مواصلة القصف الإسرائيلي ينذر بكارثة إنسانية وبيئية في غزة

يعاني سكان قطاع غزة من أزمة حادة في انعدام الموارد الأساسية وعدم سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإغاثية إلى غزة في ظل مواصلة القصف.

غزة ـ تتفاقم معاناة السكان بسبب انقطاع الخدمات الأساسية، من كهرباء ومياه ووقود مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، بالإضافة إلى النقص الحاد في إمدادات الطعام ونفاد الأدوية.

في حصيلة متزايدة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول/أكتوبر، عن مقتل 2850 شخص، وإصابة 1280 بجروح متفاوتة الخطورة، وفي بيان لها أكدت أن 65% من القتلى هم من النساء والأطفال.

ولفت البيان إلى أنه خلال الـ 24 ساعة الماضية، قُتل 270 شخصاً وأصيب أكثر من 580 في قطاع غزة، فيما بلغ عدد القتلى في الضفة الغربية 60 شخص، ونحو 1250 مصاب.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية أن الهجمات الإسرائيلية على غزة دمرت أحياء سكنية واسعة بالكامل، وأخرجت عوائلها من السجل المدني، وارتكبت مجازر بحق 371 عائلة، وسجلت الجهات المختصة 1200 بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض منهم 500 طفل مفقود.

وناشدت وزارة الصحة العالم بالتدخل الفوري لإرسال الطواقم والمعدات اللازمة للمساعدة في إزالة الأنقاض الهائلة وإنقاذ حياة ما يمكن إنقاذه.

وتنذر وزارة الداخلية في غزة بكارثة إنسانية وبيئة وانتشار للأوبئة بسبب وجود جثامين أكثر من 1000 شخص تحت أنقاض المنازل المدمرة لعدة أيام تلك المدة ستعمل على تحلل الجثث، وسيرفع عدد القتلى المسجلين لدى وزارة الصحة بشكل كبير.

بدورها حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من تدهور الوضع في غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني شخص خطر نفاد المياه بسبب الحصار المشدد الأمر الذي دفع المواطنين في القطاع إلى استهلاك مياه غير صالحة للشرب مما ينذر باندلاع أزمة صحية خطيرة تهدد حياتهم.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أن معبر رفح لم يفتح منذ بدء المواجهات حتى الآن ولا تزال المساعدات الإنسانية والطبية عالقة عند الحدود.

وحذرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرضي الفلسطينية، لين هاستينغز، من الخطر الكبير المتمثل في الأوضاع الإنسانية الغير مسبوقة في غزة، مشيرةً إلى نفاد الموارد الأساسية.

وأوضحت أن مخزون المياه الحالي لدى المنظمة الأممية لمساعدة السكان سينفد خلال اليومين المقبلين على الأكثر، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار بغرض الإغاثة.

من جانبها أكدت المتحدثة الإقليمية عند الصليب الأحمر، إيمان طرابلسي على أهمية تفادي الانهيار الكامل لقطاع الرعاية الصحية في غزة، وذلك كأولوية قصوى، موضحة أن جهود الصليب الأحمر مستمرة في محاولة الاستفادة القصوى من المخزون المتاح داخل القطاع، ولكن هذه الموارد لا تكفي لتلبية جميع الاحتياجات الضرورية.

فيما أدانت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية، إيوني بيلارا، بشدة ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، واصفة الأفعال الإسرائيلية بـ "جرائم حرب وإبادة جماعية ممنهجة"، كما وصفت الحصار بـ "العقوبة الجماعية التي تعد انتهاك خطير للقوانين الدولية" الأمر الذي أعربت عنه منظمة هيومن رايتس ووتش أيضاً.

واتهمت إيوني بيلارا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتشجيع إسرائيل على تنفيذ سياسات تمييزية وعنصرية وعدائية تنتهك حقوق الإنسان بشكل جسيم.

وأكد المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل أسقطت ما يوازي ربع قنبلة نووية على قطاع غزة، وبحسب البيان الصادر عن المرصد أسفر القصف المستمر عن تدمير أكثر من 17 ألف منزل وتضرر حوالي 87 ألف وحدة سكنية، كما ألحقت الهجمات أضراراً بما لا يقل عن 73 مدرسة و61 مقر إعلامي و18 مسجداً و165 منشأة صناعية.