ناشطة في المسيرة العالمية للنساء: نملك القوة التي بمقدورها تغيير العالم
وجهت الناشطة إيرم باغجي جالشكان، دعوة للنساء للانضمام إلى فعاليات المسيرة العالمية للنساء التي تستعد لعقد اجتماع نسائي دولي في أنقرة.
زينب أكغول
أنقرة ـ سيعقد الاجتماع الدولي الثالث عشر للمسيرة النسائية العالمية في العاصمة التركية أنقرة للمرة الأولى، مع سلسلة من الجلسات والفعاليات التي تبدأ اليوم الجمعة 6 تشرين الأول/أكتوبر وحتى 8 من الشهر ذاته تحت شعار "قوة الحركة النسوية للتغيير"،
الفعالية الأولى ستكون عقد ندوة تحت عنوان "من بحرية أوجوك إلى يومنا هذا: نضال المرأة العالمي من أجل العلمانية"، كما ستعقد ندوة أخرى في قاعة نقابة عمال البلديات والخدمات العامة في تركيا بلدية-أيش، وستشارك 4 متحدثات نسويات من أنحاء العالم وهن شنال ساريهان من تركيا، وبشرى خالد من باكستان، وشريفة خضر من الجزائر، ونانا عائشة سيسي من مالي، وفي 7 تشرين الأول/أكتوبر ستنظم سلسلة من جلسات حوار وحلقات نقاش حول مواضيع مختلفة على مدار اليوم، وستشارك في هذه الحلقات نساء متحدثات من مختلف البلدان من خمس قارات، وستنظم مسيرة من ميدان تاندوغان إلى أنيت باركا في 8 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تحت شعار "نقاوم لنعيش، ونسير من أجل التغيير".
المسيرة العالمية للنساء (DKY)، هي شبكة نسوية دولية تناضل ضد مسببات الفقر والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتسلط الضوء على مشاكل ومطالب النساء في نقاط المقاومة منذ عام 2000 وأنشأت شبكات تضامن وجمعت بين النساء من مناطق جغرافية مختلفة.
وحول نضال المرأة والمسيرة العالمية للنساء، أجرت وكالتنا حوار مع الناشطة في المسيرة النسائية إيرم باغجي جالشكان التي ذكرت أن DKY هي حركة نسائية مهمة بسبب امتلاكها القدرة على خلق ضغط سياسي على المؤسسات السياسية ضد جميع أشكال التمييز وليس فقط التمييز الموجه ضد المرأة.
ما الذي قامت به المسيرة العالمية للنساء خلال 25 عاماً؟
المسيرة العالمية للنساء هي حركة عالمية تعمل منذ عام 1998 على تعزيز المنظمات النسائية في كل قارات العالم، إن اللجنة الدولية (تمثيل آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا وأوقيانوسيا) تم تأسيسها من خلال تعيين الممثلين عنها بشكل دوري من مختلف مناطق العالم عن طريق انتخابهم من قبل مكونات المسيرة، ولها هيكل تنظيمي يتكون من سكرتارية دولية تنفيذية ممثلة للجنة تعمل على تنظيم الأعمال على مستوى الدولة والمحلية، بمنسقية من 65 دولة تمثل فيها حوالي 5 آلاف مجموعة نسائية، وفي عام 1997 اجتمعت مع آلاف النساء لمناهضة الفقر والعنف ضد المرأة، وآلاف من النساء اللواتي اجتمعن مع بعضهن البعض، ما زلنا مستمرين في عملنا من أجل مناهضة الفقر والعنف ضد المرأة، ومن أجل الاقتصاد النسوي والسلام والتمدن والاستقلال.
كيف ولماذا بدأت المسيرة العالمية للنساء؟
أولى فعاليات المسيرة العالمية للنساء، التي تم التخطيط لها عام 2000 كانت تحت اسم "مسيرة السلام العالمية"، وكانت تهدف إلى إبراز المطالب المشتركة والبدائل الناشئة عن الحركات النسائية حول العالم فيما يتعلق بالفقر والعنف ضد المرأة، على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والدولية، وتحققت وانطلقت في عام 2000 بعد الاجتماع التحضيري الذي أقيم في مدينة مونتريال في كندا عام 1998، وكانت هذه نقطة ازدهار العمل العالمي؛ حيث في يوم 17 تشرين الأول نظمت مسيرة أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك وتم تسليم 5 ملايين توقيع تؤيد المطالب إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت هذه الحملة مبنية على أساس، دعوة لإنهاء العنف ضد المرأة والحد من الفقر، ومطالبة المنظمات الدولية باتخاذ التدابير اللازمة لذلك، وعلى أساس هذه المطالب، يتم إطلاق حملة توقيعات ويتم تسليم هذه التوقيعات معاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، وبعد أن أدركت النساء أهمية النضال الجماعي في هذه العملية وإقامة علاقات مع بعضهن، قررن إنشاء شبكة، وهذه هي الطريقة التي تأسست وفقها المسيرة العالمية للنساء، وبعد تأسيسها بدأت النساء في إقامة المنسقيات في بلدانهن وتنظيم الأعمال والفعاليات معاً.
وبإمكاننا تلخيص المبادئ الأساسية التي نعتمدها بأنها منظمة نسوية مناهضة للعنصرية والرأسمالية والإمبريالية والأبوية.
بصفتكم ناشطات في المسيرة العالمية للنساء ما هي المناطق التي توجهتم قبل الآن؟
تتضمن المسيرة العالمية للنساء فعاليات إقليمية ووطنية ودولية في العديد من البلدان، فكل 5 سنوات يتم تنظيم الفعاليات في العديد من المناطق في العالم، فمثلاً في 23 نيسان تنظم المسيرة العالمية للنساء فعاليات في يوم التضامن النسوي واحتجاجات ضد الشركات الدولية، فبعد المجزرة التي وقعت بحق النساء العاملات في إندونيسيا، كل عام نقوم بتنظيم أنشطة وفعاليات نسوية في جميع أنحاء العالم في 24 نيسان على مدار 24 ساعة.
هل تهدف المسيرة العالمية للنساء إلى جمع النساء من مختلف أنحاء العالم معاً؟
بالتأكيد، لأننا نؤمن أن النضال النسوي يمكن أن يتحقق من خلال تحديد مسار التضامن والنضال معاً، كما إننا نعتقد أنه من المهم رسم الطريق من خلال مشاركة تجاربنا وخبراتنا النضالية معاً، هناك الكثير لكي نتعلمه من بعضنا البعض، وهذه الخطوة هي التي تنير مسيرتنا وتبقينا معاً نحن والنساء اللواتي تناضلن ضد العديد من المشاكل المختلفة التي يجب مكافحتها في العديد من الظروف المختلفة في العديد من البلدان، قد يواجه زملائنا في غرب أفريقيا مشاكل وقضايا مختلفة تماماً عن غيرها، وكذلك هو الأمر بالنسبة لزملائنا في أمريكا اللاتينية، ونحن نرى أهمية الجمع بين هذه الأمور، ونتعلم ونبني النضال من خلال ذلك.
ما هي المشاكل المشتركة بين النساء في غرب أفريقيا والنساء اللواتي تعشن في هذه الجغرافيا؟
النسوية الشعبية التي احتضنتها المسيرة العالمية للنساء، أي بمعنى المجموعات النسوية الشعبية، وفي الحقيقة هن النساء اللواتي لديهن أكبر المطالب والذين يجب سماع أصواتهن أكثر من غيرهن، وهن أيضاً أكثر من تتعرضن للقمع والاضطهاد، أي النساء الفقيرات والعاملات والسكان الأصليين، وفي الواقع هذا ما يشكل بنيتنا الأساسية، ومن هنا ترتفع أصواتنا، أننا ننضم ونساند مقاومة العاملات، ونتعلم المقاومة من بعضنا البعض.
فشعارنا هذا العام هو "قوة الحركة النسوية للتغيير"، وسنرفع مطالبنا في إطار مبادئ معينة، وهي العدل، المساواة، السلام، في الواقع، سنقرر مطالبنا هذا العام على أساس نتيجة الاجتماع الذي سنقوم بعقده في أنقرة.
هل بإمكانكم إخبارنا عن مشروعكم افتتاح مدرسة "بيرتا كاسيريس" الدولية للتنظيم النسائي للمسيرة النسائية العالمية؟
مدرسة بيرتا كاسيريس الدولية للتنظيم النسائي هي مدرسة نسوية تم تخطيط وإعداد منهجها الدراسي في عام 2018، وعقدت الاجتماعات والدورات التدريبية عبر الإنترنت نتيجة انتشار جائحة كورونا، وبعد الانتهاء من تدريبات المدربين في كل منطقة، قام هؤلاء المدربون بتنفيذ التدريبات، في العام الماضي، تم تنظيم مدرسة بلقان للتنظيم النسوي في كابادوكيا وتركيا، وحضرت هناك زميلاتنا من أوروبا الشرقية ودول البلقان وتركيا، قمنا بإنشاء منهاج، كما ولدينا كتاب تدريبي تربوي وهناك كتاب عن مناهج التعليم العام، وتمت ترجمة كتابنا الخاص بمنهجنا العام إلى اللغة التركية أيضاً، وسيتم نشره في نهاية هذا العام، سنستمر في تقديم هذه الدورات التدريبية مع المنظمات التي نجتمع معها ونشكل تحالفات.
ما هي المشاكل التي تواجهونها كنساء؟ وماذا تودون أن تقولوا عن مستقبل الحركات النسائية؟
هذا النضال الذي نشهده في تركيا وفي جميع أنحاء العالم هو نضال من أجل الوجود والبقاء، ويمكن أن تكون آثارها أكبر بكثير على النساء العاملات أو نساء السكان الأصليين، ومثلها تماماً فإن المشاكل التي تخلف للقطاعات الفقيرة والمهملة في المجتمع يمكن أن يكون تأثيرها أكبر، إننا نناضل من هذا المنطلق من أجل قبول وجودنا، وهذا أمر مشترك بين كافة زملائنا في هذه المسيرة.
إن النضال النسوي هو الحركة الأقوى والأكثر ترابط في تركيا، ونستمد القوة من وجودنا مع بعضنا البعض، ومن خلال الدعم الذي نقدمه لبعضنا نزداد قوة ونحافظ على بقائنا، وفي هذه المرحلة، أعتقد بأنه من المهم أن يتم مناهضة الرأسمالية والوقوف في وجه الإمبريالية، إن ما نناضل من أجله هو أمر مشترك لحد كبير، في الحقيقة أن اجتماعنا ومحاربة هذه الأمور بطريقة منظمة له أهمية كبيرة جداً، وأننا وبصفتنا نسويات في تركيا والمسيرة العالمية للنساء سنواصل السير وسنقوم بإحداث التغيير بمسيرتنا، ومن خلال الإيمان دوماً بقوة الحركة النسوية، يجب علينا أن نتذكر بأننا نملك القدرة التي بإمكانها إحداث التغيير في العالم.