نادي "أصوات مسموعة" الانطلاقة الأولى لعملية الدمج في المجتمع

نظم مركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل ومنظمة رعاية الأطفال في اليمن، حلقة نقاشية حول أهمية التعليم للفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة وإدماجهن في المجتمع.

رانيا عبد الله

اليمن ـ تواجه الفتيات في اليمن الكثير من المعوقات التي تقف أمامهن لإكمال تعليمهن بأي مراحل كانت، وتزداد هذه المعوقات لدى الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة وتعتبر أكبر التحديات بالنسبة لهن إيجاد حلول ورؤية واضحة من قبل الجهات المختصة حتى تحصلن على تعليم أفضل ويتم إدماجهن في المجتمع.

صادقت اليمن في عام 2008 على قرار دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وإجازته في المادة 24 بشرط توفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع الفئات.

 

إدماج وصعوبات

تخرجت الطالبة تسنيم صادق من الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة تبلغ من العمر 20 عاماً، من المدرسة الوحيدة التي تقوم على عملية الدمج وتخصص فصول دراسية لفئات الصم والبكم، لذا فانخراطها بالمجتمع أصبح سهل وهي تستطيع التعامل مع الأشخاص الآخرين بكل سهولة.

ومن خلال مترجمة إشارة الصم والبكم، أوضحت تسنيم صادق وهي عضوة في نادي اليافعات أنها تطالب بدمج المعاقين/ات بشكل عام في المجتمع لكي يمارسوا حقهم الشخصي، وعدم دمج المعاقين/ات مع الأشخاص العاديين سيشكل عائق كبيراً لهم في المستقبل" .

وحول المعوقات التي تواجهها وجميع فئات الصم والبكم في التعليم الجامعي، تقول "لا يوجد مترجمي إشارة في الجامعة، فلغة الإشارة ليست موجودة ويتم إهمال مقرراتنا برغم اجتهادنا وحرصنا على تلقي التعليم".

وطالبت بطبع قاموس الإشارة وتوزيعه على كل الناطقين لكي يفهموا لغة الإشارة، مشيرة إلى أن زميلات لها تركن التعليم في المدارس والجامعات بسبب عدم توفر متخصصي لغة إشارة أو مترجمي في لغة الإشارة.

 

 

 

أول نادي لذوات الاحتياجات الخاصة

ولأهمية دمج شريحة فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، نظم مركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل ومنظمة رعاية الأطفال في مدينة تعز جنوب غربي اليمن، حلقة نقاشية حول أهمية التعليم للفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة وإدماجهن في المجتمع، حيث تم التطرق لأهم وأبرز معوقات الدمج بداية من التعليم الابتدائي وحتى الجامعي.

وقد أثري النقاش الذي حضره العديد من الناشطين/ات والإعلاميين/ات ومن ذوي الاختصاص وعدد من الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة بمداخلات أوضحت الصعوبات وجوانب القصور، كما شاركت الفتيات ذوات الاحتياجات الخاصة في النقاش وتطرقن إلى مخاوفهن والحلول من وجهة نظرهن، وأملهن في المستقبل القريب.

حنان فرحان عضو في نادي الفتيات اليافعات، الذي تم تشكيله عبر مركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل، وهي واحدة من الفتيات الكفيفات الناشطات في النادي، تقول "النادي أنشأ لأهداف معينة وقد تم تحقيقها مثل (مناصرة أهمية التعليم لذوي الإعاقة، دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بالأشخاص العاديين، المساواة في الحقوق، المطالبة بدعم المعاقين وعدم استنقاصه والاستهزاء به، تأهيل وتهيئة وتنمية قدرات الشخص المعاق)".

كثيرة هي المعوقات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة، تضيف حنان فرحان "تواجهنا في عملية التعليم والعمليات الخارجية ونحن كمكفوفين صعوبات عديدة في مسيرتنا العملية منها عدم توفر مناهج بلغة برايل، وعدم توفر مبنى، حيث أن المبنى الذي ندرس فيه صغير للغاية وضيق ومهدد بالسقوط، واستهزاء المجتمع الخارجي بنا والتنمر علينا"، مطالبة الحكومة والمنظمات أن ينشروا الوعي الكافي لدى أفراد المجتمع بأهمية التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم بالمجتمع.

 

 

وحول أهمية الحلقة النقاشية التي نظمها المركز، أوضحت انجيلا سلطان المؤسسة التنفيذية لمركز الدراسات الاستراتيجية لدعم المرأة والطفل، أن الفكرة جاءت أولاً بتشكيل نادي اليافعات وهو أول نادي على مستوى اليمن وتعز في تشرين الأول/أكتوبر 2022، وبدأت نواة تشكيل النادي بخمس مجموعات، مجموعتين في المعافر إحداهن في مركز المدينة والآخر في مخيم النازحات ومجموعة في الشمايتين ومجموعتين في مديرتي المظفر والقاهرة تحت اسم (أصوات مسموعة)".

وأضافت "جاءت الفكرة من أهمية إدماج جميع الفئات مع بعض ونأمل أن تكون هذه النواة بداية تحقيق حلم نادي متكامل يكون فيه حلم الإدماج وتحقيق الهدف الإيجابي للتنمية المستدامة، وكان في السابق عبارة عن أنشطة وتنتهي لا توجد استدامة للموضوع، ونحن في بدايات التأسيس مازلنا في طور الإدماج وفتح العضوية والانتساب لهذا النادي وبالتالي تتعدد الأنشطة والاستراتيجيات والبرامج خلال الفترة الأولى من إنشاء النادي كان هناك تركيز على أهمية التدريب وبناء القدرات في بعض المجالات للفتيات".