مطالبات بمحاسبة تركيا على جرائمها التي ترتكبها في مناطق شمال وشرق سوريا

طالبت نساء مدينة الرقة والطبقة المنظمات الحقوقية والإنسانية بمحاسبة تركيا على جرائمها التي ترتكبها في مناطق شمال وشرق سوريا، مشددات على الاستمرار في النضال لإفشال جميع مشاريعه.

سيبيلييا الإبراهيم

الرقة ـ  أكدت نساء مدينة الرقة والطبقة بشمال وشرق سوريا، بأن هدف تركيا من الانتهاكات التي تمارسها على المنطقة هو القضاء على مشروع الأمة الديمقراطية الذي جمع كافة المكونات والشعوب، والسعي لضرب اقتصاد المنطقة وقيم وأخلاقيات المجتمع وذلك من خلال استهدافهم لأكاديمية مكافحة المخدرات التي تحارب آفة العصر، واستهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية في هجماتها الاخيرة.

تشهد مناطق شمال وشرق سوريا انتهاكات جمة من قبل الاحتلال التركي منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر، وخلال التصعيد العسكري الأخير استهداف المنشآت المدنية والخدمية ومحطات الكهرباء والمياه والمشافي والمدارس إضافة إلى أكاديمية قوى الأمن الداخلي لقوات مكافحة المخدرات مما أدى الى استشهاد 29 عضو، وأصيب 28 منهم حالتهم خطرة، بالإضافة إلى فقدان العشرات من المدنيين والأطفال لحياتهم، وأثارت هذه الهجمات ردود فعل غاضبة ومنددة مطالبة الدول الضامنة والمنظمات الحقوقية والإنسانية بمحاسبة تركيا على جرائمها.

 

"تاريخ الدولة التركية قائم على الدمار والخراب"

وقالت رئيسة هيئة المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عدالة عمر "استهدف الاحتلال التركي البنية التحتية والمنشآت الحيوية والمدارس والمشافي مستخدماً الأسلحة الثقيلة التي تسببت في فقدان العديد من المدنيين لحياتهم بينهم أطفال، فالجرائم التي ارتكبت يندى لها جبين الإنسانية وبعيدة عن الأخلاق والإنسانية "، مشيرة إلى أن "تاريخ الفاشية التركية قائم على الدمار والخراب وهدفه تطبيق مخططاته في هذه المنطقة وسلب إرادة الشعوب وإضعافهم، فعندما يرون مشاريع لا تخدم مصالحهم يحاربون هذا المشاريع بشتى الوسائل والطرق".

وأوضحت أن "تركيا تسعى باستهدافها لهذه المناطق إلى تهجير سكانها وبث حالة الرعب في المنطقة، إلى جانب محاولة إحياء داعش وتغير ديمغرافية المنطقة وجلب المرتزقة وتوطينهم في هذه المنطقة وممارسة التطهير العرقي بحق الشعب الكردي والقضاء على مشروع الإدارة الذاتية وخلق فتنة بين الشعوب".

وحول الانتهاكات التي تتعرض لها مناطق شمال وشرق سوريا وسط صمت دولي أكدت أنه "يجب على العالم القيام بواجبه ومسؤوليته التاريخية والقانونية، فما تقوم به الدولة التركية هو اختراق للقوانين، فتركيا ترتكب جرائم حرب بحق النساء والأطفال الابرياء وكل ذلك وسط صمت دولي، وهذا يعني دعمهم لتركيا لمهاجمة المنطقة ومشاركتهم بهذه الجرائم".

وعن سبل المقاومة والنضال بوجه الاحتلال التركي أوضحت أنه "منذ بداية ثورة روج آفا انتهجنا خط المقاومة أساس لنضالنا واليوم يؤكد الآلاف من أهالي شمال وشرق سوريا أن هجمات الاحتلال التركي لن تنال من عزيمتهم بل تزيدهم اصرارنا على التمسك بأراضيهم وقضيتهم ومشروعهم، مشددين على صمودهم إلى حين إفشال هذه المؤامرات للعيش بحرية وكرامة".

استهدف الاحتلال التركي في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر أكاديمية قوى الأمن الداخلي الخاصة بقوات مكافحة المخدرات مما أدى إلى استشهاد 29 عضواً واصابة 28 أخرين، وحول ذلك قالت "استهداف أكاديمية قوى الأمن الداخلي هو استهداف للقيم الإنسانية فقوات مكافحة المخدرات بنسبة لهذه الأنظمة عائق أمام محاولة نشرها في مناطق شمال وشرق سوريا، لهذا السبب تم استهداف الأكاديمية".

 

 

ومن جانبها قالت الرئيسة المشتركة للجنة الداخلية في مدينة الرقة عائشة جاويش "الانتهاكات وممارسات تركية على مناطق الإدارة الذاتية هي لمحاربة مشروع الأمة الديمقراطية"، واصفة الانتهاكات على المنطقة بأنها جرائم ضد الإنسانية ورغم ذلك هنالك صمت دولي تجاه ما تقوم به "نطالب بأن يكون هنالك موقف جاد من قبل الدول ومنظمات حقوق الإنسان والطفل".

وبدورها قالت عضو منسقية مؤتمر ستار لشمال وشرق سوريا هيفي سليمان "تسعى تركيا من خلال هجماتها وانتهاكاتها في المنطقة للوصول إلى هدفها التوسعي العثماني تحت حجج واهية وهي حماية أمنها القومي وإقامة منطقة عازلة، لذا بين الفينة والأخرى تستهدف المرافق العامة والمدنيين العزل وخاصة النساء والأطفال وما قامت به في عين عيسى من استهداف طفلين لم يتجاوز أعمارهم 10 سنوات هي جريمة بحق الإنسانية والطفولة، محاولة ضرب أمن واستقرار المنطقة التي بنيت بجهود شعوب المنطقة لإدارة أنفسهم وبناء نظامهم المجتمعي الديمقراطي وهذا لم يرق للدولة التركية".

وأوضحت أن تركيا تعيش أزمة اقتصادية خانقة فهي تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى دول الجوار فتحارب إرادة وتكاتف الشعوب التواقة للحرية.

واستنكرت الصمت الدولي حيال الهجمات "الصمت الدولي دليل على أنهم شركاء في الانتهاكات وسياسة الإبادة بحق الشعوب"، مؤكدة أنه بمقاومة وكفاح الشعب سيستمرون في النضال والوقوف في وجه جميع الانتهاكات والممارسات.

وقالت عضوة منسقيه تجمع نساء زنوبيا في مدينة الطبقة بشمال وشرق سوريا مريم عثمان "هجمات الفاشية التركيا واستهدافها للبينة التحتية والمنشآت الحيوية هي لتدمير المنطقة من الداخل ولضرب أعمدة الاقتصاد، كما أنها تحاول من خلال استهداف المدراس إعادة الشعوب إلى الجهل، فالاحتلال يستهدف مقومات الحياة كمحطة المياه والكهرباء لإشغال شعوب المنطقة بإعادة اعمارها والابتعاد عن الفكر والثورة".

وأوضحت أن "تركيا بعد فشلها في كسر إرادة الشعوب من خلال أساليب القتل تعمدت أساليب أخرى حيث بدأت باستهداف الأكاديميات التي تعتبر المنبع والنور الذي سيبنى عليه تطور المجتمع".

وأكدت الرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن في مدينة الطبقة نور الهدى قطران أن هدف الدولة التركية هو زعزعة أمن واستقرار المنطقة "قام الاحتلال التركي بتصعيد هجماته على مناطقنا وقطع شريان الحياة باستهدافه للبنية التحتية الصحية والخدمية والتربوية لتهجير الشعوب وإفشال مشروع الامة الديمقراطية وتغير ديمغرافية المنطقة".

ومن جانبها أكدت الإدارية في مكتب المرأة في لجنة الداخلية للإدارة المدنية الديمقراطية في مدينة الطبقة تركيا الحمادة على أنه "مستمرين بالنضال وسنقف صفاً واحداً وصوتاً واحداً لإيصال الجرائم التي يرتكبها الاحتلال التركي بحقنا إلى جميع دول العالم ومنظمات حقوق الانسان، فتركيا تسعى لأفشال مشروع الإدارة الذاتية إلا أنه لن ينال هذا الهدف طالما أننا صف واحد ويد واحدة في وجه جميع الانتهاكات".