ناشطات تونسيات تنددن بوفاة امرأة على يد زوجها حرقاً

هزت حادثة قتل امرأة في العقد الرابع من عمرها، من قبل زوجها حرقاً، الرأي العام التونسي ليتصدر الواجهة من جديد الحديث عن العنف ضد المرأة الذي يتجدد في كل مرة مع حصول جريمة مماثلة.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ بعد مقتل امرأة أربعينية في تونس ارتفعت أصوات المنظمات والجمعيات النسوية للتنديد بتكرر الظاهرة ولكن بشكل جديد أكثر فظاعة إلا هو الحرق بالبنزين من قبل زوجها السابق.

التقت وكالتنا مع بعض الناشطات التونسيات وأخصائية في علم النفس للحديث عن تفشي الظاهرة وأسبابها وطرق معالجتها، وعن ذلك تقول رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي إن مقتل امرأة في تونس أكد أن الحديث عن انخفاض نسبة العنف ضد المرأة في آخر التقارير الرسمية ليس وعي الرجال بخطورة ما يصدر عنهم وإنما هو ناتج عن عزوف النساء عن التبليغ وأدى صمتهن مرة واثنين وثلاثة إلى حدة الظاهرة لأن الرجل إذا مارس العنف مرة يصبح أكثر عنفاً في المرات الموالية حتى يصل إلى العنف الوحشي والقتل.

وأشارت إلى أن هذه الجريمة كشفت أن القانون عدد 58 لعام 2017 غير قادر على حماية المرأة من العنف، ويحتاج إلى نصوص توحد الأحكام وتطبيقه من قبل القضاة وتأخذ بزمام الأمور وبشكل أكثر فاعلية لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.

وبدورها قالت عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان نجاة الزموري إن مظاهر العنف ضد المرأة في تطور والحرق بالبنزين مظهر جديد، ولكننا توقعنا أن يتطور أكثر طالما أنه لا توجد إرادة سياسية لتطبيق القانون، كما أن التنسيقيات المعنية بالقانون لا تعمل في إطار التناغم، مضيفةً أنه طالما الذين يعملون في الخطوط الأمامية ينقصهم التدريب في مجال التعاطي من العنف الأسري، وكذلك القضاء فإن العنف ضد المرأة سيزداد.

وترى أنه لابد من المرور إلى الزجر وتطبيق القانون وتجاوز مرحلة الإفلات من العقاب وعدم التسامح مع بعض الذين يمارسون العنف ضد المرأة حتى نحد من الظاهرة فضلاً عن تغيير البرامج والمناهج التربوية في اتجاه تجريم العنف.

ومن جانبها قالت خديجة محيسن أخصائية في علم النفس أنه لا يوجد سبباً واضحاً للعنف بل هناك العديد من الأسباب فهو لم يعد مرتبطاً بالجهل ولا بالفقر ولا بجهة دون أخرى وبالتالي فأن العنف ضد المرأة هو مشكلة تربوية ثقافية بالأساس مرتبطة بوحي اللحظة وبالإمكانيات الحياتية والتربوية بالأساس وبناء الشخصية وضعف الحوار والقدرة على الاقناع والمهارات الحياتية.

وأوضحت أن المرأة كلما كانت واعية بحقوقها كلما أصبحت تواجه خطر العنف وكأنها مطالبةً بالصمت إزاء ما هو موجود وليس لديها الحق في إبداء ملاحظات حول أي مسألة من المسائل وإن فعلت تتحول مباشرةً إلى ضحية للعنف.

ولفتت إلى أن العنف الذي تعيشه المرأة نتيجة ثورة النساء على العقلية الرجعية ويجب أن تأخذ عملية الإصلاح المنحى الإيجابي حتى لا تكون ثورة على ثورة مضادة ويرتفع منسوب الانتقام وتتأثر بها الأجيال القادمة "وفاء السبيعي ضحية أخرى كانت تحلم بإنصافها وإنقاذها من العنف المحيط بها ولكنها استفاقت على لهيب نار ليأكل جميع أحلامها وآمالها".

وأصدرت وزارة الاسرة والمرأة والطفولة وكبار السن بياناً جاء فيه أنه تبعاً للحادثة التي جرت السبت 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بإحدى ولايات تونس وتعرضت خلالها أم لطفلين تبلغ من العمر أربعين عاماً، إلى الحرق حتى الموت من قبل زوجها، تعهدت الوزارة مصالحها الجهوية للمتابعة الفورية بطفلي الضحية (طفل 14 عاماً، وطفلة عمرها 12 عاماً) اللذان لم يكونا متواجدان في المنزل أثناء الحادثة.