدية أبو بكرية، بأنها "كناشطة أممية وحقوقية عملت خارج فلسطين لأعوام عديدة واستطعت إدراك أن العالم يحب الشعوب القوية المناضلة التي لا تصمت عن حقها ولا تعيش فقط على المساعدات"، مؤكدةً أن "العالم تحمل مسؤولياتها كون حكوماتهم هي من خلقت الصهيونية لنهب الأراضي الفلسطينية وانتهاك حق الفلسطينيين في العيش بسلام على أرضهم".