مؤتمر ستار: أسر المقاتلات تذكير بانتهاك داعش لحرية الإيزيديات
قالت منسقية مؤتمر ستار بإقليم شمال وشرق سوريا إنه تم أسر ثلاث مقاتلات من وحدات حماية المرأة المدافعات عن حي الشيخ مقصود، وأن هذا السيناريو يعيد للأذهان جرائم داعش ضد الإيزيديات في شنكال.
مركز الأخبار ـ دعت منسقية مؤتمر ستار جميع القوى الديمقراطية والمدافعين عن الحرية، إلى اتخاذ موقف واضح ضد الممارسات غير الإنسانية في حي الشيخ مقصود، مؤكدةً أن المقاومة ضد الاحتلال التركي والإبادة واجب مشترك يتطلب تكاتف الجهود.
أصدرت منسقية مؤتمر ستار اليوم الثلاثاء الثالث من كانون الأول/ديسمبر، بياناً إلى الرأي العام بشأن أسر ثلاث مقاتلات من قوات وحدات حماية المرأة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، من قبل مرتزقة الاحتلال التركي والانتهاكات التي تعرضن لها.
وقد جاء في بيان المنسقية أنه "اليوم، بدأت الحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط، تحديداً على الأرض السورية، حيث يتم تنفيذ جميع المخططات الاستعمارية، خاصة ضد الشعب الكردي وشعوب المنطقة، الهدف من هذه الهجمات هو تقسيم كردستان والشرق الأوسط وفقاً لمخططات الاحتلال التركي، وإسقاط النظام الديمقراطي الذي برز في ثورة روج آفا، وإضعاف فلسفة القائد عبد الله أوجلان البديلة للنظام السائد، وإن جميع القوى المهيمنة وحّدت مخططاتها، ومن خلال داعش يريدون إبادة الشعب الكردي وعموم شعوب المنطقة، والحرب على مدينة حلب الأثرية نتيجة ذلك، وبخيانة عظمى يرتكبون جريمة لاأخلاقية ومعادية للإنسانية".
وأضاف البيان "كما هو معروف، ورغم أن الاسم قد تغير إلى جبهة النصرة، إلا أنهم في الواقع هم داعش، وإن هؤلاء المرتزقة الهمجيين هاجموا الشهباء وعفرين ومدينة حلب بالتعاون مع مخططات دولية لاإنسانية الهدف منها القضاء على مكتسبات ثورة روج آفا وتدمير نظام الإدارة الذاتية، وفي الوقت نفسه، يسعون إلى تقسيم الأرض السورية وفقاً لمصالحهم الاستبدادية، مستغلين الفوضى التي تخلقها الحروب لتصميم حياة اجتماعية وفق مصالحهم، إنهم يرتكبون إبادة جماعية بحق المجتمع، ويريدون تدمير وجود وحرية الكرد من خلال الاحتلال، هذه الخطة يتم تطبيقها من قبل الاحتلال التركي ضد الشعب السوري أجمع".
وتابعت المنسقية في بيانها "في مواجهة هذه الممارسات والسياسات الخبيثة للقوى المهيمنة والدولية، يقاوم المكون الكردي وشعوب المنطقة منذ سنوات طويلة، ويناضلون من أجل وجودهم وحريتهم، ويُعدّون أنفسهم بروح وإيمان حرب الشعب الثورية ويبنون نظاماً للحياة الديمقراطية، ولذلك، على مدار أكثر من ست سنوات، أظهر أهالي عفرين وحلب شجاعة وصموداً غير مسبوقين، حيث قاوموا جميع أشكال الضغوط والصعوبات بقدراتهم الذاتية، لقد صمدوا أمام هجمات الاحتلال التركي والحرب النفسية الخاصة، وتمكنوا من إدارة حياتهم بحرية وفق نظام ديمقراطي".
ولفت البيان إلى أن "الشعب الكردي يعيش في أكبر أحياء حلب منذ سنوات، محافظاً على وجوده وهويته، ومع ذلك، هاجمت اليوم جبهة النصرة بقيادة الاحتلال التركي، منطقة الشهباء وحيي الشيخ مقصود والأشرفية، ونتيجة لهذا الهجوم، تم أسر ثلاث مقاتلات من وحدات حماية المرأة اللواتي كنّ تدافعن عن الأهالي، ما جرى يُذكّر العالم بأسره بالذهنية والمقاربات والممارسات الوحشية لداعش ضد الإيزيديات في شنكال، من قطع الرؤوس إلى بيعهن في الأسواق، إن هذا يكشف مجدداً مدى عدائهم لوجود المرأة ودورها، بلا شك، فإن الاحتلال التركي ومرتزقة أردوغان يتحملون كامل المسؤولية، وسيكون الرد على هذا الفعل أكثر صرامة".
وأشارت البيان إلى أن المقاتلات هن من تحرسن وجود وحرية شعوبهن ومناطقهن "نضالهن ومقاومتهن في معارك الدفاع عن الشعب والمرأة أصبحت معروفة اليوم على مستوى العالم، وأصبحت مصدر أمل كبير لكل النساء في العالم، بل وإلهاماً في الدفاع عن الذات، على الرغم من التاريخ الطويل لنضال النساء ومقاومتهن حول العالم، فإن بناء جيش المرأة بمنهجيته وإرادته أطلق ثورة مميزة".
وأكد بيان المنسقية "نحن، كمجلس مؤتمر ستار في روج آفا، ندين بشدة أسر المقاتلات الثلاث ونُعدّه عملاً لا أخلاقياً، ندعو منظمة العفو الدولية وجميع منظمات المجتمع المدني، والمفكرين والديمقراطيين والمدافعين عن الحرية، إلى عدم التزام الصمت أمام أسر المقاتلات اللواتي كن تحمين الأهالي في الشيخ مقصود، يجب رفض هذه الممارسات غير الأخلاقية التي تنتهك قواعد الحرب، ونطالب بإظهار موقف حازم ضد هذا الاعتداء".
وباسم جميع نساء مؤتمر ستار في روج آفا، قدم المؤتمر وعده بالقول "وعدنا بمواصلة تعزيز تنظيمنا ومقاومتنا ضد هذه الأعمال العدائية، وأن نعمل على حماية أراضينا وزيادة عدد المقاتلات والمدافعات، وأن ننتقم لرفيقاتنا وأن نستمر في التصدي للاحتلال والإبادة التي يمارسها المرتزقة الهمجيين، سننتصر بروح حرب الشعب الثورية، وسنوجه ضربات أكثر حزماً ضد المحتلين، بقيادة النساء الفدائيات والمقاتلات والمناضلات، سنقدم ردوداً تاريخية".
ودعا المؤتمر في ختام بيانه جميع نساء العالم للوقوف بجانب المقاتلات الثلاث اللواتي كن تدافعن عن شعبهن وكرامة المرأة وأصبحن مصدر إلهام عظيم لجميع النساء في العالم "يجب أن نؤكد اليوم على ضرورة حماية حياتهن والدفاع عن حقوقهن، وإن وجود المدافعات عن المرأة يعبر عن حماية وجود كل النساء في مواجهة العقلية السلطوية وهيمنة النظام الذكوري، يجب أن نوحد صفوفنا في النضال وبناء مقاومة النساء، كما ينبغي أن نوحد صوتنا ونرفعه عالياً بوجه أسر هؤلاء المقاتلات، لا ينبغي القبول بأي هجمات خاصة تستهدف النساء أو شعوب المنطقة، ويجب أن نستمر في المقاومة والنضال وفق حقيقة حرب الشعب الثورية".