معتقلات سرية وانتهاكات مستمرة بحق النساء في الفاشر

تشير العديد من التحقيقات الميدانية والتقارير إلى أن بعض المحتجزات في المعتقلات السرية في الفاشر أُجبرن على الزواج القسري داخل أماكن الاحتجاز، ووقوع حالات حمل غير طوعية ناتجة عن انتهاكات جنسية ارتكبتها قوات الدعم السريع.

السودان ـ كشف مرصد شمال دارفور لحقوق الإنسان عن وقائع صادمة لانتهاكات واسعة ترتكبها قوات الدعم السريع بحق النساء في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، مؤكداً احتجاز العشرات منهن في منشآت تُستخدم كمراكز اعتقال سرية، مع تسجيل حالات تزويج قسري وحمل نتيجة اغتصاب.

أوضح مرصد شمال دارفور لحقوق الإنسان في بيان صدر أمس السبت 3آب/أغسطس، أن قوات الدعم السريع تحتجز نساء وفتيات في موقعين رئيسيين: مقر الإمدادات الطبية الكائن في جنوب شرق الفاشر، ومعسكر جديد السيل في الطرف الشرقي للمدينة، وكلاهما خاضع لسيطرتها منذ بدء الحصار على المدينة في نيسان/أبريل 2024.

وأشار المرصد إلى أن معلوماته المستقاة من تحقيقات ميدانية وشهادات محلية تؤكد أن بعض المحتجزات أُجبرن على الزواج القسري داخل أماكن الاحتجاز، في حين أفادت تقارير أخرى بوقوع حالات حمل غير طوعي ناتجة عن انتهاكات جنسية ارتكبتها عناصر الدعم السريع.

ووصف البيان استخدام العنف الجنسي بأنه سياسة ممنهجة تهدف إلى إخضاع المجتمعات المحلية وترهيبها عبر استهداف النساء، باعتبارهن أحد أبرز الرموز المجتمعية، مؤكداً أن العدد الدقيق للنساء المحتجزات غير معروف بسبب الطوق الأمني المشدد والتكتم حتى داخل العائلات.

وطالب المرصد المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل للكشف عن مصير النساء المحتجزات، وضمان سلامتهن النفسية والجسدية، وفتح تحقيق دولي شفاف ومستقل في هذه الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب.

وكانت قد كشفت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان في تموز/يوليو المنصرم عن توثيق  1385 حالة اغتصاب ارتُكبت في مناطق كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع، وقد شهد  معسكر زمزم للنازحين بدارفور غربي السودان  الكثير من حالات الاغتصاب والعنف الجنسي.

وتواصل قوات الدعم السريع فرض حصار خانق على مدينة الفاشر، في محاولة للسيطرة على آخر معقل حضري في إقليم دارفور لا يزال تحت سيطرة الجيش السوداني، وسط تدهور إنساني متسارع ونزوح آلاف المدنيين.