نالين دجلة: لا يمكنهم إخفاء الحقيقة بمهاجمة الصحفيين/ات

قيّمت الصحفية نالين دجلة هجمات الاحتلال التركي على الصحافة قائلة "إنهم يريدون إسكات الصحافة الحرة وإخفاء الأعمال الوحشية عن الرأي العام العالمي".

ديرن أنكيزك

قامشلو ـ هاجم الاحتلال التركي في الثالث والعشرين من آب/أغسطس، سيارة تابعة لفضائية Jin tv على طريق قامشلو ـ عامودا بشمال وشرق سوريا، بطائرة مسيرة، ما أدى إلى مقتل أحد العاملين في الفضائية نجم الدين فيصل وإصابة مراسلة الفضائية دليلة عكيد.

في تقييمها للهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا واستهدافها الإعلاميين/ات والصحفيين/ات، قالت الصحفية نالين دجلة "بما أن هناك هجوم جماعي، فيجب القيام بفعاليات واسعة النطاق. ومن أجل المشاركة ووقف هذه الهجمات، تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الصحفيين/ات".

 

"الهجمات التي يتم تنفيذها تمثل ذهنية الدولة التركية القاتلة"

وأوضحت أنه "في الأساس يحتاج المرء للإشارة إلى أهداف الهجمات على روج آفا بشكل عام، وخاصة الهجمات الأخيرة على الصحفيين/ات. بدأت الهجمات على روج آفا عام 2012 بعد انطلاق الثورة فيها والثورة السورية كذلك، لقد تدخلت تركيا في سوريا من خلال المجموعات الإرهابية كجبهة النصرة والجيش الحر ومرتزقة داعش التي انشأتها تركيا لهزيمة الثورة في روج آفا، وتحقيق أحلام الإمبراطورية العثمانية، والهجوم على الهياكل العامة في سوريا وخاصة على روج آفا. تم هزيمة كل من هذه الهجمات بإرادة السكان المحليين. بغض النظر عن اسمها، فإن الهجمات في الأساس تمثل ذهنية الدولة التركية القاتلة، ونحن بحاجة للتخلص منها".

 

"استشهد 27 صحفياً منذ عام 2012 وحتى الآن"

وحول دور الإعلام في ثورة روج آفا، أشارت إلى أنه "مع انطلاق الثورة وحتى الآن لعبت الصحافة الحرة دوراً مهماً جداً في الاعتراف بالثورة في جميع أنحاء العالم. منذ عام 2012 وحتى الآن استشهد 27 صحافياً من بيهم 8 صحفيات، خلال سعيهم/ن لإظهار الحقيقة، هذا العدد ليس بالقليل وهو يدل على أنه إذا هاجمت دولة ما الشعب والمجتمع، فإن الصحفيون يعملون من أجل قضية هذا الشعب، والدولة التي تسعى للإبادة الجماعية، لا تتعامل مع الصحفيين/ات بطريقة إنسانية. جميع الصحفيين/ات الذين يعملون في مجال الإعلام منذ عام 2012 وحتى الآن، يعرفون ذلك ويعملون وفقاً له. بالإضافة إلى ذلك، أخذ الصحفيون مكانهم في أقرب ميدان في جبهات القتال خلال عملية هزيمة العصابات ووثقوها بالصور والفيديوهات والنصوص. لتبقى شاهدة تتوثق في ذاكرة المجتمع والرأي العام".

 

"الدولة التركية تهاجم كافة مكونات المنطقة"

وذكرت نالين دجلة أن جميع أفراد المجتمع أصبحوا في الآونة الأخيرة أهدافاً لهجمات الاحتلال التركي "في الآونة الأخيرة يتم استهداف الهياكل العامة وجميع المكونات في سوريا وقيادات النساء وحتى الأطفال وجميع مواطني شمال وشرق سوريا. الدولة التركية لا تفرق بين المواطنين واختلاف العمل. يريدون إخافة المجتمع بهذه الهجمات وإخلاء شمال وشرق سوريا. تحتل بعض المناطق، وتخلق الخوف في المناطق التي لا يمكن دخولها واحتلالها من خلال هذه الهجمات. إنهم يريدون تغيير التركيبة السكانية وكسر إرادة المجتمع".

 

"يريدون إخفاء الحقيقة من خلال استهداف الصحفيين/ات"

وأوضحت نالين دجلة أن واقع المجتمع والهجوم هي إشارة للإعلام الحر "من أجل إخفاء هذه الاعتداءات يتم استهداف الصحفيين/ات. ويتضح ذلك لمن يضطلع على تاريخ تركيا، فهي تستهدف الإعلاميين/ات، من خلال الاعتقالات في شمال كردستان وبالطائرات المسيرة في روج آفا. وبهذه الطريقة، يريدون إسكات الصحافة الحرة وإخفاء الممارسات الوحشية التي ترتكبها ضد أهالي شمال وشرق سوريا عن الرأي العام العالمي".

 

"يتم تنفيذ هذه الهجمات بالتعاون مع القوى الدولية"

وأشارت نالين دجلة إلى الأسلحة التي تستخدمها تركيا في إقليم كردستان وروج آفا ضد الشعب الكردي "يجب التحقيق في الأسلحة التي تستخدم في إقليم كردستان وروج آفا، ومن بينها الأسلحة الكيميائية. لم تعد الحرب تُخاض بالناس، بل تُخاض بالتكنولوجيا. طائرات الاستطلاع هذه هي أحدث التقنيات المتاحة والأكثر حداثة وهي تشبه الروبوتات القاتلة. والحقيقة المؤلمة هي أن هذه الطائرات المسلحة ليست تابعة لتركيا ويتم شراؤها من الدول الغربية. ولهذا السبب لا نعتبر هذه الأسلحة التي تستخدم من الأعمال التركية فقط. لا تستطيع القوات الدولية اعتبار نفسها غير مذنبة وكأن هذه الأسلحة التي تستخدم ضد الشعب الكردي ليس خطأهم. يتم استهداف الكثير من المدنيين والصحفيين/ات. إذا لم تتعاون تلك القوات مع الدولة التركية، فلن تحدث هذه الهجمات. ومن ناحية أخرى، فإن المجال الجوي لروج آفا هو في أيدي الولايات المتحدة وروسيا. إذا لم يكن لديهم إذن، فلن يتمكنوا حتى من تنفيذ هجوم واحد. والشعب أيضاً على دراية بتعاون هذه القوى مع الدولة التركية".

وعن دور الإعلام في الكشف عن الحقيقة تقول "من المهم أن نكشف ممارسات وانتهاكات الدولة التركية وشركائها كإعلام حر. نحن بحاجة إلى الكشف عن المزيد من هذه الانتهاكات بالبيانات ونشرها للعامة. هناك العديد من القوانين لحماية حقوق الصحفيين/ات التي وقعت عليها تركيا التي تعرف نفسها بأنها عضو في الاتحاد الأوروبي. في الواقع يتم انتهاك هذه القوانين واستهداف النساء والأطفال والصحفيين/ات. تتعرض كافة شرائح المجتمع لمجازر وإبادة واسعة النطاق. الانتهاكات الوحشية ضد المجتمع، هي انتهاكات ضد الصحفيين/ات أيضاً، لأنهم يكشفون عن تلك الانتهاكات، إن الواجب الأول الذي يقع على عاتق الصحفيين/ات هو حماية حق المجتمع في تلقي المعلومات وكشف الحقيقة. وفي ثورة شمال وشرق سوريا، تصرف الصحفيون/ات وفقاً لذلك وكشفوا هذه الحقائق للمجتمع من خلال كاميراتهم وأقلامهم".

 

"هناك حاجة إلى ضغط دولي لحماية المجتمع والصحفيين/ات"

وأدانت نالين دجلة الانتهاكات بحق الصحفيين/ات "مؤخراً كانت قناة Jin tv هدفاً لهجمات الاحتلال التركي. نحن ندين جميع هذه الانتهاكات التي ترتكب بحق الصحفيين/ات. وندعو جميع الصحفيين/ات إلى القيام بواجبهم. لممارسة المزيد من الضغط على تركيا حتى لا تستهدف المجتمعات والمدنيين. عندما تكون هناك حرب، تكون هناك حاجة إلى ضغط دولي لحماية الصحفيين/ات. ونحن كصحافة حرة تتابع الأوضاع من الميدان، فإن هذه الاعتداءات التي تحدث لا تقلل من عزيمة الصحفيين/ات والعاملين/ات في الصحافة الحرة، بل على العكس يزداد حماسهم وحرصهم على متابعة الحقائق. وإلى جانب كل الأعمال اللاإنسانية والمجازر التي تحدث، سيكون هناك المزيد من متابعة الحقيقة وبإصرار وحماس عظيم. بعد استشهاد كل صحافي/ة ساروا على طريق الحقيقة، يزداد العبء علينا. بشهادة كل واحد من الصحفيين/ات نحمل قلمه وكاميرته ونحقق أحلامه بمسؤولية كبيرة. وفي شمال وشرق سوريا لا يستطيعون إخفاء الحقيقة والتستر على الأحداث بقتل الصحفيين/ات. فيوماً بعد يوم، ستنضم أجيال جديدة إلى العمل الإعلامي".

ولفتت نالين دجلة الانتباه إلى الهجوم الأخير الذي شنته الدولة التركية على سيارة تابعة لفضائية Jin tv، "في الثالث والعشرين من آب تعرضت سيارة فضائية Jin tv للهجوم، لقد توجه العاملين/ات في الفضائية إلى مكان الحادث بغضب. وبقدر ما كان هذا الأمر مؤلماً فقد أبدي موقفاً حاسماً فبالرغم مما يشعرون به من أسى على فقدان أحد العاملين معهم، إلا أنهم مصرين على مواصلة الأنشطة الإعلامية ويتواجدون على رأس عملهم، هذا هو الموقف الأكثر قيمة للصحفيين".

 

"مثلما هناك هجوم شامل فلا بد أن يكون هناك عمل جماعي شامل"

وفي ختام حديثها أشارت نالين دجلة إلى أنه يجب الكشف عن الاعتداءات ضد المجتمع ووسائل الإعلام أمام الرأي العام "يجب أن نكشف هذه الحادثة أكثر أمام الرأي العام. كصحافة حرة وكصحفيين/ات، هناك حاجة إلى موقف أقوى. إن ما ينفذ بحق الصحفيين/ات في شمال وشرق سوريا أكبر انتهاك دولي. ندعو جميع العاملين/ات في مجال الإعلام إلى التحدث بصوت عالٍ وبإصرار وأن يكونوا قادرين على تعبئة المجتمع لحظر المجال الجوي فوق شمال وشرق سوريا لمنع المزيد من المجازر والتعرض لمعاناة أكبر. يجب علينا تعبئة المجتمع من خلال النشر. كمجتمع وشعب كردي، هناك حاجة إلى أساس أقوى. دعونا لا ننسى أن هناك هجوماً شاملاً على شعبنا، لذلك يجب أن نكون صامدين ونلعب دورنا في كل جزء من العالم. وبما أن هناك هجوم جماعي، فيجب القيام بفعاليات واسعة النطاق. ومن أجل المشاركة ووقف هذه الهجمات، تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الصحفيين/ات".