مظاهرات حاشدة تعم إقليم شمال وشرق سوريا رفضاً للمجازر بحق أهالي الساحل السوري

نُظمت مسيرات حاشدة أكدت فيها النساء في مناطق مختلفة بإقليم شمال وشرق عن تضامنهن مع الطائفة العلوية في الساحل السوري.

مركز الاخبار ـ شهد الساحل السوري في الأيام الأخيرة مجازر جماعية بحق المدنيين في الطائفة العلوية، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 2000 مدني بينهم نساء وأطفال، ما آثار ردود فعل واستياء المدنيين بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

من خلال مسيرات حاشدة نظمت اليوم الثلاثاء 11 آذار/مارس، أكدت نساء إقليم شمال وشرق سوريا، تضامنهن مع الطائفة العلوية في الساحل السوري، مطالبات بمحاسبة مرتكبي المجازر.

 

مناشدات في الحسكة لحماية المدنيين بالساحل السوري

عبر أهالي مدينة الحسكة عن تضامنهم مع المدنيين من الطائفة العلوية في الساحل السوري الذين تعرضوا لمجازر دموية خلال الأيام الأخيرة على يد جهاديي هيئة تحرير الشام.

وحمل الأهالي خلال المسيرة لافتات تؤكد على ضرورة حماية المدنيين والوحدة بين الشعب السوري، كما رددوا الشعارات التي تناشد بالسلام وتشجب القتل وسفك الدماء، وعلى هامش المسيرة قالت دجلة يونس "نتضامن مع أهلنا العلويين في اللاذقية وحمص وحماة وطرطوس الذين تعرضوا لمجازر كارثية، خلال الأيام الماضية"، واصفة ما حدث بـ "الإجرام، والإرهاب".

وتطرقت إلى تطلعاتهم لسورية الجديدة "نتطلع إلى سوريا ديمقراطية تتمتع فيها كافة المكونات بحريتها وحقوقها، وعلى الحكومة الحالية ألا تميز بين المكونات، لأننا نعيش على أرض واحدة ونحن شعب واحد لذا نرفض سفك الدماء في أي بقعة من الأرضي السورية، وعلى المجتمع الدولي أن يلعب دوره في إيقاف مثل هذه المجازر"، مطالبةً بفتح تحقيق ومحاكمة جميع المتورطين.

كما ناشد مؤتمر ستار خلال كلمة له في المسيرة منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي التدخل بشكل فوري للحد من تلك المجازر التي تهدد بنشوب حرب أهلية في حال استمرارها.

بينما رحبت المهجرة من مدينة عفرين المحتلة كولي محمد بالاتفاق الذي توصلت له الحكومة المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية والذي نص في مضمونه العودة الآمنة للمهجرين وعلقت "كنا بانتظار اتفاقية من أجل السلام وحقن الدماء عبر بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية تصان فيها كرامة وحرية جميع المكونات، وأن يعيش كل مكون بلغته ولونه ودينه دون أن أي تهميش أو إقصاء واعتداء".

وأشارت إلى تضحيات الشعب السوري خلال سنوات الحرب "لقد ضحينا بشبابنا وبناتنا من أجل أن تعيش سوريا بتأخي وأن نرى أحلام شهداءنا تصل أهدافها وسوريا تسير نحو تحقيق تطلعات شعبها، وعلى وجه الخصوص العودة الآمنة لجميع المهجرين من أرضهم قسراً في المدن التي أحتلتها تركيا، فنحن أهالي عفرين قاومنا ظروف النزوح سبع سنوات في الشهباء والأن في مدينة الحسكة فقط من أجل كرامتنا وحريتنا ونود العود بحريتنا وكرامتنا"، متمنية الحرية الجسدية للقائد عبد الله اوجلان، وأن يشاركهم فرحتهم لطالما كان قائد للسلام.

 

 

أهالي قامشلو يستنكرون الجرائم المرتكبة بحق المدنيين

وفي مدينة قامشلو نظمت المبادرة الشعبية مسيرة, تنديداً بالانتهاكات والمجازر التي ارتُكبت في مناطق الساحل السوري, طالب فيها المتظاهرون بمحاسبة مرتكبي الجرائم في الساحل السوري.

وعلى هامش المسيرة قالت ليلى عمر سليمان "مسيرتنا هذه للتأكيد على دعمنا لأهالي الساحل ولحقوقهم وأمنهم"، مشيرةً إلى أن نساء إقليم شمال وشرق سوريا متمسكات بنهج الحرية لتحرير جميع نساء سوريا والعالم.

فيما قالت مزكين محمد  "نستنكر كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت ضد المدنيين في الساحل السوري وبحق جميع المواطنين الكرد كذلك, ونأمل أن ينال الشعب الكردي حقوقه في سوريا الجديدة, وضمان حقوق جميع الطوائف السورية"، مطالبة بمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الأطفال والنساء في الساحل السوري.

وأضافت "نطالب الحكومة المؤقتة بمحاسبة الذين ارتكبوا الانتهاكات بحق الأبرياء, والتي راح ضحيتها ابنتنا شيندا كشو التي كانت تكمل دراستها في مدينة اللاذقية". 

 

 

"لا للطائفية نعم لسوريا ديمقراطية"

كذلك خرج أهالي مدينة كوباني في مظاهرة تحت شعار "لا لقتل المدنيين لا للطائفية نعم لسوريا ديمقراطية تعددية".

وعلى هامش المظاهرة نددت لجين السالم بالمجازر والانتهاكات التي تتعرض لها الطائفة العلوية "نرفض المأساة والمعاناة التي تعيشها النساء في تلك المناطق، على هيئة تحرير الشام والعناصر التي تقاتل في تلك المناطق معرفة أن المدنيين ليس لهم أي ذنب".

وأضافت "علينا نحن السوريين أن نكون يداً واحدة كشعب واحد لنبني معاً سوريا حرة ديمقراطية تعددية، تحتضن كافة المكونات، لنعيش معاً بسلام وأمان في بلادنا، ولنقف بصوت وإرادة واحدة بوجه القتل والعنف والاعتداءات على المدنيين  وخاصة النساء والأطفال، نحن النساء نرفض وبشدة ما تتعرض له الطائفة العلوية، لذلك نقول بروح ثورة المرأة سنحرر كافة النساء في سوريا".

وحول الاتفاق الذي أبرم يوم أمس الاثنين 10 آذار/مارس، ما بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة المؤقتة في دمشق قالت "نحن على أمل أن يكون الاتفاق المبرم خطوة نحو بناء سوريا ديمقراطية وحرة، خالية من الحروب والنزاعات والقتل"، مشيرة إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية اليوم هي القوة التي تمثل شعوب مناطقنا، ومن الآن فصاعداً تمثل سوريا عامة، ونأمل أن تتوقف الهجمات والانتهاكات التي تتعرض لها الطائفة العلوية في مناطق الساحل السوري بعد هذا الاتفاق".

ومن جانبها قالت سميرة محمد علي "نؤكد تضامننا مع الطائفة العلوية، فنحن نشعر بما يعيشونه لأننا عشنا ذات المأساة، وارتكبت بحقنا العديد من المجازر من قبل مرتزقة داعش والاحتلال التركي، إننا شعب واحد ومأساتنا ومعاناتنا واحدة"، مضيفةً "نرفض بشدة كافة الانتهاكات ونقول لا للقتل والتعذيب والطائفية والحرب الأهلية، نعم لسوريا حرة ديمقراطية تعددية لا مركزية تعطي حقوق كافة مكوناتها".