موجة دعم واسعة لاحتجاجات إيران محلياً وعالمياً

تذهب الاحتجاجات التي اندلعت في إيران وشرق كردستان على إثر مقتل مهسا أميني إلى أبعد من التنديد بالقمع، إلى غضب شعبي من تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي.

مركز الأخبار ـ تشهد شوارع 80 مدينة في إيران مظاهرات عارمة منذ وفاة مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق المكلفة بتطبيق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران على النساء.

في اليوم الخامس من الاحتجاجات التي شهدتها مدن عدة وخاصة في شرق كردستان، عطل المحتجين حركة المرور وأشعلوا النار بمركبات الشرطة، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة مرددين شعارات مناهضة للنظام.

وعلى إثر الاشتباك مع القوى الأمنية بالغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه سقط العديد من الضحايا وجرح آخرون، كما اعتقل عدداً من المتظاهرين، فقد انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، مشاهد لتعنيف المحتجين وإطلاق النار واستخدام الغاز المسيل للدموع.

وأفادت منظمة "هنكاو لحقوق الإنسان" الكردية والتي تتخذ من النروج مقراً لها، أن 450 شخصاً أصيبوا بجروح، و500 آخرين تم توقيفهم.

وحسب المعلومات المتداولة من إيران فإن خدمة الإنترنت تواجه ضعفاً شديداً أو انقطاعاً تاماً في معظم المدن والمحافظات الإيرانية التي تشهد احتجاجات عارمة منذ 5 أيام، فيما أفاد نشطاء بوقف تطبيق "إنستغرام" عن العمل في إيران، وهو التطبيق الوحيد الذي تسمح به السلطات الإيرانية.

وفي ظل الخلل واسع النطاق في الإنترنت، اتسعت موجة الاحتجاجات ولم تتوافر أرقام دقيقة عن عدد القتلى والمصابين والمعتقلين.

 

النساء عصب الاحتجاجات

وشكلت النساء عصب الاحتجاجات الأخيرة، إذ أظهرت فيديوهات مشاهد خلع بعضهن خلال التجمعات الاحتجاجية الحجاب ورفعهن مناديل الرأس بأيديهن أو حرقها، بالإضافة إلى أن بعضهن قمن بقص الشعر، تعبيراً عن الاحتجاج على وفاة مهسا أميني و"الحجاب الإلزامي".

ورفعت خلال الاحتجاجات هتافات سياسية حادة ضد المسؤولين ومطالبات بإنهاء عمل دوريات شرطة الأخلاق وإلغاء قانون الحجاب، فضلاً عن شعارات دعت إلى احترام حقوق المرأة.

واجتمعت مجموعة من النساء أمام سفارة إيران في مدريد للاحتجاج على مقتل مهسا أميني، وكاتبن على صدورهن "العدل والحرية لا للحجاب القسري".

وقد أعلنت كل من المعقتلتين السياسيتين منيرة عربشاهي وابنتها ياسمين الإرياني اللتان تقضيان حكماً بالسجن لاعتراضهما على الحجاب الإجباري، إضرابهما عن الطعام احتجاجاً على مقتل مهسا أميني.

ووصف ناشطون في مجال حقوق الإنسان قمع الشرطة الإيرانية للمظاهرات، الذي ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى ثمانية أشخاص، بحملة أمنية "قاتلة".

 

تفاعل دولي

ووصل الاحتجاج الدولي إلى أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعات الدورة الـ 77، حيث شغلت الناشطات الإيرانيات مساحة واسعة من كلمات القادة الغربيين على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني، وما تبعه من احتجاجات في الشارع الإيراني.

وانتقد القادة الغربيون تعامل السلطات الإيرانية مع الحادثة، وقد دعا الرئيس التشيلي غابريل بوريك في كلمته خلال اجتماع الدورة السابعة والسبعين للجمعية، إلى "إنهاء العنف ضد النساء".

وعلقت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على هامش اجتماعات الجمعية العامة على وفاة مهسا أميني، داعيةً النظام الإيرانية إلى احترام الاحتجاجات التي قالت إن المحتجين يتظاهرون دفاعاً عن حقوق الإنسان.

من جانبه قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تصريحات إعلامية إنه خلال لقائه نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، الثلاثاء 20أيلول/سبتمبر، تحدث عن حقوق النساء في إيران "قلت بشكل صريح إننا ندافع عن حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق النساء".

كما دعت وزارة الخارجية البريطانية النظام الإيراني إلى التحقيق بشفافية وحزم في مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، معبرةً عن قلقها من إساءة الأمن الإيراني معاملة المحتجين.

وفي ظل موجة الغضب العارمة، أفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن موقع بلدية طهران قد تعرض للاختراق، ومعه موقع رئاسة الجمهورية الإيرانية، في الوقت الذي تم فيه حظر منصة "إنستغرام" و"واتساب" في البلاد.

وجاء ذلك بعد ساعات من تعرض موقع وزارة الثقافة الإيرانية، فضلاً عن المصرف المركزي إلى الاختراق من قبل مجموعة من القراصنة.

وقد نشرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" بعض نتائج تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثة مهسا أميني، مشيراً إلى أنه قد أغمي عليها عدة مرات في مكان عملها، وهو ما نفاه والدها أمجد أميني.