مؤتمر ستار في زركان: المرأة تناضل من أجل الوجود ضد الإبادة الجماعية

قالت الإدارية في مؤتمر ستار في ناحية زركان بمقاطعة الجزيرة دلال محمود "أولئك الذين أعطوا المزيد من اللون واستطاعوا ترسيخ جذورهم بشكل أعمق في هذه الأرض المقدسة هن النساء".

سوركل شيخو

الحسكة ـ لمواجهة الاحتلال التركي الذي احتل عفرين عام 2018 ورأس العين/سري كانيه وكري سبي/تل أبيض وريفها عام 2019، تتحرك المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا دائماً لحماية قيم ثورتها.

تعتبر منطقة زركان التابعة لمقاطعة الجزيرة مسقط رأس الكرد والعرب والإيزيديين والمسيحيين، وتواجه حالياً هجمات الاحتلال التركي، كما أصيبت العديد من النساء والأطفال، ومنهن اللاتي كن تجنين القطن في قرية البشيرية.

وبين موجات الاعتداءات التي تتوسع كل يوم، تتزايد الانتهاكات التي تحظرها القوانين الدولية، وتكافح المرأة في طريق المقاومة، وتدرك النساء أن المحتلين سيستهدفونهن أينما كن، فقررن البقاء في المنطقة ومقاومة الهجمات التي تهدف إلى تدمير هوية المرأة وثورتها بالعمل.

 

تواصل النساء عملهن رغم الهجمات

منذ بداية عام 2023، عقد مؤتمر ستار في زركان 60 اجتماعاً ودورتين تدريبيتين للرجال و55 ندوة عامة، كما تمت زيارة 530 منزلاً في منطقة زركان وريفها، وفي الوقت نفسه شارك المؤتمر في جميع الأنشطة التي أقيمت في مدينة الحسكة.

 

"المرأة لا تتراجع"

وقالت الإدارية في مؤتمر ستار بزركان دلال محمود إن منطقة زركان هي إحدى المناطق التي تقود فيها المرأة ثورتها "زركان هي أيضاً ساحة ثورة نسائية، ولأنها ساحة ثورة فإن كل من النساء والأطفال والشباب وكل فرد ينظم نفسه فيها، يصبح هدفاً للاحتلال التركي، وإلى جانب أنشطتنا التنظيمية، تحدث أيضاً هجمات يومية على المنطقة، لكن هذه الهجمات لم تجعل النساء تتراجعن عن الخطوات التي خطينها منذ 11 عاماً. ليس زركان فقط، بل اليوم في كل المجالات التي تركت فيها المرأة بصمتها، تتعرض للهجوم، هنا تتجلى كراهية الغزاة وأهدافهم من ثورتنا، استهداف العاملات في جني القطن يعني أن الدولة التركية تستهدف حركتنا الذي يقدر العمال كثيراً".

 

تستمر الاعتداءات على المرأة والمجتمع

ولفتت دلال محمود إلى أنشطة هذا العام "من المهم جداً أن نطرح دائماً سؤال كيف سنتمكن من تعزيز المنظمة النسائية في خضم الكثير من الهجمات اليومية، ولم يتوقف عملنا، بل إن زيارة القرى والمنازل، وعقد الندوات والاجتماعات والدورات مستمرة دائماً وفقاً للوضع الأمني ​​وهجمات الاحتلال التركي".

وأضافت "لقد تم استهداف المدنيين في المستوى الأول من الهجمات، من أجل إخلاء المنطقة ومن ثم أرادوا إغلاق المؤسسات النسوية ودوائر الإدارة الذاتية وتخويف الجميع من الذهاب إلى هذه المؤسسات، لكن ذلك لم يحدث، والجميع قائمون على رأس عملهم في وظائفهم، أولئك الذين أعطوا المزيد من اللون واستطاعوا ترسيخ جذورهم بشكل أعمق في هذه الأرض المقدسة هن النساء، ونحن أيضاً كمؤتمر ستار نتحمل مسؤولية التوعية المجتمعية ونعتبر المقاومة المجتمعية مقدسة".

 

"تسلحوا بأفكار القائد أوجلان"

وأكدت دلال محمود أن مجتمع زركان كافح بأفكار القائد عبد الله أوجلان "اليوم يتسلح المجتمع بالأفكار المأخوذة من القائد أوجلان ويقاتل ضد الاحتلال التركي، والمرأة هي التي تدير هذا النضال وتقويه وتسد ثغراته، وقد أثبتنا ذلك في زركان حيث رأينا كيف أن التنظيم النسائي استطاع أن يعبر عن نفسه بشكل ملحوظ، وكانت جملة 'لن نترك زركان' العبارة التي ترددها النساء والأطفال والشباب والكبار، وهذا هو الموقف من الناس الذين يناضلون ضد الاحتلال منذ 5 سنوات ببيوتهم وأرواحهم وأجسادهم".

 

"قوتنا الجوهرية هي ضمانة الانتصار"

وكشفت دلال محمود أن مركبات المدنيين والهيئات الإدارية هي أيضاً هدف للرصاص ومدافع الدولة التركية، واختتمت بالقول "دمر الاحتلال التركي المركبات المدنية ومركبات المؤسسات والهيئات التي تخدم المجتمع، على طريق تل تمر- زركان، والهدف هو إضعاف النظام التنظيمي وخلق اضطراب ومنع الدخول والخروج والتواصل بين المناطق. لكن كمؤتمر ستار، سنعزز دائماً خط حرية المرأة، وبروح المرأة التي ضحت بحياتها من أجل هذه القضية سنواصل دائماً تنظيمنا ونضالنا، وفي عام 2024 سنعمل بجد أكثر من قبل ولن نسمح للعدو أن يصل إلى هدفه. إننا لا نتوقع أي شيء من القوى الضامنة، لأننا اليوم نعتمد على قواتنا في الأمن الداخلي وقواتنا الجوهرية وبهم سنضمن الانتصار".