ناشطات فلسطينيات تستنكرن استهداف النساء والأطفال في غزة

أكدت ناشطات فلسطينيات على ضرورة تفعيل القوانين والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، والتي تكفل حماية النساء والأطفال، مطالبات المجتمع الدولي.

نغم كراجة

غزة ـ تصاعدت وتيرة العنف والدمار في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء 9 أيار/مايو الجاري، جراء الهجمات المتبادلة بين طرفي النزاع مستهدفين المدنيين من بينهم النساء والأطفال، وتوقف الهجوم اعتباراً من الساعة العاشرة مساءً أمس السبت 13 أيار/مايو بعد توقيع الطرفين على اتفاق يتضمن وقف إطلاق النار.

أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل وفاء أبو موسى أن الشعب الفلسطيني يعيش ظروفاً قاسية في الأيام الجارية، حيث تستهدفهم آلة الحرب الإسرائيلية بأشكال متعددة من الانتهاكات.

وأوضحت أن المشاهد الدامية من قتل وتنكيل بحق العائلات الفلسطينية أدى إلى فقدان عائلات بأكملها فيها أطفال ونساء ومسنين مدنين عزل لحياتهم، تؤثر على الحالة النفسية والعقلية للأهالي، مشيرةً إلى أن إسرائيل تمارس كافة أشكال الانتهاكات "إن تلك الهجمات تكرس مشاعر الفقد والحزن لدى الأطفال، مما يجعلهم في حالة ترقب وقلق وانعدام الأمان".

وترى أن الشعب الفلسطيني صامد بالرغم من كل ما يتعرض له في ظل ظروف الحرب والحصار المستمر منذ خمسة عشر عاماً والفقر الممنهج والحرمان الاجتماعي الذي أدى إلى تراجع نسبة النساء والفتيات في قطاع التعليم "الحروب والهجمات الهمجية زادت من الحرمان المادي والاجتماعي، فقد باتت النساء تضعن حماية أسرهن من الفقر والتجويع في مقدمة أولوياتهن".

وأضافت "إن ما دار على الأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية من قتل للمدنيين وحرمانهم من عيش حياة طبيعية والفقر الممنهج والهجمات المتكررة، وتدمير البنية التحتية، انتهاكات لحقوق الإنسان".

من جانبها قالت المحامية منال مقاط أن النساء في غزة تعانين من الكثير من المشكلات الحقوقية والعنف المبني على النوع الاجتماعي على كافة الأفق، مشيرةً إلى أن الهجمات على المدينة زادت من وتيرة العنف في المجتمع، لافتةً إلى أن النساء أكثر عرضة للعنف في حالات الطوارئ.

وأشارت إلى أن الهجمات  على قطاع غزة حالت دون وجود عائد اقتصادي لأغلب الأهالي مما زاد من وتيرة العنف داخل الأسرة الذي انعكس سلباً على النساء، كما أنه تسبب في نزوح الكثيرين والذي يعرض النساء والفتيات لانتهاك الخصوصية وعدم توفر الغذاء وفي بعض الأحيان للتحرش.

ودعت منال مقاط المجتمع الدولي لتوفير الحماية للأهالي وفقاً للقرار الأممي 1325 الذي ينص على حماية النساء في حالة الحروب والنزاعات، والعمل على تقديم المساعدات الإنسانية الفورية والعاجلة للفلسطينيين/ات من توفير علاج وغذاء وغيرها.

وأوضحت الباحثة غزل الناطور أنه بالرغم من الاتفاقيات التي تشمل حقوق الطفل والمرأة والبروتوكولات الموقعة وما نتج عنها، إلا أن اسرائيل دائماً ما تسعى إلى قتل النساء والأطفال دون أي اعتبارات قانونية وإنسانية "أصبح من السهل جداً قتل النساء والأطفال بدم بارد وهدم المنازل فوق رؤوسهم وهم نيام".

وتجد أن قتل الشقيقتين دانيا عدس وإيمان عدس بات انتهاك واضح لمعالم الإنسانية "فتيات تقتل أحلامهن وتزهق أرواحهن بأبشع صورة، وتحرمن من استكمال حياتهن وممارسة حقوقهن لمجرد أنهن تحمل الجنسية الفلسطينية".