ناشطات وحقوقيات تطالبن بالمناصفة في الانتخابات البلدية اللبنانية

بهدف إشراك المزيد من النساء في مواقع صنع القرار، تنظم المؤسسات والجمعيات النسوية والحقوقية سلسلة من الاجتماعات لمناقشة اقتراح قانون الكوتا النسائية في استحقاق الانتخابات البلدية في لبنان القادمة.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ تحت عنوان "لا أكثرية... لا أقلية... مناصفة بالبلدية" ناقشت مشاركات في سلسلة جلسات واجتماعات توعوية ضمن مشروع "نساء في البلديات"، اقتراح قانون الكوتا النسائية في استحقاق الانتخابات البلدية التي تم تأجيلها.

عقدت منظمة فيفتي فيفتي جلسة توعوية في هذا المجال في محافظة عكار، وجلسة ثانية في محافظة طرابلس، لتتبعها جلسة ثالثة أمس السبت 27 أيار/مايو في بلدة بعقلين بمحافظة الشوف وعاليه، جمعت عدد كبير من ناشطات وناشطين في المجتمع، ومرشحات وعضوات في المجالس البلدية وحقوقيات وأكاديميين وإعلاميين.

وعلى هامش الجلسة، قالت رئيسة منظمة فيفتي فيفتي جويل أبو فرحات "ننظم سلسلة من الجلسات والاجتماعات لتسليط الضوء على أهمية ودور المرأة ووجودها في المجالس البلدية، وكذلك تقديم اقتراح حول إقرار نسبة كوتا في قانون البلديات، بالإضافة إلى التطرق للتحديات السياسية التي تواجه النساء في حال الترشح".

وأوضحت أنهن تسعين إلى منح الجنسين المقاعد مناصفة في المجالس البلدية، وتعملن على حملة مناصرة مع عدد كبير من الممثلين/ات في مجلس النواب على أمل إقراره.

 

 

من جهتها، أشارت عضوة بلدية عاليه منى عقل إلى أنه "هناك الكثير من اللواتي تتمتعن بخبرات ومن المهم وجودهن في المجالس البلدية، ومن خلال تجربتي الخاصة كعضو في بلدية عاليه، أشجع النساء على الترشح كون بإمكانهن إحداث الفرق".

 

 

"هدفنا إقرار المناصفة بين الجنسين"

وقالت رئيسة جمعية "هدوء للدعم النفسي والاجتماعي" والمرشحة للمجلس البلدي لقرية عين زحلتا في الشوف نورا كبول "تناولنا خلال اللقاءات التي جمعتها بمنظمة فيفتي فيفتي، مواضيع عدة تخص المرأة، فلا تزال النساء في لبنان تعانين من صعوبات من حيث الترشح"، مؤكدةً على أن النساء كفؤات وقادرات على إدارة البلاد، وبإمكانها المساهمة في التنمية المحلية والتخطيط للعمل البلدي "نأمل ترشح النساء ودعمهن للوصول إلى مواقع صنع القرار".

وأضافت "نسعى اليوم للسير مع الرجل على نفس الطريق، هدفنا المناصفة، وبالنهاية فالعمل البلدي هو عمل مجتمعي ولإنجاز المشاريع ومساعدة الأفراد وتلبية حاجاتهم، وعلى مر السنين أثبتت المرأة جدارتها في المكان الذي تحل به، فلنجرب في البلديات خاصةً وأن هناك تجارب مهمة للنساء في بلديات عدة، ما يهمنا هو المناصفة ليكون القرار عند التصويت جامعاً لتكون المرأة قادرة على التأثير بصورة أكبر".

 

 

تغيير الصور النمطية

أما رئيسة الاتحاد النسائي التقدمي منال سعيد فقالت "نشاط منظمة فيفتي فيفتي اليوم في الشوف مهم للغاية، بداية بالإضاءة على أهمية مشاركة النساء في العمل البلدي ودورهن التنموي الكبير الذي يمكنهن المساهمة به، وثانياً الحديث عن القانون المقترح حول الكوتا في الانتخابات البلدية الذي سيطرح في المجلس النيابي على أمل أن يقر، وكذلك أهمية إقرار الكوتا فقد أثبتت الدراسات المختلفة أن الكوتا تمييز إيجابي يساعد النساء في الوصول إلى مراكز صنع القرار في ظل قانون انتخابي مجحف بحق النساء"، مطالبةً بتغيير الصور النمطية التي وضعت النساء ضمن قوالب تمنعهن من لعب دورهن.

 

 

ومن جانبها قالت الأخصائية بالدراسات الجندرية والأكاديمية ندى خداج صبح "للأسف أصبحنا في القرن الواحد والعشرين ولا زلنا نطالب بالمساواة بين المرأة والرجل، إن أول خطوة للوصول إلى هذه المساواة في العمل السياسي تبدأ بالكوتا، بغض النظر عن نسبتها، لذا يجب إقرارها في كافة المجالس البلدية، وفي سبيل ذلك يجب دعمهن للوصول إلى انتخابات عادلة".

 

 

النساء في المواجهة

بدورها قالت الناشطة السياسية والاجتماعية والمرشحة لعضوية المجلس البلدي ببلدة رأس المتن ـ قضاء بعبدا ربى مكارم "لقاءنا هذا استكمال لسلسلة ورش عمل ولقاءات وحوارات تنظمها منظمة فيفتي فيفتي في كافة المناطق اللبنانية المختلفة في إطار دعم النساء للوصول إلى مواقع صنع القرار في المجالس المحلية أي البلديات، ونحن اليوم بانتظار موعد تحديد الاستحقاق البلدي، والمطلوب اليوم أن يتم تشجيع النساء على خوض هذا الاستحقاق سواء بالترشح أو بالتصويت".

 

 

وقالت منسقة صرخة شعب ردينة مكارم "للمرأة اللبنانية دور أساسي ومرموق في المجتمع، ندعو كل النساء في الثورة واللواتي تخطين القيود التقليدية للمشاركة في الانتخابات البلدية والمجلس النيابي".

 

 

وأوضحت عضوة جمعية "صرخة المودعين" حنان الصايغ "من الضروري وجود المرأة والتعبير عن قدراتها، والعمل على تفعيلها في المجتمع، وأن تشارك في الانتخابات بالرغم من الصعوبات والمعيقات التي تواجهها".

وأضافت "من خلال تجربتي على مدى ثلاث سنوات، والتي تعرضنا فيها للعنف، بإمكاني التأكيد على مدى قوة النساء وصمودهن، فقد تعرضنا في الآونة الأخيرة لعنف متعمد".

 

 

كنّ مبادرات

ودعت عضوة بلدية برجا في إقليم الخروب في الشوف خديجة المعوش النساء أن تكن مبادرات وقويات وألا تنتظرن أحد ليستدعيهن للعمل، وأن تأتي الفرص إليهن "علينا نحن النساء عدم انتظار التشريعات وأن نبقى مكتوفات الأيدي، يجب أن نناضل ونسعى نحو التغيير لأن المجتمعات لا تبنى إلا من خلال الكفاءات، فكنّ مبادرات".

 

 

 

مواقع صنع القرار

وقالت الناشطة السياسية والاجتماعية ميرنا البستاني "نجتمع اليوم لمناقشة اقتراح الكوتا النسائية في المجالس البلدية، ودعوة النساء للترشح ودعمهن في مسيرتهن السياسية، نحن نسمع دوماً أن المرأة قد أخذت حقها في المجتمع، ولكن من المهم أن نقول أن المجتمع الأبوي يظل يحذرها من الاقتراب من مواقع صنع القرار، وقد كانت الأطراف المختلفة قبل الانتخابات النيابية مع إقرار قانون الكوتا، ولكن بعد الانتخابات غيّر الجميع وبالإجماع موقفهم، ولهذا نجتمع هنا اليوم، نحن كنساء علينا دعم بعضنا البعض وألا ننتظر الدعم من أحد، نحن قادرات فاعلات سواء في الجمعيات وفي مجالات التنمية والإبداع".

والجدير ذكره أن الانتخابات البلدية اللبنانية تجرى كل ست سنوات، وقد شهد لبنان حتى الآن 6 انتخابات للمجالس البلدية، هذا وقد أعيد تجديد المجالس النيابية في عام 2022 لسنة حيث تنتهي ولاية المجالس البلدية الممددة في 31 أيار/مايو الجاري.