ناشطات تونسيات تؤكدن على ضرورة التضامن بين النساء في كل بقاع الأرض
نددت نساء تونس بالجرائم والهجمات التي تستهدف الأطفال والنساء أمام مرأى العالم ومسمعه، مشددات على ضرورة إيجاد الحلول ووقف الحرب الدائرة في قطاع غزة في أسرع وقت.
زهور المشرقي
تونس ـ أجمعت النساء المشاركات في المظاهرة الشعبية، على أهمية التضامن النسوي العابر للحدود للحد من الانتهاكات والتجاوزات بحق الفلسطينيين من قبل إسرائيل والتي كانت النساء الأكثر تضرراً منها.
شهدت العاصمة تونس أمس السبت 21 تشرين الأول/أكتوبر، مظاهرة شعبية تقدمتها النساء، للتنديد بانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً، والهجمات المكثفة التي يتعرض لها المدنيين منذ السابع من الشهر الجاري والتي وصفت بأنها "إبادة جماعية".
وعلى هامش المظاهرة قالت الكاتبة العامة بالاتحاد العام التونسي للشغل مكلفة بالمرأة إكرام التونسي، أن "الموقف الإقليمي من الحرب على فلسطين مخزي ومخجل وقد ضاعف معاناة الشعب الذي يتعرض للإبادة الجماعية والتهجير القسري والظلم والعنف بشتى أنواعه والفلسطينيات أول المتضررات مما تعيشه بلادهن".
ولفتت إلى أن "المرأة في فلسطين باتت عاجزة غير قادرة حتى على توفير الغذاء لأبنائها"، مستحضرة مقطع الفيديو الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي وأظهر أم في حالة هستيرية تبكي وتصرخ عند سماعها خبر مقتل أولادها قائلة "الولاد ماتوا دون أكل"، مؤكدةً على "أن تلك الصورة كانت قاصمة وترجمت العجز العربي في تقدير متاعب ونضالات الفلسطينيات".
وأضافت "تلك الأم أثرت عليّ جداً كوني أم وامرأة، وأبسط ما يمكننا تقديمه هو التظاهر ضد الهمجية الإسرائيلية وإبراز الدعم لهن، ولكل النساء اللواتي تكابدن مرارة الحروب والجوع والقتل في مختلف مناطق الصراع، نقدم دعمنا لهن ونقول إننا معهن مساندات".
بدروها أوضحت الناشطة المدنية لبنى البجاوي، أن "النساء في فلسطين صنعن تاريخاً على مر عقود رغم الاضطهاد والتهجير والتهميش، وأبرزن صمودهن في وجه الاحتلال ولم تغادرن أرضهن"، موجهةً رسالة لهن مفادها "أصبرن وناضلن أنتن رمز السلام والعروبة، أنتن مصدر نشأة الشعب الفلسطيني الحر، وهذه محنة ستتجاوزنها كما عرفناكن قويات".
وأكدت الناشطة المدنية منال بن قدارة على أن تونس تشهد بشكل شبه يومي مسيرات مساندة للشعب الفلسطيني "إن معاناة الفلسطينيات لا يمكن لأي تخيلها فهي الأم الفاقدة للابن والزوج والأخ، لكن برغم تلك المآسي بينت تشبثها بالأرض وبهويتها التي يسعى الاحتلال إلى طمسها وإضاعتها".
وأشارت إلى أنه طيلة الـ 75 عاماً ناضلت الفلسطينيات ولم تفكرن في المغادرة وحاولن العيش في وطن مشتت ومستباح، داعيةً إلى ضرورة التسريع بتجريم التطبيع في تونس لاعتبار "الاعتراف بالكيان خيانة لقضية الأمة".
ولفتت إلى أن "هناك الحرب إعلامية يشنها الغرب المساند لإسرائيل وتضييقات على رواد الإنترنت ومحو الحسابات التي تساند القضية وتفضح انتهاكات العدو، لكن تلك التضييقات كانت حافزاً للتوحد والضغط إعلامياً نصرةً لفلسطين".
من جانبها قالت الناشطة المدنية عائشة الجريبي إن "النساء في فلسطين بلغن مرحلة إنجاب 6 أطفال تقلن أن ثلاثة منهم على الأقل هدية للبلد، في تجسيد قوي لحب الانتماء والوطن الذي لا يساومن فيه"، وعبرت عن مساندتها لهن ولكل فلسطيني اختار وطنه والموت على الهروب والخضوع.
وأكدت على أهمية وضرورة التضامن بين النساء في كل بقاع الأرض للضغط على المجتمع الدولي والتحرك في اتجاه إيجاد الحلول.
ونددت بجرائم إسرائيل التي تستهدف الأطفال والنساء وكبار السن أمام مرأى العالم ومسمعه دون خوف وخجل "عار على الإنسانية استهداف ملجأ أو مستشفى وقتل الأبرياء دون تحرك واضح وحاد لإيقاف هذا العنف الممتد والمزدوج".