موجة نزوح لسكان جنوب لبنان
سجلت عدة مناطق لبنانية حركة نزوح واسعة نحو بلدات مجاورة بعيداً عن مناطق الاقتتال، في وقت قدرت فيه مصادر لبنانية أعداد النازحين باتجاه بيروت ما يقارب المليون ونصف المليون.
لميس ناصر أبو عساف
بيروت ـ تسببت موجة نزوح لسكان الجنوب اللبناني إلى اختناق مروري على طول الشريط الساحلي وقد انتشر النازحون في الساحات وعلى شواطئ العاصمة بيروت.
قالت النازحة دينا ياغي من منطقة الغازية جنوب لبنان وهي أم لثلاثة أطفال، إنها عند بدء القصف على الغازية كانت في صيدا بينما الأطفال كانوا في المنزل وبسبب صعوبة التنقل أثناء القصف لم تستطع العودة إلى الغازية لإخراجهم من المنزل، لذلك اضطرت أن ترسل شخص آخر لإحضارهم إلى بيروت بينما هي بقيت عالقة في صيدا وزوجها عالق في منطقة قريبة من الغازية.
وأضافت أنها أمضت 12 ساعة متواصلة سيراً على الطريق الواصل بين صيدا وبيروت بسبب الأعداد الكبيرة من النازحين، مما تسبب بخلق ازدحام على الطرق الأمر الذي علق وصولها إلى أطفالها وزوجها في بادئ الأمر.
وأشارت إلى أنه بعد وصولها إلى بيروت قررت مساعدة النازحين عبر جمعية وهي اليوم تعد وجبات طعام لأكثر من خمسمئة عائلة نازحة يومياً.
من جانبها قالت فاطمة نعمة نازحة من النبطية جنوب لبنان وهي أم لطفلين، إنها نزحت من قريتها بسبب الغارات التي طالت مكان سكنها حيث غادرت أولاً إلى الغازية بحثاً عن الأمان إلا أن الغارات طالت الغازية أيضاً مما اضطرها إلى النزوح مجدداً إلى بيروت تحديداً في منطقة الأشرفية ولم يكن لديها مكان يأويها وعائلتها.
وبينت أن إحدى الجمعيات التي تقدم الطعام للنازحين، أمنت لها غرفة لتسكن بها مع عائلتها في مبنى الجمعية وقررت التطوع للعمل في مطبخ الجمعية، مضيفةً أن العمل التطوعي ساعدها على التخلص من التوتر والضغوط النفسية بسبب الحرب والنزوح، وكانت تشعر بمسؤولية تجاه إطعام الأطفال النازحين لكونها أم عاشت تجربة النزوح وتجد في عملها التطوعي مقاومة للحرب ولكن بطريقة مختلفة.