مطالب بسياسة خارجية حاسمة ومنحازة للشعوب وليس للمحاور الدولية
نظم مشروع النقاط العشر ندوة رقمية تناولت خيارات المرحلة المقبلة للبنان مع تداعيات المشروع الإسرائيلي ودفعه لإشعال فتيل الحرب جنوباً، وضرورة القيام بحملات مناصرة سياسية دولية وباستراتيجية متكاملة للحؤول دون توسع نطاق النزاع.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ بمشاركة أكثر من أربعين ناشط/ـة من مجالات عدة ولا سيما السياسي، أقام مشروع النقاط العشر ندوة رقمية أمس الخميس الأول من شباط/فبراير عبر منصة الزووم تحت عنوان "50 ألف يوم من الصراع مع المشروع الصهيوني: أي خيارات ممكنة؟ وأي دور للبنان؟".
مشروع النقاط العشر هو مبادرة سياسية لناشطين/ات ومنظمين/ات سياسيين من المجتمع المدني تهدف إلى توحيد الجهود حول برنامج موحد للتغيير والإصلاح السياسي في لبنان، حيث يمكن أن تشكل خارطة طريق للخروج من أزمات البلاد، ومشروع حكم لاستدامة الدولة.
وخلال الندوة الرقمية تمت مناقشة النقطة العاشرة من مشروع النقاط العشر والتي تنص على "سياسة خارجية حاسمة ومنحازة للشعوب وليس للمحاور الدولية".
وذكر المنظمون أنه "انطلاقاً من المصالح المباشرة وغير المباشرة للمجتمع اللبناني، وانطلاقاً من تضامننا الكامل وغير المشروط مع أهل غزة التي تتعرض حالياً لحرب إبادة جماعية ومن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني ومع حقه بالعدالة والكرامة والتحرر، وإقامة دولته وعاصمتها القدس، وانطلاقاً من النقطة العاشرة في مشروع النقاط العشر، والتي تنص على إقامة سياسة خارجية حاسمة ومنحازة للشعوب وليس للمحاور الدولية، وحسم وتكريس موقف واضح من نظام الاحتلال الإسرائيلي بوصفه نظام احتلال وفصل عنصري، وموقف واضح منحاز للشعب الفلسطيني وحقه بالمقاومة ومواجهة الاحتلال، وموقف واضح منحاز للشعوب بوجه جميع الأنظمة القمعية، ونريد عدم انحياز لبنان لأي من المحاور الإقليمية والدولية المتصارعة، وبما يضمن مصلحة المجتمع اللبناني".
وبدأت الندوة بعرض 3 محاور حول المشروع الإسرائيلي في فلسطين كيف تم الانتقال من مشروع ثيودور هرتزل القومي اليهودي إلى وعد بلفور الكولونيالي عبر اتباع الاستيطان التدريجي من قبل الحرفيين والصناعيين اليهود، وثم تنظيم اليهود وفقاً لقوانين كل بلد، وتقوية وتعزيز الشعور والوعي القومي اليهودي فضلاً عن اللوبيينغ (المناصرة) الدولية للحصول على موافقة الحكومات من أجل تحقيق هذا المشروع في المنطقة.
وفي المحور الثاني توسع النقاش حول طبيعة النظام الإسرائيلي، لجهة توصيف النظام بأنه استعماري استيطاني وقومي تفوقي وعنصري توسعي، والتأثير على مشاعر العالم عبر الهولوكوست.
وتناول المحور الثالث دور إسرائيل وحلفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من العام 1967 وحتى 2024، ومنها اللوبي في الولايات المتحدة الأمريكية واستخدام شعار العداء للسامية، واستخدام الفيتو الأمريكي لأكثر من 50 مرة لصالح إسرائيل ومنذ إنشائها.
ثم جرى نقاش حول أي خيارات ممكنة لدور لبنان ووفقاً للنقاط العشر، خصوصا كيف تابع النظام الإمبريالي العالمي والسياسات الدولية عملية تفتيت الدول المحيطة وإضعافها لضمان أمن إسرائيل ودعم سرديتها وأحقيتها كدولة يهودية وسط دول مذهبية (سنية، شيعية... الخ).
وتناول النقاش النقطة العاشرة التي تتمحور حول السياسات الخارجية لتكوين مقاربة خاصة بلبنان، باعتبار إسرائيل هي أساس الصراع القائم، وعلى ضرورة القيام بحملات مناصرة ضد هذا المشروع الذي يشرذم المنطقة في كافة المجالات ويتسبب بهجرة الشعوب ونزوحها واضطهادها من قبل الأنظمة الفاشية.
كما تناولت النقاشات دور لبنان ضمن مشروع النقاط العشر كأفراد وناشطين/ات في العمل السياسي في لبنان وخارجه لإقناع العالم كله بخطورة النظام الإسرائيلي "الشبيه بالنظام النازي" على المنطقة والعالم، وأن التطبيع والهدنة لا تحمي لبنان ودول الجوار لأن لإسرائيل طموحات توسعية لن تنتهي إلا بالمواجهة السياسية المنظمة، وأنه لا يمكن مواجهة اسرائيل باعتماد الخطاب والهيمنة الخاصة بالدين لأن هذا الأمر يعزز وجودها وسرديتها، وعلى لبنان الخروج من الاصطفافات المذهبية، عبر العمل بصورة استراتيجية منظمة سياسية خصوصاً مع نوايا الإدارة الإسرائيلية لدفع مسببات للحرب في جنوب لبنان والمنطقة، عبر اعتداءاتها على لبنان، علما أنه سقط نتيجة لهذه الاعتداءات قتلى وجرحى مدنيون وصحفيون، الأمر الذي يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف وكامل المواثيق الدولية.
ودعا المنظمون في نهاية الندوة الاطلاع على مشروع النقاط العشر وتبنيه ونشره على أوسع نطاق لما هو في مصلحة لبنان والبلاد العربية.