ناشطات: الشرق الأوسط يشهد موت الأفكار كل يوم
تعتقد ناشطات من شرق كردستان، أن الإرهاب أصبح تقليداً وممارسة شائعة للدولة التركية لتحقيق أهدافها، ولا يهم إذا كانت الضحية في فرنسا أو في كردستان.
لانة محمدي
أورمية ـ في 23 آب/أغسطس الماضي، هاجمت الدولة التركية سيارة تقل صحفيين في مدينة السليمانية بإقليم كردستان وقتلت الصحفيتين كلستان تارا وهيرو بهاء الدين، كما أن الطائرات بدون طيار التركية في هذه المنطقة وصمت الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان قد تسبب في إصابة أهالي المنطقة ما يدعو للقلق.
للإرهاب الدولي الذي تمارسه الدولة التركية تاريخ في دول أوروبية مثل فرنسا، ففي 9 كانون الثاني/يناير 2013، استهدفت ساكينة جانسيز وزميلاتها ما أدى إلى استشهادهن، وفي السنوات الماضية توالت هذه الاغتيالات، حيث استهدفت أفين كوي وزملائها في 23 كانون الأول/ديسمبر 2022.
وفي هذه الأيام، ومع تزايد استهداف الصحفيين تواصل النساء في سجون إيران مقاومتهن وتخضن نضالاً ضد النظام الأبوي، فضلاً عن مواصلة النساء في روج آفا نضالهن في أصعب الظروف، وفي شمال كردستان وتركيا يستمر نضال النساء ضد النظام الأبوي، وهذا يدل على أن الحركات السياسية والاجتماعية والنسائية لن تنتهي بالسجن والإرهاب والعقوبات، فتاريخ هذه الحركات في كردستان طويل ومستمر.
ورداً على مقتل الصحفيين، قالت سحر نادري ناشطة اجتماعية مقيمة في مهاباد إن "استهداف الناشطات يظهر أن الدولة التركية الفاشية تخشى من نضال المرأة ووعيها ويقظتها. مثل هذه الجريمة ليس لها تاريخ في أي حكومة. مسيرة زملائنا وزميلاتنا مستمرة من أجل الحقيقة والحرية".
وعن الاستهدافات التركية في إقليم كردستان، قالت الناشطة النسوية والصحفية روناك واحدي وهي من سكان ماكو "اغتيال الصحفيين يعتبر ضرراً كبيراً وبطريقة ما مأساة، لأنه ليس اغتيالاً لشخص واحد بحد ذاته، بل الهدف منه قتل التنوير والوعي".
وأضافت "لقد أصبح الإرهاب وسيلة للدولة التركية لتحقيق أهدافها، ولا يهم إذا كانت الضحية في فرنسا، أو في روج آفا، أو في إقليم كردستان. هذا الاغتيال لم يكن الأول ولن يكون الأخير، وسيوسع دائرة العنف أكثر فأكثر. ومن المؤسف أن الوضع يشير إلى أنه في الشرق الأوسط، العالق في مستنقع إرهاب الدولة، نشهد موت الأفكار كل يوم".
الإبادة الجماعية والمجازر
سناء مامندي محللة سياسية تعيش في أورمية، تقول عن استهداف الدولة التركية للناشطات إن "اغتيال الناشطين الاجتماعيين والمدنيين والمعارضين السياسيين في مجال النفوذ السياسي لحكومة إقليم كردستان من قبل الحكومات المجاورة ليس بالأمر الجديد".
وأضافت "في الواقع، اختارت كل من إيران وتركيا هذه المنطقة للتصفية الجسدية لأعضاء المعارضة وخصومهم سواء قبل تشكيل العراق الجديد أو بعد ذلك، فإن وجود حكومة ضعيفة وغير فعالة في إقليم كردستان قد أتاح لهذه الحكومات فرصة ذهبية للقيام بهذه الأعمال دون أي قلق من العواقب. خلال السنوات الأخيرة، تم استهداف المئات من الناشطين السياسيين والقادة والمعارضين والمتظاهرين في مدينتي هولير والسليمانية بطريقة وحشية".
ولفتت إلى أنه "مع وصول الدولة التركية إلى تكنولوجيا الاغتيالات عن بعد والطائرات الصغيرة بدون طيار، اتخذت هذه الاغتيالات نهجاً جديداً. ومن خلال تصميم الدولة التركية نظام تجسس خطير ومعقد، بالتعاون مع منظمة الاستخبارات التركية "ميت"، والجهاز الاستخباراتي التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي "باراستن"، قتلت الناشطين والمثقفين وحتى الصحفيين دون قلق من الانتقادات الدولية أو الإقليمية. ما تفعله الدولة التركية مثال واضح على الإبادة الجماعية".
وفيما يتعلق بهجمات الدولة التركية على إقليم كردستان، أشارت إلى أنه "على مدى السنوات القليلة الماضية، تم استهداف مئات الرجال والنساء من أصول كردية من خلال الطائرات بدون طيار التركية في إقليم كردستان وشمال سوريا، ولا تفرق بين معارض سياسي أو مسلح أو صحفي أو حتى مواطن عادي، ولا تقوم بهذه الاستهدافات إلا بناء على معلومات خاطئة".
وفي إحدى هذه الحالات العام الماضي، تم استهداف عائلة من أصل عربي تعيش في العاصمة العراقية بغداد أثناء توجههم إلى إيران، وقبل أيام تعرضت عائلة عربية لهجوم مماثل في إحدى المناطق السياحية بمنطقة بادينان في إقليم كردستان.
ومع ذلك، فإن استهداف الصحفيين والنشطاء السياسيين والمواطنين العاديين هو مثال واضح على جريمة حرب ويجب على المجتمع الدولي والرأي العام لشعب كردستان عدم قبولها.