مطالبات بوقف الهجمات على إقليم شمال وشرق سوريا وفرض حظر جوي

ندد الأهالي والمؤسسات في إقليم شمال وشرق سوريا، بالهجمات الجوية على إقليم شمال وشرق سوريا التي ينفذها الاحتلال التركي في محاولة منه زعزعة استقرار المنطقة وتوسيع رقعة احتلاله.

مركز الأخبار ـ يشن الاحتلال التركي هجمات جوية على إقليم شمال وشرق سوريا منذ 23 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أسفرت عن مقتل 8 مدنيين كحصيلة غير نهائية وإصابة 18 آخرين بعضهم بحالات حرجة، فضلاً عن الأضرار المادية الجسيمة. 

 

محاولات لزعزعة الاستقرار

أدلى مجلس المنطقة الشرقية في دير الزور، اليوم الثلاثاء 26 كانون الأول/ديسمبر، ببيان استنكر من خلاله هجمات الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا واستهدافه للبنية التحتية والمدنيين والموارد الاقتصادية، مطالباً بالتدخل الفوري لوقف هذه الهجمات.

وأعلن البيان عن رفض أهالي وإدارة المنطقة الشرقية هجمات الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا والتي استهدفت مدنيين وبنى تحتية "هذا النهج العدواني الذي يمارسه الاحتلال التركي على مدى أكثر من 13 عاماً، والذي يهدف إلى تدمير البنية التحتية والمنشئات الاقتصادية".

وأشار البيان إلى أن "هذه الممارسات لا تمثل سوى سياسة التخريب والتجويع للأهالي في المنطقة، وهو تحول خطير يمكن وصفه بسياسة الإبادة الجماعية"، مضيفاً "تزيد هذه الهجمات من مستوى القلق وتهدد الاستقرار وتزيد من المخاطر العابرة للحدود".

وطالب البيان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والتحالف الدولي، إلى التدخل الفوري لوقف هذه الهجمات لما لها من تداعيات سلبية على المدنيين والتهديد المتزايد باندلاع "حرب كبيرة"، مؤكداً على "أننا ملتزمون بمواصلة النضال وحماية مكاسبنا والسعي لتحقيق أهدافنا من خلال إرادتنا الحرة ومجتمعنا الحر".

 

نساء تؤكدن مقاومتهن بوجه الاحتلال

تنديداً بهجمات الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا، خرج الآلاف من مكونات مقاطعة عفرين والشهباء تظاهرة حاشدة، رفع المشاركون/ات خلالها لافتات كتبت عليها "المصالح الدولية تقتل الإنسانية، قصف الفاشية التركية كارثة إنسانية بحق الشعب، تركيا بهجماتها تنتهك إرادة المجتمع الدولي، المقاومة حياة حرة".

وأعربت نساء عفرين والشهباء عن غضبهن تجاه الهجمات واستهداف المدنيين حيث قالت لطيفة عيسى إن الاحتلال يستهدف قرى ومناطق إقليم شمال وشرق سوريا بشكل همجي "يسعى الاحتلال من خلال هذه الهجمات إبعاد الشعب عن قضيته وأرضه ومشروعه الديمقراطي".

وأضافت "لن نسمح للاحتلال بتحقيق مطامعه وإفشال مشروعنا الديمقراطي وبث الفتنة بين مكونات المنطقة، وسنقاوم ونتصدى المحتل ونحرر جميع أراضينا المحتلة من عفرين إلى سري كانيه وكري سبي".

من جانبها لفتت خولة علي إلى أنه "لا نخشى أو نضعف أمام الهجمات على مناطقنا، وإصرارنا على تحقيق النصر الكبير في تأسيس سوريا ديمقراطية حرة لجميع المكونات سيبقى حاضراَ"، منددة باستهداف البنية التحتية والمدنيين في إقليم شمال وشرق سوريا وارتكاب المزيد من المجازر.

ونوهت نجلاء أحمد إلى أن ثورة روج آفا ثورة حرة وتحققت وانتصرت بقيادة النساء من كافة المكونات وستكون المرأة الثورية في شمال وشرق سوريا بذات القوة والإصرار والإرادة لحماية هذه الثورة ومكتسباتها.

 

 

 

 

استهداف اقتصاد المنطقة

من جانبه، ألقى مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة منبج بياناً استنكر فيه هجمات الاحتلال التركي على البنى التحتية والمنشآت الحيوية في إقليم شمال وشرق سوريا، مطالباً بوقف الهجمات على المنطقة، لأن الصمت العالمي يمهد الأرضية للاحتلال للاستمرار بانتهاكاته.

وقد استهدف الاحتلال التركي حتى لحظة كتابة الخبر، 40 موقعاً حيوياً من معامل ومنشآت حيوية ومحطات نفط ومشافي بالطائرات المسيرة وأخرى حربية في مقاطعتي الجزيرة والفرات، وقد أدى إلى فقدان 8 مدنيين حياتهم وإصابة 18 آخرين، والجدير بالذكر أن جميع المواقع مدنية وليس لها أي علاقة بالقوات العسكرية.

وأكد البيان أن زعزعة الاستقرار في المنطقة وإفشال مشروع الإدارة الذاتية من أهداف الاحتلال الأساسية، مضيفاً "إن هذه الهجمات في كل من ريف ديريك وصولاً لمنبج والمناطق الأخرى ما هي إلا أعمال تعبر عن تدني المستوى الأخلاقي الذي يمارسه الاحتلال ضدنا الأمر الذي يتعارض مع جميع مساعي تحقيق الاستقرار وضبط البوصلة نحو مكافحة الإرهاب العالمي".

وعبر البيان عن رفضه لانتهاكات المحتل والصمت الدولي "نؤكد رفضنا التام لاستمرار هذه الجرائم وسط صمت دولي وعدم التفاف القوى الضامنة لوقف إطلاق النار، ونحمل هذه الأطراف مسؤولية استمرار الهجمات التي تتكثف يوماً بعد آخر".

 

 

 

فرض حظر جوي

بدوره، أصدر مجلس العام لتجمع نساء زنوبيا في الرقة بياناً يندد بالانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي، مشيراً إلى أن المنطقة تشهد نجاحات وانتصارات قيمة على الصعيد العالمي وأهمها صياغة العقد الاجتماعي والتصديق عليه وإعلان شمال وشرق سوريا إقليم ذاتي يدير من قبل مكونات المنطقة التي ترى أن مشروع الأمة الديمقراطية والإدارة الذاتية الحل الأنسب للأزمة السورية العالقة.

وأوضح البيان أن الهجمات هي محاولة ضرب الإنجازات التي تحققت في ظل مشروع الأمة الديمقراطية، مطالباً المجتمع بأن يكون هناك موقف جاد جراء ما تتعرض له المنطقة، وفرض حظر جوي في سماء إقليم شمال وشرق سوريا.

وأوضحت الإدارية في لجنة الاقتصاد بمجلس تجمع نساء زنوبيا جيهان محمد أن "تكثيف الهجمات على المنطقة جاء تزامناً مع إعلان العقد الاجتماعي الذي ركز على أهمية ضمان حقوق كافة المكونات إلى جانب انعقاد المؤتمر الرابع لمجلس سوريا الديمقراطية الذي شدد على تلاحم السوريين وإيجاد دستور جديد لحل الأزمة السورية".

ولفتت إلى أن الاحتلال التركي يرى أن كل هذه الإنجازات خطراً على مطامعها التوسعية في المنطقة، مؤكدة على أن الهجمات المتكررة "لا تكسر عزيمتنا الجبارة بوجه الاحتلال ومطامعه وسنبقى نسير على خطى شهدائنا".

 

 

 

توسيع دائرة الاحتلال

وأدلت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مدينة كوباني ببيان في مشفى مشته نور الذي تعرض مساء أمس الاثنين 25 كانون الأول/ديسمبر، لقصف جوي أربع مرات متتالية في محاولة من المحتل التركي زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وبهدف تدمير مشروع الأمة الديمقراطية وتوسيع دائرة احتلاله في الشرق الأوسط.

وأضاف البيان أن الهجمات المستمرة أدت إلى سقوط العديد من المدنيين بين قتيل وجريح، واستهدفت مركز مشته نور الطبي التابع لهيئة الصحة والذي يقدم خدمات صحية مجانية للأهالي، ومرآب للسيارات تابع لبلدية كوباني وشركة "أحمد تمر" الخاصة للمقاولات وتعهدات البناء.

وأكد البيان أنه "بعد فشل كل محاولات الاحتلال التركي لكسب دعم سياسي لعمليته العسكرية المزعومة باجتياح مناطقنا، لجأ إلى هذه الأساليب للقضاء على مصادر سبل العيش للسكان لإجبارهم على الهجرة وإضعاف مؤسسات الإدارة الذاتية التي تدير شؤون حوالي خمس ملايين نسمة من الشعب السوري بما فيهم مئات الآلاف من النازحين من المناطق المحتلة ومناطق سيطرة حكومة دمشق".