متحف المقاومة في كوباني شاهد على بطولة أبنائها

متحف المقاومة الموجود في قلب مدينة كوباني شاهد على البطولة التي قدمها أبنائها وبناتها وكأنه ملحمة خالدة مليئة بالأمل والقوة.

برجم جودي

كوباني ـ تحتل الملاحم البطولية مكانة خاصة في ذاكرة وأذهان الأهالي، لكن في مقاومة كوباني التي استمرت 134 يوماً، حافظ المكان على ذكريات المقاومة وآثارها وأبقاها حية حاضر دائماً أمام الأعين.

في 15 أيلول/سبتمبر عام 2014 هاجم مرتزقة داعش الذين شكلوا تهديداً كبيراً على البشرية جمعاء مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا من ثلاث جبهات، وحشدت كل الوسائل للسيطرة عليها. ولكن ماذا حدث؟

 

يوم النصر

دافع مقاتلو وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب إلى جانب نساء وشباب كوباني من مختلف أجزاء كردستان عن كوباني، وتمكنوا من دحر الهجوم بالإيمان بقوة أبناء النار والشمس في 134 يوماً حافلة بالبطولة، وحموا كوباني الصامدة.

كشف يوم النصر 26 كانون الثاني/يناير 2015 والذي أعلن فيه انتصار المقاومة الخالدة عن قوة فدائيات العصر وأبطال الكرد، كانت مقاومة كوباني والحرب التي اندلعت شرسة لدرجة أن المدينة دُمرت بالكامل. لكن تمكن الشعب الذي كان يحب أرضه ويؤمن بها من إعادة بنائها من جديد وبدء حياة مليئة بالفخر والاعتزاز.

وحفاظاً على الإرث والإنجازات وآثار الصمود والمقاومة والملحمة التي تم خوضها، حُوِّلت المنطقة الأكثر دماراً إلى متحف. في هذا المتحف الواقع على حدود شمال كردستان في شارع الجمارك بكوباني، يمكن للمرء أن يرى آثار هذه البطولة بأم عينيه ويستشعرها بقلبه ويتأثر بها.

 

الكتابات الموجودة على الجدران

عندما يذهب المرء إلى المتحف ويتجول بين المنازل المدمرة والمباني المنهارة ومخلفات الحرب من أسلحة وقذائف وغيرها، يغمره شعورٌ مختلف. حتى أنه يتساءل، أي إرادة وإيمان كان يتحلى بها من قاتلوا وانتصروا هنا؟ وهنا أؤكد لكم أن الإجابة واضحة في تفاصيل هذا المكان وآثاره. فالكتابات على الجدران والتي استشهد معظم من كتبها، والحجارة التي حمّت بعضها بعضاً بثبات من الضربات والمعارك، والأزهار التي نمت بين الأنقاض، وجذور الأشجار التي فقدت أوراقها وأغصانها ثم نمت من جديد، والعشب والطيور التي احتضنت بعضها البعض أصبحت إجابة سحرية لجميع التساؤلات التي تُطرح.

 

خريف قاس تحول إلى ربيع دائم

خريف عام ٢٠١٤ الذي حلَّ بقسوة على كوباني تحول إلى ربيعٍ دائم، حيثُ نبتت بذور آمال وتطلعات آلاف الأبطال على صدر كوباني. وفي متحف المقاومة تنطق لوحة مُزينة بآثار مقاومة أبناء النار والشمس.